خلوها مستورة الحدود وآبيي والتجارة البينية والديون والنفط والجنسية طارق عبد الهادي [email protected] يزحمون جداول أعمالهم للتفاوض بالكلمات الكثيرة أعلاه ، هل نحن أول بلدين ينفصلان على وجه الأرض ، يكثرون العناوين للتفاوض مثل اهل بيزنطة يتجادلون حول جنس الملائكة أذكور هم ام إناث ، يذهب وفد السودان بقيادة ادريس عبد القادر و سيد الخطيب وكأن الذهاب ثم الظهور بمؤتمر صحفي هو غاية في حد ذاتها ومن الواضح انها مفاوضات عبثية و عدمية في وجود سوء النية المعلوم منذ مرحلة الترتيبات المصرفية وتبديل العملة المفاجئ من قبل دولة جنوب السودان ، كان واضحا ان الهدف الحقيقي هو إسقاط حكومة الإنقاذ في السودان لذلك فبدل هذه المفاوضات العبثية على الطرف الحكومي أن يعرف كيف يفكر الطرف الجنوبي كما لو كان ينتعل حذاءه كما يقول المثل ، لتوفير الوقت والجهد لندبر أمرنا سواء كان الناس مع الحكم او المعارضة ، أربع من الكلمات التي في العنوان أعلاه هي حشو وهي ساقطة او ستسقط لا محالة فحكومة الجنوب ليست حكومة راشدة والجنوب سينفذ أجندته المرسومة له ضد السودان ورجله فوق رقبته و لننظر ماذا نحن فاعلون ، أولا لنبدأ من آخر كلمات العنوان أعلاه ، لنبدأ بالجنسية هل نحن أول بلدين ينفصلان ، هل طالبت ارتريا بالجنسية الإثيوبية ، الأكراد في شمال العراق يلعنون سنسفيل الجنسية العراقية و ينتظرون اليوم الذي يحملون فيه جواز بلدهم الكردي وجنسيته هكذا يتحدثون لوسائل الإعلام وهذا هو رأي اغلب الشعب الجنوبي الذي صوت للانفصال بنسبة 98% فماذا تريد حكومة الجنوب من هذا الامر! واضح ان منح الجنسية هو أمر غير مقبول من اغلب السودانيين ، لا سيما وان الانفصال قد وقع ، والغريب بعد كل هذا طالب د منصور خالد في ورقته امام مركز الجزيرة للدراسات بالدوحة في 23 يناير الماضي بمنح الجنسية للجنوبيين في السودان بحجج هو اول من يعلم انها واهية تدحضها التجارب الدولية الا اذا كان للهدف من منح الجنسية مآرب أخرى! ولا تنس انه قريب من طريقة تفكير صانعي القرار في الجنوب!، و هذا ما قد يفسر هذا الاصرار العجيب على امر اصبح من الماضي ، اسقط كلمة الجنسية من العنوان أعلاه ، ثانيا ننتقل للكلمة او الحدوته الاخرى التي يتجادلون حولها وهي النفط ، من مصلحة البلدين ان يصدر الجنوبنفطه عبر كينيا او خيار آخر فذلك من مصلحتهم بدل ان يعطيهم وفدنا المفاوض البائس فرصة الظهور زورا امام مواطنيهم في الجنوب بأنهم حامي حمى والحريص و البطل رغم انهم في حكمهم للجنوب لا يقلون سوءا كما ان في ذلك مصلحة السودان أيضا! ليلتفت السودان الى مصادره الزراعية والحيوانية وليخرج ما لديه من نفط قليل لاستهلاكه المحلي مثل مصر ، اسقط النفط ، ثالثا الديون سيتحملها السودان في ظل هذه الحكومة الحالية المأزومة خارجيا ورجله فوق رقبته اللهم الا اذا التحكيم الدولي حمل الجنوب جزءا يسيرا منها ، لنتحمل الديون او الجزء الاكبر منها لا بأس ، اسقط الديون ، رابعا التجارة البينية ، الذي يحيرني وما يتحير الا مغير ان أسعار المواد الغذائية والسلع في السودان سواء المستورة او المصنعة محليا نتيجة للفساد والمحسوبية والجبايات الباهظة هي الأغلى في دول المنطقة فماذا يريد الجنوب من السلع في السودان و لماذا لا يستورد الجنوب مباشرة من الاسواق المفتوحة في جبل علي من الإمارات ودبي او من الصين او من أي مكان آخر سيجد السكر والدقيق والزيوت وحتى الذرة ارخص مما في السودان الذي يعتبر الأغلى عالميا في الغذاء والدواء والعقار يعني هم هربوا منه بجلدهم واختاروا دولتهم لينعموا فيها وبعد هذا ينتظروا سلع من السودان ، أمر غريب ، انه الفشل وضيق الأفق والخيال وهم غير مؤهلين لإدارة دولتهم ، بل كان المفروض ان تكون السلع ارخص في الجنوب وان يتم التهريب للسلع من الجنوب الى الشمال لفرق السعر . بقيت المشكلة في الحدود بين البلدين و لحل هذه المشكلة اولا وقبل كل شيء بل من الضرورة توفير مزارع حديثة في فترة الصيف للمسيرية ففي الخريف لا مشكلة في الأعلاف وينبغي بتكاتف الدولة والمجتمع ان تبنى مزارع في المنطقة من المجلد وحتى بحر العرب ولكن المؤتمر الوطني سيكسف الخاطر ويسود الوجه كعادته ولن يفعل وهو تفاجئ بالانفصال! أصلا ، و عجز طوال عشرين عاما من مد شمال كردفان من النيل الابيض عند منطقة الفشقة وهو مشروع دراساته جاهزة وكان يمكن ان تنفذ بنظام البوت وخلافه و عجز عن ربط مياه بورسودان من النيل ولم يمد طريق مسفلت من امدرمان الى بارا والى الفاشر مباشرة لربطهم بالعاصمة ، قال ايه عطلوه ناس ولاية النيل الابيض عبر وزارة المالية لأنهم سيفقدوا الجبايات التي على الطريق القديم! من محاصيل الابيض ، بئس التفكير والمصير ، اذن لماذا لا تقوم الحروب؟ من يحكم عليه بالتنمية او يرحل ، بالتنمية سيرضي الناس فيدافعوا هم عن مصالحهم ويردعوا متطرفيهم بالحوار والحسنى و يردعوهم عن حمل السلاح و بالتنمية ستكسب السكان المحليين اما في غياب التنمية هذا هو الحصاد المر ، من فشل في إقامة علاقات خارجية لماذا يظل كابس على رقاب الناس ماذا نقول ، ماذا بقي من نقاط تفاوضهم نعم ابيي والنقاط الحدودية مع الجنوب وهذه جميعا ليس لنا غير التحكيم الدولي ، التحكيم ثم التحكيم ثم التحكيم والاستعانة ببيوت خبرة أجنبية وبالمستندات والوثائق و بصورة حضارية ننهي هذا الملف ولنرض به ايا كان فذلك أفضل من الحروب العبثية ، و ليضاف ملف حلايب كذلك الى التحكيم وفضوها سيرة بلا تفاوض معاكم. صحيفة الوفاق