عبدالرحيم احمد هارون [email protected] بدات بالامس الاحد جلسات المؤتمر القومى للتعليم فى السودان والذى نعول عليه كثيرا فى الخروج بتوصيات تعمل على رفع شان العملية التعليمية بعدما اصابها الكثير من التدهور والوهن نتيجة للسياسات الخاطئة و المتقلبة منذ العهد المايوى وتغيير نظام السلم التعليمى من 4-4-4 الى 6-3-3 مرورا بعهد الانقاذ والتحول الى 8-3 مع التغيير المستمر فى المناهج ، مماجعل مسالة التعليم تدخل حيز التجارب المعملية دون الدراسة المتانية لتلك المناهج والسياسات قبل التطبيق كما كان يحدث سابقا فى بخت الرضا .. وبالتالى فقد خرجت المحصلة النهائية سلبا بان فرغت اجيالا ضعيفة المستوىالاكاديمى قبل الدخول الى الجامعات مع ازدياد الفاقد التربوى . قبل يومين من افتتاح المؤتمر تحدث فى برنامج مؤتمر اذاعى كل من البروفيسور خميس كندة وزير التعليم العالى والسيدة سعاد عبد الرازق وزيرة التعليم العام والدكتور احمد الطيب وزير الدولة بالتعليم العالى .. و عن مستوى اللغة الانجليزية فقد عزت السيدة الوزيرة انحسار توظيف السودانيين بالمنظمات الدولية الى تاثير عامل اللغات الاجنبية ، واضاف ايضا الوزير احمد الطيب بضعف مستوى اللغة الانجليزية لدى طلاب الجامعات منبها الى ضرورة تقوية مستوى الطلاب فيها لدى المراحل قبل الجامعية . وجاءت الطامة الكبرى فى حديث السيد كندة والذى رفض رفع مستوى تدريس اللغة الانجليزية بالمرحلة الاولية والثانوية (لاحظ انه وزير التعليم العالى) ملوحا فى نفس الوقت بان من يريد زيادة المستوى فعليه بالمعاهد الخاصة .. وزاد لافض فوه بانه لا يمكن استبدال اللغة العربية لانها الاصل وهى لغة العلم اليوم .. كانى به عاد بنا الف سنة للوراء ونعيش نهضة العلماء المسلمين و عز حضارة الاندلس مع تناقض واضح لما ذكره د.احمدالطيب والاستاذة سعاد بشان تدهور مستوى الانجليزية وسط طلابنا اضافة الى انها تعد تقريبا لغة التواصل الاولى عالميا بمقاييس اليوم .. وفى جانب اخر ابدت الاستاذة سعاد تاييدها بشدة لدمج مرحلتى الاساس والثانوى مع الغاء امتحان الاساس ، اذ يقضى التلميذ 11 عاما متواصلة بالمدرسة الى جانب التفريق بين التلاميذ فى المراحل السنية المختلفة .. وهنا اتعجب للمقدرة على تنفيذ هذه الفكرة والتلاميذ فى معظم ارجاء السودان يعانون حاليا من ازمة الاجلاس والبيئة المدرسية الصالحة ناهيك عما ينتظرنا من اعادة بناء وفصل الاطفال الصغار عن زملائهم الفتيان .. و اخيرا ان كنا نامل ان نخرج بثمرات طيبة من هذا المؤتمر والذى انتظرناه طويلا فالمرتجى ممن يجلسون على قمة الهرم التنفيذى من ساسة و تنفيذيين ان لا يتدخلوا فى هذا المؤتمر بل يتركوا الامر لذوى الشان من خبراء ومعلمين ومن لهم صلة بالعملية التعليمية وترك العيش لخبازه حتى يتم انقاذ ما يمكن انقاذه فى حق التعليم الذى صار كسيحا بما نشاهده اليوم نتيجة لتغول كل من هب و دب فى شانه .. و قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .