العصب السابع السرطان..! شمائل النور بالضبط قبل حوالي تسعة أشهر ظهرت مأساة مرضى السرطان بمستشفى الذرة، هؤلاء المرضى شكوا نفاد العلاج المنقذ لحياتهم وليس شح العلاج.. توقف عدد "3" ماكينات عن العمل، والماكينة الوحيدة التي تعمل كانت تعمل بطاقة 25%، حسبما كشفت جمعية حماية المستهلك وقتذاك، والذي زار مرة واحدة مستشفى الذرة بالتأكيد رأى بعينيه حجم تكدس المرضى هناك، الذين ينتظرون دورهم في الجلسات والذين يأتون لأول مرة ليحجزوا مقاعدهم، اليوم تعود ذات المأساة حيث نقلت صحيفة "الصحافة" بالنص ما يلي: (كشف تقرير طبي تعطل "2" من الأجهزة الطبية داخل المركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي، ما أدى لتكدس المرضى بالمركز، وإطالة فترات انتظار العلاج، ما يعرض حياة مرضى السرطان للخطر، بينما كشف مصدر عن تقلص ميزانيات المركز من (1.5) مليون جنيه شهرياً إلى نحو(800) ألف جنيه، بسبب ما قال: إنه تماطل من قبل وزارة المالية) الميزانية التي في الأصل شحيحة تم تقليصها إلى قرابة ال 50%. طبعاً المعروف أن الأعداد الوافدة لتلقي العلاج في مستشفى الذرة تتزايد يوماً بعد يوم كما يزداد حجم سرطان الصحة في البلاد، مرضى السرطان لا يستطيعون الانتظار لدقيقة ناهيك عن الانتظار حتى تتكرم الدولة بالتصديق على استيراد ماكينات جديدة وتوفير الكميات المطلوبة من العلاج،قد يطرأ سؤال هنا إذ لماذا لا توفر الدولة الكميات المطلوبة قبل نفاد الكميات الموجودة، ما دامت حياة هؤلاء معلقة في هذه الأدوية؟ لكن يبدو أنه سؤال غير موضوعي بمعطيات الواقع الصحي المزري الذي نعيشه. السرطان الذي تفشي في قطاع الصحة ليس ببعيد عما لحق بعدد وافر من القطاعات الحية المرتبطة مباشرة بالمواطن.. إن الذي يحدث الآن في الواقع الصحي والطبي والذي يجافي تماماً أدنى درجات الإنسانية ما هو إلا قتل عمد يُمارس على المواطنين.. الدهشة تزيد حينما تسمع مسؤولاً يتساءل: لماذا العلاج بالخارج، وقبل فترة وجه رئيس الجمهورية خلال افتتاح المستشفى الفخيم في بري، وجّه القمسيون الطبي بعدم إصدار موجهات للمرضى للسفر إلي الخارج بغرض العلاج إلا في حالة عدم توفر هذا العلاج بالداخل، والداخل هو بين أيدينا، طبعاً حديث الرئيس في إشارة إلي أن المستشفى المعني يمثل مشروع ضخم لتوطين العلاج بالداخل، لأن العلاج بالخارج يُكلف المواطن السوداني ما يكلف.. نعم إن العلاج بالخارج يُكلف وكذلك العلاج بالداخل أيضاً يكلف ما يكلف، لكن هناك فرق ندركه جميعاً يجعل المواطن يُفضل العلاج بالخارج ودون الخوض في تفاصيل التشخيص فإن توطين العلاج بالداخل لن يتم في ظل صحة تنهار بأكملها ولن تجود به المستشفيات الخاصة التي هدفها الأول جني المال، لأن الذي يحدث الآن من إهمال لا يتوقف فقط على المستشفيات الحكومية دون سواها، ولن يتأتى توطين العلاج بالداخل إلا بعملية إنقاذية إنسانية في المقام الأول تنتشل صحة البلاد قبل العباد من هذا الوحل. التيار