حفل الكرة الذهبية.. هل يحقق صلاح أو حكيمي "المفاجأة"؟    القوز يعود للتسجيلات ويضم هداف الدلنج ونجم التحرير    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    شاهد بالفيديو.. مطربة سودانية تقدم وصلة رقص فاضحة وتبرز مؤخرتها للجمهور وتصرخ: "كلو زي دا" وساخرون: (دي الحركات البتجيب لينا المسيرات)    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة ترد على التيكتوكر المثيرة للجدل "جوجو": (شالت الكرش وعملت مؤخرة ورا ورا ويشهد الله بتلبس البناطلين المحذقة بالفازلين)    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    تمديد فترة التقديم الإلكتروني للقبول الخاص للجامعات الحكومية وقبول أبناء العاملين    اللجنة المالية برئاسة د. جبريل إبراهيم تطمئن على سير تمويل مطلوبات العودة لولاية الخرطوم    الهلال والجاموس يتعادلان سلبيا والزمالة يخسر من ديكيداها    شاهد بالفيديو.. ظهر وهو يردد معها إحدى أغنياتها عندما كان طفل.. أحد اكتشافات الفنانة هدى عربي يبهر المتابعين بصوته الجميل بعد أن أصبح شاب والسلطانة تعلق    من سيحصد الكرة الذهبية 2025؟    مدير جهاز الأمن والمخابرات: يدعو لتصنيف مليشيا الدعم السريع "جماعة إرهابية "    كندا وأستراليا وبريطانيا تعترف بدولة فلسطين.. وإسرائيل تستنفر    (في الهلال تنشد عن الحال هذا هو الحال؟؟؟)    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    تدشين أجهزة مركز عمليات الطوارئ بالمركز وعدد من الولايات    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    الإرصاد في السودان تطلق إنذارًا شديد الخطورة    الزمالة أم روابة في مواجهة ديكيداها الصومالي    إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفكيك الخطاب العربي الإسلامي بين الإسلام كثقافة والإسلام كرسالة
نشر في الراكوبة يوم 08 - 04 - 2012


تفكيك الخطاب العربي الإسلامي
بين الإسلام كثقافة والإسلام كرسالة
من اجل عصر تدوين سوداني
(6)
فهل النص العثماني كامل إنسانيا؟
خالد يس
[email protected]
لقد قدمنا سابقا وسنواصل في ان الرسالة الإرشادية توجد في الحياة وطريقة ممارستها أو الوعي بها دون الحاجة إلى كتاب مكتوب. ولكن نواصل في السؤال الذي فرضته النخب العربية باعتبار ان حفظ القران من الضياع هو امر الهي وذلك بان الله قد هيئا للقران نفر يحفظونه من الضياع وان حفظ القران هو حفظ للرسالة الإرشادية وان الإرشاد الإلهي عبارة عن قوانين توجد في داخل المصحف العثماني وغيره، ولذلك سنجاوب من التاريخ أولا قبل ان نذهب إلى الإرشاد الإلهي، بان هل تم تدوين كل الإرشادات الإلهية داخل المصحف العثماني؟
نجد تاريخيا قابلية النص القراني للنقصان كما ورد في عدة مراجع تاريخية ونقلا عن محمد عابد الجابري – مدخل إلى القران نجد الاتي (يقول القرطبي عند تفسيره لسورة الاحزاب "سورة الاحزاب مدنية في قول جميعهم نزلت في المنافين وايذائهم رسول الله ... كانت هذه السورة تعدل سورة البقرة"، وفي رواية عائشة زوج النبي قالت: "كانت سورة الاحزاب تعدل على عهد رسول الله (ص) مائتي اية، فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا على ما هي الآن". وفي تفسير القرطبي أيضا: "قال مالك في ما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم: انه لما سقط أولها سقط "بسم الله الرحمن الرحيم" معه. وروي ذلك عن ابن عجلان انه بلغه ان سورة "براءة" كانت تعدل البقرة أو قربها ... وعن حذيفة قال: ما تقراون ربعها: يعني براءة". وذكر السيوطي وغيره ان دعاء القنوت من جملة القران الذي انزله الله على النبي (ص) وانه كان سورتين، كل سورة ببسملة وفواصل. وروي انهما كانتا في مصاحف ابن عباس وابي بن كعب وابن مسعود، وان عمر بن الخطاب قنت بهما في الصلات، وان ابا موسي الاشعري كان قراهما. وروي عن عائشة انها قالت: "نزلت اية الرجم "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، نكالا من الله، والله عزيز حكيم". ورضاع الكبير عشرا، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله (ص) تشاغلنا بموته دخل داجن فاكلها". وروي عن عمر قال لعبد الرحمن بن عوف: "الم تجد في ما انزل علينا: "ان جاهدوا كما جاهدتم أول مرة"، فانا لا اجدها؟ قال: اسقطت في ما اسقط من القران". وذكر السيوطي في باب الناسخ والمنسوخ ما يلي: "قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ايوب عن نافع عن بن عمر قال: ليقولن أحدكم قد اخذت القران كله وما يدريه ما كله! قد ذهب قران كثير، ولكن ليقل قد اخذت منه ما ظهر". وفي الصحيحين عن انس انه "نزل قران في الذين قتلوا في موقعة بئر معونة، قراناه حتى وقع وفيه: "ان بلغوا عنا قومنتا انا لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا". وروي الطبري في تفسيره عن الحسن انه قال في قوله تعالي: "ما ننسخ من اية أو ننسها نات بخير منها"، قال: ان نبيكم (ص) اقرئ قرانا ثم نسيه فلا يكن شيئا، ومن القران ما قد نسخ وانتم تقراونه. وفي لفظ اخر: "قال: ان نبيكم (ص)، قرا علينا قرانا ثم نسيه". وعن ابن عباس قال: كان مما ينزل على النبي (ص) الوحي بالليل وينساه بالنهار، فانزل الله عز وجل: "ما ننسخ من اية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها").
ما لم تستطع النخب العربية الوعي به، هو الرسالة كارشاد وليست كقيم ثقافية، فكان الوعي يتم بالرسالة الإلهية بناء على مرحلة التحولات التي يوجد بها المجتمع إذا كانت الرسالات ما قبل الرسالة الخاتمة أو حتى الرسالة الخاتمة لم تستطع ان تخرج من عبائة المعني المجتمعي للإنسانية لحظة الرسالة، فاوقفت النخب العربية الرسالة عند لحظة التحولات التي قادت المجتمعات العربية من عشائرية وقبلية إلى مجتمع عربي، فتم ترميز السلوك والوعي التاريخي باعتباره الرسالة الإلهية، ولقصور تلك الرؤية عن مجاراة حركة التاريخ لذلك لجأت النخب التي اتت فيما بعد على خروج كل فرد يحاول ان يري الرسالة بعيدا عن ذلك الصنم الذي تم صنعه، فذلك النقصان في الرسالة يقوض رؤية النخب العربية فنقصان المصحف العثماني أو عدم تقديس جماد في شكل مصحف "لان ذلك التقديس ليس للمصحف ولكن لرؤيتها التي اعتمدت كرسالة إلهية" يؤدي إلى نقصان رؤيتها الذاتية وهو ما يجعلها في وضع اما محاولة اعادة بناء تلك الرؤية أو إلى رفضها كاملة ودائما الخيار الاخر هو الخيار الاسهل الذي يتيح لتلك النخب بالاستمرارية.
ان حركة التحولات لا تتوقف وإذا لم تستطع النخب ان تقدم رؤية كلية تسهم في تلك الحركة فان المجتمعات تواصل مسيرتها وفق الوعي الجيني والراهن وهو ما يؤدي إلى تقاطع القيم السلوكية داخل وبين المجتمعات، وهذا ما نجده في التاريخ والذي نبه له في الرسالة الارشادية في عدم اتباع ما يوجد عليه الاباء في كل القيم الإنسانية والمفاهيم وذلك لان التحول يفرض قيم تتطلب مفاهيم جديدة (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ (مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)).
ان افتراض النخب العربية انها وكيلة في توصيل الرسالة والمحافظة عليها جاء بعد ان تم استيعاب الرسالة داخل الوعي الجيني للمجتمعات العربية فالنخب العربية لا تسعي إلى توصيل الرسالة أو المحافظة عليها ولكنها تحافظ على الوعي الجيني للمجتمعات العربية الذي تشكل في الاخر كرسالة إلهية. اما الرسالات السماوية فهي عبارة عن ارشاد يبلغ عن طريق الرسل فقط وليس المجتمعات أو النخب (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)) (الاحزاب).
ولم تختلف الرسالة الارشادية على مر العصور والتاريخ (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)، (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (92)). اما الذين يحتجون بان الرسالة الخاتمة تختلف باعتبارها تحمل في مضمونها قوانين سماوية وهو ما تم تسميته بالشريعة الإسلامية وبالتالي وجود المصحف العثماني هو وجود للقوانين السماوية أو العبادات التي احتج اصحابها بانها لا تكتمل إلا بالاخذ بما كان يفعله الرسول وما يقوله فلذلك فان الفعل والقول للرسول غير التي في المصحف العثماني هي جزء من الرسالة فلا بد من الأخذ بالسنة، وبعد ذلك لا تتضح الرؤية تماما إلا بالاخذ بما كان يفعله الخلفاء لانهم اقرب لزمن الرسالة وبالتالي فأفعالهم اصدق وغيرها وغيرها كل ذلك سنأتي لكل ذلك في حينه.
ونسبة لإعادة الاستيعاب التي كانت تتم للرسالات على مر العصور ومع التحولات انتقل ترميز الإله داخل الوعي الجيني من الطبيعة إلى الرسل والنخب، التي تفرض نفسها وصية على الرسالات الدينية لذلك كانت تأتي الرسالات واحدة بعد أخرى لتنبه ان الرسل بشر وليست آلهة ياتوا بكل افعال البشر فلا تجب عبادتهم. ولكن يتم استيعاب الرسالة من قبل مجتمعاتها على اعتبار ان افعال الرسل هي تجسيد للقيم الإلهية وهو ما يتطلب أرسل رسالة أخرى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)).
وهو ما تحاول ان تفرضه النخب العربية في وصاية على الرسالة الإلهية الخاتمة دون ان تعي ان تلك الرسالة خاتمة ليست لاحتوائها على تشريعات قيمية إلهية كما تدعي الرؤية العربية ولكن لوصول المجتمعات إلى مرحلة يمكن لها ولنخبها ان تستوعب معني الإنسانية داخل ذاتها المجتمعية أو داخل الاخر المختلف وبالتالي تستوعب معني الإله المتعالي إذا كان من خلال وعي الكلية النخبوية أو من خلال الوعي الجيني عند قصور تلك الكلية. فقد وصلت التحولات إلى إمكانية التواصل الإنساني وإمكانية الثقافات الأخرى ونخبها على ان تتجاوز الترميز الذي يعطي للثقافة باسم الإله والإسلام. فالرسالة ليست نص بل إرشاد للوعي بالإنسانية داخل المجتمعات أو خارجها برفض الجور والظلم فوجود الذات الاجتماعية أو الوعي الجيني داخل الفرد لا يعني استغلال تلك ذات من اجل ذات أخرى باعتبار التمييز فعلي التكامل المجتمعي عند رؤيته من قبل النخب ان يكون تكامل إنساني بعيدا عن الترميز الإلهي الذي تفرضه النخب العربية لقيمها التاريخية باعتبارها القيم الإلهية. فالنسق المعرفي أو الكلية النخبوية عبارة عن مفاهيم لإحالات مادية مجتمعية فإذا لم تعبر تلك المفاهيم عن المجتمعات المنتجة لها يجب تجاوزها.
وبعد توضيح فكرة ترميز المفاهيم تاريخيا والكيفية التي يتم بها استيعاب الأخر في الكلية الثقافية العربية التي تشكلت مع ضغط التحولات لمجتمع يختلف من حيث التحول ورؤية تأثير الترميز للمفاهيم التي اعتمدت على الإحالات المادية التاريخية للمفردة الذي كان محاولة للوعي الجيني للوعي بالرسالة المحمدية ولكن لاستمرارية التحولات ولقصور الرسالة ككتاب عن اجابة اسئلة التحولات لجأت النخب إلى السنة وعند قصور السنة لجأت إلى القياس والاجماع والمصالح المرسلة ومقاصد الشريعة فكانت النخب التي اتت بعد النخب الأولى في زمن الرسالة تسعي إلى تاكيد تلك الرؤية ولم تكن تسعي إلى الوعي بالرسالة الإلهية كإرشادات الإلهية فتوسعت الرؤية حتى وصلت حد الاستيعاب الممكن لها وعندها وقفت وأصبحت ترمز القصور للواقع وليس لرؤيتها فإذا وجدنا العزر للنخب الأولى في زمن الرسالة التي وقفت برؤيتها عند زمنها التاريخي فما بال النخب التي اتت بعدها وهي تري استمرار التحولات؟!.
لقد حاولت النخب العربية لحظة الرسالة تدوين وعيها بالإنسانية ومقاربة وعيها للإرشاد اللاهي ولكن لقصور ذلك الوعي على الإنسانية العربية واعتماده على الترميز السلوكي التاريخي في لحظة الرسالة كل ذلك قاد إلى الرؤية التي تسمي إسلامية اليوم.
فمضاهاة الكتاب أو المصحف العثماني للكتاب الإلهي (العهد) واعتماد الترميز السلوكي وذلك باعتبار مقاصد الرسالة الإرشادية هي مقاصد الشريعة العربية (الإسلامية) في تفسير المصحف العثماني كل ذلك قاد إلى قصور في وصول الرسالة الإرشادية إلى المجتمعات الأخرى باعتبارها رسالة إلهية ولكنها وصلت إلى تلك المجتمعات باعتبارها رسالة ثقافية.
وقد بدأنا بالكتاب كشامل لكل المفاهيم والمقولات حتى تتضح رؤيتنا لكيفية تحوير الرسالة الخاتمة من خلال إحالة المفاهيم داخل الذات الثقافية العربية ولتكون بعد ذلك جزء من كل يدل على الانا المجتمعية العربية تاريخيا وليس انيا وهو ما لم تستطع حتى الثقافة العربية في مركزيتها ان تتجاوزه لعدم وجود كلية تمنحها فرصة التواصل مع الاخر كانسان وليس كاخر مضاد في صراع كما يتم التوصيف بين الثقافة العربية والثقافة الغربية. ويجب الإشارة هنا إلى ان كل النص داخل المصحف العثماني قد تمت احالته تاريخيا ولكننا سوف نبدأ بمركزية النص لتعريف النص أولا ثم إحالته المادية رغم ان الاثنين عبارة عن شيء واحد ولكن عند الدراسة يمكن ان نفصل بينهما مؤقتا لذلك بدانا بالكتاب ثم ننتقل إلى الآية والاسلام كدلالة على الرسالة الالهية ثم بعد ذلك يمكن ان ندخل إلى مدلولات النص على حسب إحالاته التاريخية لرؤية كيف تسير رسالة الإله مع الإنسان في كل تحولاته التاريخية ليخرج النص من اسر القراطيس إلى المعني ونخرج نحن من عبادة الصنم الذي يسمي بالمصحف إلى الوعي بالرسالة الإرشادية داخل وخارج المصحف (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)).
الكتاب العثماني والكتاب الإلهي:
الكتاب الإلهي عبارة عن عهد للوعي والممارسة الإنسانية داخل المجتمعات وما بينها وعند استخدامها للارشادات لم تتجاوز الترميز المجتمعي لمجتمع التحولات ولكن دعت إلى تعميم ذلك الترميز إلى الكل المجتمعي العربي حتى لا يكون هنالك مجتمع يتميز بالإنسانية عن مجتمع اخر ولكن الترميز العربي للكل العربي، وافساح المجال للتحولات بترميز السلوك وليس الشخص حتى لا يتم نفي الذات ولكن النفي للسلوك الذي تجاوزته للمجتمعات، فيمكن للكفر ان يعني سلوك الاخر أو سلوك داخل الذات بالمعني البياني للكفر كما جاءت الرسالة الإرشادية وهو تغطية وستر الشيء وكما جاء في التنبيه للاوس والخزرج سابقا، وكذلك الوعي بالسلوك بمغزاه الإنساني حتى لا يكون دعوة لرفض الاخر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94))، وكذلك مفهوم التوبة وغيره.
اما الكتاب العثماني فهو عبارة عن اعادة استيعاب للإرشاد الإلهي من قبل النخب العربية بناء على الوعي الجيني للمجتمعات العربية لحظة التحولات، فإنسانية تلك المجتمعات التي وقفت بها عند الكل العربي فقط هو الإنسان كوعي جيني، ولذلك جاء الترميز للإرشاد الإلهي متوافقا مع تلك الإنسانية كمفاهيم تحمل في مضمونها قيم مادية لا تتجاوز تلك الفترة، وذلك تجسد في المصحف العثماني ثم بعد ذلك ترتيبه وتفسيره كان بناء على الوعي الجيني للمجتمعات العربية لحظة الرسالة من خلال تدوين ذلك الوعي في مفاهيم ثم ترميز تلك المفاهيم باعتبارها قيم إلهية مما أوجد رؤية احادية للإله. وادي ذلك الترميز المادي للإرشادات إلى شراكة المصحف والكعبة والعادات والتقاليد العربية التاريخية للتعالي الإلهي فاي تجاوز لتلك الرموز هو عبارة عن تجاوز للإله، وهو ما اعاد الرسالة الخاتمة كما سابقاتها ايقافها عند مجتمعها ولحظة تحولاته تلك. وهو ما أوجب اعادة استيعاب الرسالة الإرشادية من جديد بعيدا عن ما وجدنا عليه آباؤنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.