عبدالقادر محمد ابكر [email protected] سؤال طرحه الدكتور نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب ومساعد رئيس الجمهوريه فى معرض خطابه فى الاحتفال الذى اقيم بمناسبة تسليم عربات (التاكسى التكافلى) وعربات جديدة للاطباء , الاسبوع الماضى , وفى راينا ان السؤال بسيط جدا من رجل كبيرجدا . وحسب ما هو معلوم فان حركة تحرير السودان قد طرحت فكرها فيما يتعلق بالتحرير وفلسفة الاسم والرمز من خلال الخطابات واللقاءات التى قدمها قيادات ومؤسسى الحركة عبر كل الوسائط والاجهزة وبناء على تلك الفكرة والفلسفة جلس المؤتمر الوطنى محاورا حركة التحرير منذ (ابشى الاولى) وانتهاء (بالدوحة) ولكن مثل سؤال الدكتور قد يطرحه آخرون وربما يكونون جادين فى طرح السؤال ليعلموا ممن تريد حركات التحرير ان تحرر السودان ؟. فى منفستو الحركة وحسب الديباجه الموضوعة فى النظام الاساسى لحركة التحرير اقتبس الآتى : ( ان حركة /جيش تحرير السودان هى حركة وطنية ، قومية ،سياسية ، قامت لتحقيق مبادى واهداف واستراتيجيات ترمى الى ايجاد دولة السودان وطنا لكل اهله , تحترم مكوناته الثقافية والعرقية والدينية . ويقوم على اتحاد اقاليمه بشكل طوعى وفق نظام حكم فيدرالى .مبنى على قواعد عقد اجتماعى يحدد العلاقة بين الدولة والمواطن على اسس الحرية والديمقراطية والعدل وسيادة حكم القانون . وتكريس مبادى حقوق الانسان والحريات العامة كما نصت عليها المواثيق والعهود الدولية والاقليمية . دون استغلال او تهميش لاحد ، وان تكون المواطنة هى المعيار الاوحد لنيل الحقوق واداء الواجبات) انتهى الاقتباس . وفى الباب الثانى تحت بند الاهداف والمبادى العامة والحريات الاساسية ووسائل تحقيقها الفقرة (2) منها نجد 2/ تحرير الانسان السودانى من الظلم الاجتماعى والثقافى والسياسى والاقتصادى . وعلى هذا تكون هذه الاهداف المعلنة هى تمثل برنامج الحركة فى الفترات السابقة ولكن بتطور الاوضاع فى السودان تطورت معها فكر الحركة وبالتالى اهدافها وبرامجها وضمن ذلك فلسفتها فبات تحرير السودان من قبضة وسلطة الحزب الواحد الذى جثم على صدر الوطن ثلاث وعشرون عاما (حسوما) ولن يتم ذلك الا باسقاط هذا النظام والتاسيس لنظام بديل يتوافق عليه اهل السودان جميعا وهذا هدف اولى ورئيسى تتبعه تحرير الاقتصاد السودانى من منظومة الاقتصاد الطفيلى الريعى القائم على الاتجار بقوت الشعب والضرورات الحياتية الاساسية المتمثلة فى الغذاء والماء والدواء والتعليم المعتمدة على الجباية من كل ابناء وبنات السودان لتمكين فئة قليله ليست لديها ما يؤهلها لحكم السودان عدا منطق القوة والجبروت وصلة القرابه فقط . يتبعه تحرير الدولة من سيطرة الحزب الاخطبوطى واعادة الدولة لحضن ابنائها وهم العارفون بمواجعها وكيفية مداواتها وتحرير دين الله الحنيف من أسر جماعة اعتقلتها ووضعتها فى صندوقها الخاص وطفقت تنتقى منها الفتاوى والاحكام بما يتوافق مع برامجها وتوجهاتها الاستعلائية العنصرية وتلوح باحكام الشريعة كلما سقطت فى احدى مطاباتها التى صنعتها وكأن الشريعة سيف يتم تسليطها على رقاب كل من اختلف معهم فى الراى اوعارض توجهاتهم اللامسؤلة , تحرير السودان من براثن الاجهزة الامنية التى اصبحت هى الحاكم والجلاد والآمر والناهى والمخطط لكل توجهات وبرامج السودان الدولة وحامى حمى كرسى السلطان وصولجانه وحاشيته وكل من تحلق حوله , وتحرير الدولة من الحالة العبثية التى باتت ترزح تحتها وياتى جيل الشيوخ ويذهب ليرثها جيل الشباب ثم ياتى ابناء الشباب وابناء ابنائهم الى يوم الدين ربما..... وتحرير الدولة من الفساد والرشوة والمحسوبية وكل امراض وادواء السلطة التى اصابتها وتحرير السودان من الهيمنه العرقية والاستعلاء الثقافى ورفض كل ما هو آت من خارج المركز والنظر اليه كامر جهوى اقليمى وهكذا افقرت الدولة ثقافيا من دولة كانت اكثر دول المنطقة شهرة بالغنى الحضارى والتنوع الثقافى وتتجلى ذلك فى الفلكلور والعادات والتقاليد والفنون الشعبية فتم رفضها جميعا فى ان تدرج ضمن المؤثرات الثقافية ما عدا فى المسائل الديكورية فقط ولكنها لن تكون فاعلة ابدا فى ظل نظام لا ينظر الا الى نخيل ورمال قاحلة وبشرة به شية من احمرار ولغة تزخر بالضاد وفيما عداه فهو الهشيم بعينه فمن اين لبقية الثقافات ان تنمو وتتطور ؟؟ ... لكل ما سبق رأت حركة تحرير السودان والقوى الثورية الاخرى والاحزاب التقدمية انه قد وجب اطلاق مشروع التحرير العريض والذى لاح فى السابق املا فى الافق ما لبث ان تحول الى برنامج ملزم يجب انفاذه ولو بعد حين وليس هنالك ثمة حل آخر يمكن اجتراحه على مستوى الدولة السودانية فى المستقبل القريب او البعيد عدا التمسك بمشروع التحرير هذا بغض النظر عمن يقوم بانجازه ولكنه كفكرة تم انتاجه من قبل شباب آمنو بالمبدا واقتنعوا بضرورة تحقيقه ومنهم من دفع روحه لاجل تثبيت الفكرة واخرون دفعوا دمائهم واشياء اخرى عزيزة لن تعوض ابدا الا بانجاز مشروع التحرير هذا . وحتما سيتم انجازه ولو بعد حين . ------------ * حركة تحرير السودان