الحلقة (1) الور حسن عقيد [email protected] في مارس الماضي تم انعقاد محادثات بين دولتا السودان وجنوب السودان حول مستقبل الشماليين في دولة الجنوب والجنوبيين في دولة الشمال تحت رعاية الأتحاد الأفريقي، ويقود فريق الوساطة رئيس دولة جنوب افريقيا السابق ثامبو مبيكي ،حيث أثار وفد جنوب السودان قضية الجنوبين المختطفين والمختطفات من جنوب السودان اثناء الحروبات الاهلية ، وتعتبر هذه القضية مهمة لانها مرتبطة بالحريات والحقوق الاساسية للانسان، لكن حكومة الخرطوم اجهضت هذه القضية التي ترجع جزورها الي العام (1999م) حيث مارست المجتمع الدولي الضغط علي الحكومة السودانية لحل هذه القضية الا انسانية والتي ترفضها القوانين الدولية ،واستجاب الخرطوم لهذه الضغوطات الدولية ،فاصدر الرئيس السوداني عمر البشير قرار في (30يناير2002م) بتشكيل لجنة عليا لمحاربة الاختطاف المعروف ب(سيواك)برئاسة احمد المفتي وكيل وزارة العدل باشراف رئيس الجمهورية ،ومن مهام اللجنة اعادة المختطفين والمختطفات من جنوب السودان ،ومن خلال عمل اللجنة اكد رجال الدينكا باختطاف (14الف) شخص منهم واعترف رجال القبائل العربية باختطاف (3500)شخص التي تعتبر جريمة في حق الانسانية من قبل القبائل العربية بتأيد من الحكومة السودانية ،فارجعت اللجنة (29) شخص من الاطفال والنساء الي اهلهم، وان كاتب هذا كان يتابع هذه القضية ،وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية في ( 9يناير2005 م) لقد كنت اتابع قضية احد ضحايا الاختطاف والاسترقاق التي حدثت في ولاية جنوب دارفور ،حيث تم اختطاف طفل صغير اثناء الحرب الاهلية الثانية وتم تسميته (زاهر عبد الله)من قبل مختطفه وتربي معه ودرس حتي جلس امتحان الشهادة الثانوية واثناء دراسته كان يقوم بالعديد من الواجبات المنزلية (غسل ملابس الاسرة و...الخ) الي ان جاء اليوم الذي انكشف المسكوت عنه بعد اكثر من عشرين عاما ،حيث اتفق زاهر مع اخته ابنة مختطفه عبدالله بان يقوم بغسل الملابس وتقوم اخته بكي الملابس ،وبعد ان ادي زاهر واجبه واتي واجب ابنه عبد عبدالله حسب الاتفاق ، رفضت ثم حدث شجار بينهما وقالت: ابنه عبد لاخيه زاهر رغم ان عبدالله لم يكن والد زاهر الحقيقي،يجب عليك ان تغسل الملابس وتقوم بكيهم ،وعندما سأل زاهر لماذا ؟ فنطقت ابنه عبدالله قائله: انك لست اخي وانما خادم تم اختطافك من اهلك وانت صغير فبدأ زاهر يبكي حتي عاد والده فسأل زاهر والده بأن يخبره بالحقيقة وان لم يفعل ذلك سوف ينتحر، فما كان من والده الا ان يخبره بالحقيقة التي نزلت عليه كالصاعقة قائلا:لقد تم اختطافك اثناء الحرب الاهلية الثانية فاصبح حياة زاهر مليئة بالحزن والالم لا يعرف ....نواصل