[email protected] ******** اليوم: الاثنين التاريخ: 7 / يناير / 1980م الوقت: الساعة الثامنة والنصف صباحاً تقريباً المكان: سوق أبو حمد (سوق الحفرة عند المحطة) الفصل: شتاء حالة الطقس: برد برد برد يصلب المفاصل مع كتاحة الحدث: في هذا اليوم والساعة والطقس دخلت سوق محطة أبو حمد (سوق الحفرة) فوجدت الناس ما بين من يكاد يقع في كوانين الشاي ونيران الأكل وما بين من يلتفون بالبطاطين والفرد والثياب ويجلسون في شمس الصباحية متخذين من جدران المحلات سواتراً من الرياح الباردة التي تصفعهم بسياط البرد وحبيبات الرمال، فوقفت أمام محل صغير شيئاً ما لم يكن صاحبه بداخله في تلك اللحظة ولكنّ رجلاً كهلاً من بين عدة أشخاص كانوا يجلسون على مسافة لا تقل عن ثلاثين متراً في أشعة الشمس متدثرين بثيابهم ومتخذين من إحدى الجدران ساتراً من الريح (عرفت فيما بعد أن اسمه قرض أو هكذا كان يدعى)، سمعته يناديني داير شنو؟ (ماذا تريد؟). فطلبت منه أن يأتي، فكرر سؤاله لي عدة مرات داير شنو؟. ولكنني كنت مصراً على أن يأتي، فقام متثاقلاً إليّ وعندما دخل إلى دكانه سألته عن العسل الذي كان موجوداً على إحدى الرفوف فأعطاني سعراً استغليته، ثم سألته عن الجرسلين فأعطاني سعراً استغليته أيضاً ودرت محاولاً الذهاب وعندما أعطيته ظهري ناداني قائلاً: (أقيف يا ولدي داير أديك نصيحة ليك ولي زمانك، شلاضيمك (جضومك) ديل لا في عسل بي يملاهن ولا في جرسلين بي يمسحُن). غضبت فعلاً في تلك اللحظة خاصة أن هنالك من سمعوا هذه النصيحة وضحكوا لها ولكن مع ذلك لم أقل شيئاً. تذكرت هذه الحادثة وأنا أنظر إلى هذه الصورة التي تتزامن تقريباً معها فضحكت من قلبي ضحكة انشرح لها صدري، لا أدري لماذا ولكني ضحكت. إنها ضحكةٌ ظلت مكتومةً ثلاثين عام. (اللهم اغفر للحاج قرض وارحمه رحمة واسعة)