بسم الله الرحمن الرحيم المطامع الكبرى بمصاحبة الخدعة الكبرى حسن البدرى حسن /المحامى [email protected] ان يوم التاسع من يناير سنة الفين واحدى عشر هو يوم اعلان الاشقاء فى جمهورية جنوب السودان الى استقلالهم التام وبمباركة حكومة الانقاذ ولكن يبدو ان هذا الاستقلال ليس بطعم الشهد على حكومة الانقاذ والانقاذيين. الحقيقة التى لاتقبل القسمة على اثنين ان استقلال جنوب السودان كان واردا قبل استقلال السودان بأكمله, لان المستعمر كان اول اجندته ان يفكر فى خط رجعة بالاضافة الى ان يفكر مليا قبل ان يغادر كيف يخلق من الاشقاء اعداء, لذلك كانت كل الحكومات المتعاقبة خاصة حكومة الاتحاديين الديمقراطية الاولى فى العام الف وتسعمائة واربعة وخمسين بقيادة الزعيم الراحل اسماعيل الازهرى وبرعاية سيادة مولانا السيد على بن السيد محمد عثمان بن الميرغنى كانت هذه الحكومة حريصة كل الحرص على ان يكون السودان فى اعلان استقلاله كامل السيادة والريادة تشمله مليون ميل مربع من اقصى الشمال فى حلفا الى اقصى الجنوب فى نمولى , ولكن قبل اعلان الاستقلال من داخل البرلمان اندلع تمرد احدى كتائب الجنوب العسكرية وفى ذاك الوقت راح الكثير من الضحايا من الطرفين ولكن كان العدد الاكبر من الشمال لان الحدث لم يكن متوقعا ولان الازهرى كان يفكر كيف يعلن الاستقلال لبلاد السودان. الحقيقة مهما اختلفت الرؤى ومهما اتفقت وبعد الويل والثبور وعظائم الامور من الحكومات الديكتاتورية العسكرية لاسيما بعد الانتفاضة الابريليةالتى انتكست بعدها الديمقراطية بالانقلاب الانقاذى المشئوم كان التفكير بعد كل هذه السنين الطويلة من عمر الاستقلال بما له وما عليه فى اقامة دولة السودان الجديد ومفردة الجديد هنا ليست للمزايدة وللنقض بل الجديد بمعنى تأسيس سودان يقوم على احترام التعددية الدينية والاثنية واحترام اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد, واختيار الديمقراطية نظاما للحكم لان بالديمقراطية يحترم الرأى الاخر وبالديمقراطية يتعرى الفساد وبالديمقراطية تسود سيادة القانون وبالديمقراطية ترشد الدولة وبالديمقراطية لا وجود لقانون الغابة القوى يهزم الضعيف وينهب ممتلكاته وثرواته ويصادرها وبالديمقراطيةيأخذ كل صاحب حق حقه وبالديمقراطية تسود العدالة والمساواة . الحقيقةان الغاصبين للحكم غصبا وعنوة وقسرا لايعجبهم ان يكون السودان جديدا فى تنوعه وجديدا فى مفاهيمه الجديدة المتطورة التى تواكب العالم وتضطلع ان تواكب الحاضر الناهض وتنظر الى المستقبل المشرق ولكن اهل الحكم لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب حيث ان توقيع اتفاق نيفاشا اصبح اليوم حبرا على ورق وانقلب السحر على الساحر واحتل الجنوب بانتاو بالجنوبى (وهجليج بالشمالى)! علما بأن هذا الاتفاق قد سبقه ثلاثة اتفاقات فى العام الف وتسعمائة واربعة وستين, المائدة المستديرة هذا اولا ,اما الاتفاق الثانى كان فى اديس ابابا عام الف وتسعمائة واثنين وسبعين , اما الاتفاق الثالث هو اتفاق الميرغنى قرنق فى العام الف وتسعمائة وثمانية وثمانين الجدير ذكره هنا ان كل هذه الاتفاقات كانت راشدة وتمت برضاء تام وبدون غبن او غش او تدليس ,وبدون مطامع لا فى بترول ولا فى مصالح ذاتية لاصحاب الحكم والمحكومين , ولكن اتفاقية نيفاشا كانت ومن خلفها المطامع الكبرى بمصاحبة الخدعة الكبرى نهب بترول الجنوب مما افسد واقعد بالاتفاقية واخيرا كانت النهاية المحزنة,! وهى احتلال هجليج المنطقة الحدودية مسار الجدل والخلاف وثالثة الاثافى كانت الحرب بين دولتين بحساب ما تم من استقلال للاشقاء فى الجنوب, اما بحسابات الترجيح للانسانية وللصلات الرحمية بين الشقيقين فهى حسابات خاسرة لان الموارد من البترول كان يمكن ان يكون ريعها وعائدها لمصلحة الاشقاء على حد السواء ولكن تأتى الرياح بمالاتشتهى السفن ,لان دولة الانقاذ تأسست على العداء والاستعداء والغرور والكبرياء والتكبر والانا والاستعلاء منذ مسقط رأسها , وهذا هو الفرق بين نيفاشا وبين الاتفاقيات الثلاثة التى كانت .! الحقيقة ان كل مجريات الواقع السياسى الانقاذى وما يحدث من حرب ودمار وفرقة وشتات ادى ذلك لتقسيم البلاد وهذا التقسيم خيب اّمال وتطلعات رجال الاستقلال الذين كدوا واجتهدوا وعانوا وسلموا الشعب السودانى مليون ميل مربع ,لذلك لن يألوا لنا جهدا حتى نعيد الحرية والديمقراطيةبأسقاط الديكتاتورية الانقاذية وبالحب والاخاء نكون دولتين صديقتين او نعود اشقاء اما, وابا ,وكل خيرات السودان تكون للجميع بدون غبن وبدون غش وبدون نفاق وبدون خداع, لان الانقاذيون يعتقدون ان الجنوب انفصل وراح فى ستين دهية,!واعتقدوا ان نكوصهم فى وعدهم سوف يمر مرور الكرام ,!ولكن كان القدر لهم بالمرصاد, وذلك يذكرنا برواية قتل قيصر الروم للفيلسوف شكسبير وخلاصتها ان بروتس واعداء القيصر قد قتلوه,علما بأن بروتس هو صديقه وبالفعل كان يوم قتل يوليوس قيصر هو عيدا لليونانيين.