[email protected] اسرق ثم انخرط مع جوقة المطالبين بالسارق .. اكذب اكذب حتى يصدقك الناس .. اخنق الحياء .. أمشي جهرا بأنك خير خيار الأرض .. تلك هي فلسفة المؤتمر الوطني في التعاطي مع خصومهم ... خانوا الوطن .. جزؤوه .. نهبوا خيراته .. عطلوا عجلة دورانه .. مكنوا أنفسهم طولا و عرضا .. فلما أصاب الدولة الشلل صاروا يتمشدقون في كل محفل بالإشارة إلى كيد يراد بالسودان و هم الكائدون .. قالوا إن الخونة بالسودان يأتمرون و هم الخونة .. تراهم يطلقون فرية التسول باسم القوات المسلحة لبث الحياة في الخزينة العجفاء و هم الذين نهبوا مخصصات الجيش و أضعفوه حين أوكلوا قيادته إلى ضعيف بصر و بصيرة فجعل من ذلك الجيش الذي بث الرعب في المستعمر جعله وديعا يقتل بعضه بعضا .. الآن تراهم نشطين عالية هممهم بضرب كل الخصوم و مبررهم في ذلك هو التآمر على مكتسبات الوطن! استهداف واضح صار يطال كل من له رأي مخالف لهم .. لن نستغرب أن ترفع قوائم و قوائم بأسماء كل من يطلبون .. لن نستغرب تعيينهم للقضاة و فتحهم دور المحاكم .. ليس غريبا أن أحرقوا الكنائس كأن لا مساجد بالجنوب .. ثم داخلية طلاب سنار .. إنهم امتداد طبيعي للخبيث سيخة و البلطجي حاج ماجد سوار .. يقيمون الإنتخابات الجامعية و بعدها إما أن يكون لهم الغلبة أو الطوفان و لسان حالهم يقول: سآوي إلى مؤتمر وطني يعصمني من الغرق! إن غياب مبدأ المحاسبة هو ما أدى إلى زيادة فتق رقعة الفوضى و الفساد بين أعضاء العصابة الحاكمة؟ إذا استثنينا د. عابدين مدير شركة الأقطان فمن هو ذلك الذي شهرت الإنقاذ بفساده؟ يصغون جيدا حين يقول قائلهم: حين نسرق معا نأمن بعضنا جيدا و لذلك تراهم لا يقدرون على المحاسبة .. أعتى مجرميهم طلقاء يمشون بين الناس سيماهم في منازلهم الفخمة التي عانقت السماء بين ليلة و ضحاها و قد كانوا يفترشون الثرى .. أما العفيف فمطرود أو يلبسونه خيانة لا فكاك منها. و هكذا هو شأن الخائف يرى ما لا يُرى و يحسب أن كل صيحة عليه .. و أن كل من هو من غير رهطه له عدو .. لعبوا بورقة الدين حتى بليت و صارت معروفة مكشوفة فعمدوا إلى غيرها .. ورقة الوطن و الوطنية .. ما كان أحوجهم إلى التفافة شعبية و قد نُبذوا .. ما كان أحوجهم إلى ملهية تلوى نظر و اهتمام المغلوبين بعيدا عن الغلاء الذي أوردوا الناس إليه .. عن الأمن الذي أفقدونا إياه .. قلنا و نقول إن سيناريو هجليج من عمل خبيثهم الذي فكر ثم قدر ثم رأى فأتاهم بما يجمع الناس حولهم .. بما يلهي الناس عنهم .. بما يمكنهم من ضرب الخصوم! إن الخلاص كل الخلاص هو تقديم استقالاتهم جميعا و العمل على تكوين حكومة انتقالية قومية شاملة لا تستثني و لا تقصي ريثما يتم صياغة دستور لا يمجد الأشخاص و لا يمنحهم سلطات و صلاحيات فوق مصلحة الوطن .. هذا كله لا يعني استعفاء المجرمين و رد كل ما نُهب لخزينة الدولة .. و ما ذلك على الله بعزيز.