ابوبكر يوسف إبراهيم عند ممارستة الديمقراطية صاح الشعب بصوت عالٍ : حتى أنت ( يا بروتوس) ؟؟!! هذه الأيام نعيش عملياً أجواء الإنتخابات التي جاءت كأحد أهم بنود إتفاقية السلام الشامل في نيفاشا ؛ وذات الإتفاقية تشترط إجراء هذه الإنتخابات حتى تتم عملية الإستفتاء على الوحدة أو الإنفصال من خلال حكومة منتخبة ، وعندما كانت المفاوضات تجري وقتئذٍ في نيفاشا أعلنت احزاب التجمع بأن الحركة تمثلها في المفاوضات لأنها جزء أصيل من تجمع المعارضة. الحركة الشعبية لها حسابات تختلف عن كل أحزاب التجمع وما كان لتلك الأحزاب التي كانت وما زالت تعيش حالة وهن ( أنيميا حادة + لوكيميا) أى ميئوس من شفائها؛ فلا مفر من لها من أن تستقوى بالحركة الشعبية ، وأن تستغلها الحركة الشعبية في (تكبير الكوم) في المفاوضات. رغم تباين المصالح إلا أن المكايدة وصلت لحد أن تجتمع هذه الأحزاب في جوبا لتكيد لحكومة الوحدة الوطنية مع إدراكها التام بأن الحركة الشعبية تستغلها ، وهذه الأحزاب هي ذاتها التي هللت وكبرت للحركة عند ترشيحها لياسر عرمان الذي أيضاً خُدع. إن المشكل المزمن في بلادنا أن معظم الأحزاب لا تفرق بين الممارسة الديمقراطية الرشيدة وبين (الفوضى ) ، وحينما أدرك الغرب مفهوم هذه الأحزاب للديقراطية أي أنها فوضى ؛ ابتدع لنا (الفوضى الخلاقة).!! مأساة ( الديمقراطية النموذج للشرق ألأوسخ الجديد ) في بنيها وبناتها بالتبني من ( السودانيين ) تجنحها ، على أكثر من نقيض ، دعوني أستصحب صرخة ( يوليوس قيصر ) وهو يرى أقرب أصدقائه يغدر به : حتى أنت يا (بروتس ). !! وفق نظريات ( جهابذة ) هذه الديمقراطية النموذج في فشلها من : (النصائح العشرة) و (الخطايا العشرة) و و (والرايات العشرة) و ( ألإسلام / الإسلاموي) إلى الأنموذج الذي تريد أمريكا أن تفرضه علينا بتفتيت بلداننا وترسم لنا خارطة جديدة وفق مصالحها دافعة بما يسمى ((الفوضى الخلاقة )) وتوظيف أتباع لها محلياً وإقليمياً وغير ذلك من هذه المعزوفات التي لا تخلو من بلادة إنسانية عجيبة في ( فهم ألآخر ) الذي لايمكن وضعه مرغما على واحد من حدّي قانون ( بوش ): ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي ) !! اتحفتنا تجارب الديمقراطية الطائفية في بلادنا وعبر تجاربها بمضحكات أكثر من مبكيات ، رغم مأسوية المراثي التي خلفتها في بيوت من رحلوا قبل المضحكة المبكية التالية ، في السنة السابعة من عمر هذه الديمقراطية التي لم تبلغ سن الفطام عن الدم العراقي والأفغاني والفلسطيني والصومالي البرئ (إنفكّت !! )، ولم تتخيّط ، وما إنفكت ألأحزاب ( الوطنية !! ) ، الفاعلة والمفعول بها وبين بين ، من ( متعددة ألأطياف السودانية ) الرضيعة على ثدي ( الحقول الخضراء ) تطالب الغرب عبر (قوات الأممالمتحدة) ألأب وألأم الشرعي لوجودها في آن (تنقذ!! )!! وكأن نوعا ً جديدا ً من ( الشيزوفرينيا ) قد ضرب الوضع السياسي هنا لأن كثير الأحزاب التي شاخت وعفا عليها الزمن !! وبعض الحركات التي رفعت السلاح رماه مهادنا ً ، وبعض من جاء محمولا جوا بإسم الأممالمتحدة ثار على ( الديمقراطية ) وراح يطالب بمطلوبات غريبة وعجيبة لم يحدث أن طابوا بها عندما جاؤوا عبر ذات الديمقراطية والإنتخابات، وكأنما مرّ( كيوي العفن) من هنا فباتت تلك الأحزاب تبحث عن ( عطور ) وألوان أخرى!! ولم تخل ( المطالبة ) من نكهة المطابخ المحلية والدول الغربية ( الحسنة وغير الحسنة ) على جسد سودانناالذي ورّمته الجراح وفاحت منه رائحة الشواء على نيران ( ديمقراطية بعينها تحاك على مقاسهم!! ) في حين ، ونيران مضادة لها في حين آخر ، وكأن الثمن لا بد ّ أن يدفعه السوداني البرئ الذي لم يقع على طرف واحد من معادلة العصر الدموية : ( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا) الذي أصبح شعار كل تلك الأحزاب.!! وما إنفكت صرخة ( يوليوس قيصر ) تتشظى) ( ديمقراطيا ً !! ) فتحصد الجميع بمن فيهم ( متعددي ألأطياف ) من أهل تلك الأحزاب الذين ( بصموا !! ) ذات يوم على مبدأ حق تقرير المصير للجنوب الذي كان طعمه مر؛ هذا أفقياً ؛ ولكن إما أن نستمر في حرب أهلية طاحنة وقودها الإنسان من هنا وهناك تقضي على الأخضر واليابس وأما أن نعلن ( لا إكراه في الوحدة)ً !!.. اليوم هؤلاء ينكروه بعد أن أيدوه وها هم يقادون إلى تجمعهم البائس في جوبا!! وعموديا ً : إمام الأنصار تناهبته نزعة متأصلة (ذاك الكرسي) منغلة من نغل !! جعلت السودان يمشي على قدمين متعاديتين برؤوس كل منها مخمور بأجندة غش بها أصحابه ، مع راعاتهم الأمريكان والفرنسيين والإنجليز والألمان ، ومن علق معهم ً في (الخرطوم ) على ما يخفيه من أجندات جاء حصادها على الشكل الذي نراه في كل فجٍ من بلادنا؛ فلا أحد يهمه السودان بقدر ما يهمه ( الكرسي) فيتكايد ويعلن ( يا فيها ؛ يا أخفيها) حتى ولو بدون إنتخابات تأتي به ، فلما قرر الجميه الإحتكام إلى الصندوق الشفاف والحبر الذي خضب السبابة تماحكوا وانتبهوا لحقيقة أن المرحلة والزمن ووعي الإنسان السوداني قد تجاوزهم . فجأة خرجت أحزاب جديدة كان أهلها صامتون على شين أفعال تلك الأحزاب التي بدأ إسباغ صفة تدل على تحجرها (كالتاريخية ) و( التقليدية) ولم يتنبه قادة الأحزاب التي أسبغت عليها تلك الصفات لما ينطوي عليه معنى تلك الصفات ، ولعمري فهذه طرفة مبكية ، ، أما آن لها أن تتنبه لعلها تحظي بإنصاف من (نصف تأريخ ). والمشاهد المراقب الذي يسبر غور الإمام الحبيب لا بد له من أن يرى رغبته الحميمةً بذات ( العروة الوثقى / الكرسي إياه ) وهي ذات الرغبة المستعارة الجديدة لبعض ألأحزاب (التاريخية/ التقليدية ) التي جاءت تسعى ( كحية) ؛ للحفاظ ولو على ( نصف مجد ) ، و (نصف تأريخ ) و ( فردة !! ) من خفيّ (حنين ) بعد أن أيقنت أن (الإنسان السوداني ) قد فاق من مخدرها وأنهم ( الفاعل ) الذي لم يقتنع بتطورات المرحلة فيرزم حقائبه حينما لم يعد قادرا على حماية فراخ البط التي تكاثرت في مزرعته سخية العلف من وزراء وأقرباء صادروا جوازات النخبة يومذاك حينما توعدنا الراحل قرنق والتي وقعت على حين حماقة أكيدة في محيط سام وقاتل وانبههم بأنه قد أصبح قريباً أن يعلن نهاية زواج المسيار قريبا فتضطر كل ألأطراف الراضعة من بركات من تآمروا على بلادنا – بلادهم بإسم القرارات الدولية أن تصرخ في وجوههم الجماهير : حتى أنت يا( بروتس...)؛ لذا السؤال الأهم هو؛ هل هؤلاء يدركون ما سؤولون إليه من حال في تلك اللحظة !!.. المنظرون الذين يتحدثون عن ( النصائح العشرة) ؛( الخطايا العشرة ) و( الرايات العشرة) أسألهم بمنتهى التجرد متى تتحولون من التنظير السالب إلى التنظير الإيجابي؟! هامش: قيل : ( من فيك نعرف ما فيك)!! abubakr ibrahim [[email protected]]