زمان مثل هذا مؤتمر التعليم/ رحلة أمل الصادق الشريف الغد.. سيشهدُ انعقاد مؤتمر التعليم العام والعالي.. والمشكلات تمتد أفقياً من حلفا إلى نمولي.. ورأسياً من الصف الأول أساس.. إلى باحث الدكتوراه. والمشكلة الأعظم.. مشكلة الأفواج الحزينة.. أفواج الخريجين العاطلين عن العمل.. هذه الأفواج التي لا ترى إلا حاضراً يابساً.. ومستقبلاً بائساً.. هل كان هذا ما تهدف إليه ثورة التعليم العالي؟؟. أحد قادة الإنقاذ.. وأحد منظري ثورة التعليم العالي.. يقول مهوناً على الناس.. ومدافعاً عن ثورة التعليم العالي :(عاطل متعلم وخريج.. خيرٌ من عاطل جاهل وفاقد تربوي). لا فضّ الله فوك يا بروف.. لقد نطقت بالحكمة وفصل الخطاب!!!!!!!!!.. فليأكل الخريجون من عبارتك هذه وليسكنوا بها وليتزاوجوا. هل نحنُ في حاجة لذكر اسم هذا ال(بروف)؟؟.. أم سنزيدُ الألم.. لأنّه يُقالُ عنه الآن أنّه من حكماء المؤتمر الوطني؟؟. الإنسان العاطل عن العمل.. هو شخص ما يزال على قيد الحياة.. فقط لأنّ الروح ما تزال في جسده.. ولأنّ الدماء ما تزال في عروقه.. بغير إرادته. لكنّه في ذات الوقت.. وبذات المعطيات.. فهو آلة (دمار شامل).. تستطيع أن تُدمِّر كلّ شيء.. نفسها ومجتمعها. مشكلة عطالة الخريجين.. هي مشكلة المنتج النهائي للعملية التعليمية.. لكنّ تفاصيل تلك العملية.. هي مشكلات وكوارث قائمة بذاتها. ونعجب نحنُ من الشرف.. شرف البورد.. الذي لا تُراجع نتائجهُ حتى لو كانت خاطئة.. كيف يكونُ للبورد شرف وهو يحمل معه الخطأ والظلم؟؟.. أيُّ شرفٍ هذا؟؟.. نتمنى أن يخرج شرف البورد من بوابة هذا المؤتمر إلى غير رجعة. وتوفيق أوضاع الكليات وتسجيل خريجيها في المجالس المهنية.. هذا أمرٌ لازم.. كيف يتخرج الطلاب ليجدوا أنّ أحد المجالس المهنية لا يعترف بهم؟؟. ثمَّ الأستاذ الجامعي.. ذلك الغفاري الذي يمشي وحده ويُدرِّس وحده.. ويتسلل إليه الظلم والفقر وحده.. صنوه أو قل ابنه في القوات المسلحة يخرج بمئات الملايين وسيارة ومعاش.. وهو يخرج ببضعة جنيهاتٍ ومُعيِّيش (تصغير معاش).. ينتج كيف؟؟.. شغال بي فونيه؟؟. أستغفر الله.. كُنّا بنقول في شنو؟؟. نعم.. المؤتمر.. مؤتمر التعليم.. هل مازال مؤتمر التعليم العام/العالي الذي سوف ينعقد غداً الأحد 19 فبراير.. هل مازال يستهدي بالرؤية التي طرحتها الاستراتيجية ربع القرنية؟؟.. هل سيضعُ المؤتمر في ذاكرته عبارة (بناء أمة سودانية موحدة آمنة متحضرة ومتقدمة ومتطورة)؟؟.. هل سيُناقش الأوراق ويتداول التوصيات على هدي تلك الرؤية؟؟. تلك رؤية فشلت في جزئياتها الأولى.. بناء أمة سودانية موحدة (بعد انفصال الجنوب).. وفشلت في جزئيتها الثانية.. بناء أمة آمنة (بعد اتساع رقعات الحرب في دارفور والنيل الأزرق والجنوب كردفان).. فلا داعي لتجريب بقية الجزئيات.. تلك رؤية ذهب منظرها من التخطيط الإستراتيجي ليبحث له عن عمل آخر.. لذا نرجو أن يُحرر المؤتمِرون أذهانهم من حكاية (بناء أمة شنو وشنو وشنو).. فليضعوا المشكلات أمامهم.. وليبحثوا عن الحلول بصورة أكثر مباشرة. التيار