د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] اعتصام المناصير كان هو الأول من نوعه في تاريخ السودان... كانت هناك مطالب للمتأثرين بانشاء سد مروي ذلك السد الذي صرفت عليه الدولة اموالاً طائلة وأهملت قضية أهل المنطقة الذين تأثروا بالسد، لقد عمدت الحكومة إلى الحشد الجماهيري والاعلامي مروجة لفوائد السد ولكن تناست ان لأهل المنطقة حقوقاً كان يجب ان تراعى وان تعطى الأولوية ولكن الدولة ظنت ان قيام السد سيحل كل المشاكل وان إهمال او تجاهل المطالب هو الاسلوب الأنجع لحل المشاكل. لقد وقف في مقام مشكلة المناصير عند زيارة السيد رئيس الجمهورية للمنطقة وقلنا في ذات هذا المكان إن السيد الرئيس قد وضع الحصان أمام العربة ولكن رغم الزيارة ورغم حديث السيد الرئيس ووعوده لأهل المنطقة بان كل الحقوق ستراعى وان لن يظلم احد وان من يريد ان يبقى في منطقته فله الخيار... رغم ذلك لم يحدث أي انفراج في مشكلة المناصير. ولم يجد المناصير وسيلة غير الدخول في اعتصام مفتوح... امتدد اعتصام المناصير لأكثر من (107) أيام أمام مقر الحكومة في الدامر معظمها شهد موجات من البرد الشديد وظل رغم موجات البرد اعتصام المناصير. أكد البروفيسور الصادق سليمان وزير الزراعة، الموقع نيابة عن الولاية، التزامهم وحرصهم على إنفاذ الخيار المحلي للمتأثرين وقال: نأمل أن يكون الاتفاق نهاية المعاناة ونتمنى ذلك حتى لا تحدث ردة قد تقود إلى ما هو اشد من الاعتصام لذا على حكومة الولاية تنفيذ كل ما اتفق عليه وبسرعة وبدون أي تأخير خاصة وان الاتفاق احتوى على بنود موضوعية هي إنشاء آلية أطلق عليها هيئة تنفيذ الخيار المحلي للمتأثرين بقيام سد مروي بولاية نهر النيل تم إنشاءها بموجب قرار من مجلس حكومة الولاية، توكل إليها معالجة حقوق وقضايا المتأثرين من توطين وتعويض وتنمية وخدمات، وتعمل على إكمال خطوات حصر حقوق المتأثرين، وتتابع تخصيص ومتابعة واستلام الاعتمادات المالية للمناصير في ميزانية الدولة لتنفيذ مشروعات الخيار المحلى، مع استقطاب التمويل من مؤسسات الدولة والجهات الأخرى داخل وخارج السودان، وتوافق على التعاقدات مع الجهات التي يوكل لها دراسة وتنفيذ المشروعات، ومعالجة وتنفيذ حقوق الترحيل والإعاشة وقضايا التزوير وكذلك استكمال دفعية متبقي استحقاقات المتأثرين وفق برمجة يتم الاتفاق عليها. أما الأخ عبد الناصر المرضي رئيس المجلس المحلي للبحيرة، ممثل المناصير للتوقيع على الاتفاق، فقد وصف لحظة التوقيع بالتاريخية، وقال: باعتصامنا علمنا الشعب السوداني بأن الحقوق يمكن أن تنال بالطريقة السلمية دون إراقة نقطة دماء، ودون وضع الأعباء على كاهل الدولة. نقول في آخر المقال التهنئة للمناصير وقد نفى اللواء معاش عثمان خليفة رئيس مجلس المتأثرين، وجود أيِّ خلافات على الاتفاق بين المناصير... ونحيي لجنة الوساطة لقد قادت المفاوضات ونتمنى أن تنفذ كل البنود بلا تأخير أو تسويف. والله من وراء القصد