العصب السابع ولادة المحن..!! شمائل النور [email protected] من المقولات المنسوبة للشيخ المربي العالم الكبير متولي الشعرواي انه قال "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة،وألا يصل أهل الدين إلى السياسة" وكان لمتولي الشعراوي رأي واضح تجاه الإنتماء لأي حزب ديني،ففي رأيه أن الإنتماء إلي أي حزب ديني ليس من ركائز الإسلام..أرفض أن انتمي إلى حزب يستجدي عطفي مستنداً على وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي" لقد كفى ووفى إمام الدعاة وليته كان بيننا حتى اللحظة ليرى كيف بلغ اهل الدين قمة السياسة بل في أصبحوا يقودون الساسة أنفسهم في قضايا الأمة...حادثة حرق مجمع كنائس الجريف غرب عقب استرداد هجليج،ليس هو عملاً ذو دوافع عقدية او دينية محضة،وأي دين هذا الذي يجعل حرق دور العبادة لمن هو غير مسلم في ميزان حسنات الدعاة ورجال الدين...فإن كان هذا دين إسلامي فهو لا يُمثل مسلمي السودان بالإجماع..ما حدث يُمكن أن يُفسر بكل سهولة انه عمل سياسي قذر جداً حتى لو كان أهل السياسة بعيدون منه..وإن كان ليس كذلك فواقع الحال وحده يثبت...الجماعات المتطرفة التي خرجت من رحم هذه الحكومة وبرعاية خاصة جداً لم يُحظ بها خيرة علماء ومفكري هذا البلد،هذه الجماعات ومنذ أن أعلن الرئيس "ميثاق" القضارف بانه وبعد الانفصال ستصبح الشريعة مصدراً وحيداً للتشريع في اشارة إلي حد من حدود الله طبقته الشرطة السودانية بما لايُرضي الله،ثم أعلن الرئيس عزمه بان يضع حداً حاسماً لتعدد الاديان...واقول ميثاق القضارف نظراً للتطورات العملية الكبيرة التي حدثت بعد ذلك الخطاب،حيث هبت كل الجماعات الدينية المتشددة منها بالذات في نفرة استثنائية تتقرب زلفى لرئيس أعلن إقامة شرع الله في بلد في الأصل هي محكومة به وغالبية شعبها ينتمى الي هذا الشرع ولو ان هذه الجماعات لا تحتاج في الأصل إلي تقرب فهي في أفضل رعاية..لكنها قطعاً تتطلع إلي أكثر من الرعاية فهي ترى انها تستحقها لطالما ان الدولة تحتضنها بهذا القدر. حادثة حرق مجمع كنائس الجريف غرب قطعاً ستمر مروراً أكثر من عادي،وأخشى ان ينظر إليها ممن يكرهون الحركة الشعبية على انها نصر وكيد للعدو،ويُختزل الدين المسيحي كله في حزب سياسي،وإلا لماذا،لماذا حشر الدين في حرب سياسية بحتة لا علاقة لها بالدين..على أي حالة هذه الحادثة لم تكن الاولى من نوعها فقد سبقتها حادثة حرق أضرحة الصوفية من قبل ذات الجماعات المتطرفة التي تتخذ بيوت الله لضرب النسيج الاجتماعي وتفتيت وحدة المسلمين..ثم تلتها فترة من الإحتقان الدامي تلك التي حدثت أيام الإحتفالات بالمولد النبوي...والأهم من ذلك،سياسة التكفير لرموز السياسة والفكر تلك السياسة التي اتبعتها هذه الجماعات في آخر صيحة في تصفية الحسابات السياسية...كل هذا يحدث وسط إعجاب متناهي من قبل الدولة،وفي سبيل كل ذلك يدفع الوطن كله ثمن هذه الفوضى.. التيار 23-4-2012م