خلوها مستورة المآلات في انتخابات مصر والمظهر فيها وكامل ادريس طارق عبد الهادي [email protected] اصدق وأدق استطلاعات الرأي التي رايتها هي تلك التي يعكسها وليد العمري عند إجراء الانتخابات الإسرائيلية اذ هي تقيس الأبعاد والأوزان للمتنافسين بالمليمتر والمليجرام وتصدق بنسبة عالية جدا ، لحداثة التجربة لم نرى شيئا مماثلا في مصر التي رأينا فيها طمع الإخوان المسلمين والرغبة في استقلال تعاطف الناس معهم مما جعلهم يرتكبون عدة أخطاء خلال العام الماضي بعد الثورة أولها الإصرار على إقامة الانتخابات قبل الدستور! الذي يحدد صلاحيات السلطات الثلاث فسخروا المساجد للموافقة والقول بنعم للإعلان الدستوري للوصول للانتخابات بأي شكل ، هلع عجيب وطمع وكان ان استغل المجلس العسكري هذه الرغبة المحمومة ووضع المادة 28 من الدستور! ، نعم وضع لهم السم في العسل فهذه المادة تنص على قداسة! لجنة الانتخابات حتى وان زورتها لصالح شفيق، يداك اوكتا وفوك نفخ وهذا جزاء المتعجل ثم أنهم أرادوا تشكيل دستور طالباني فاستأثروا بلجنة تكوينه ، دستور يبعث على تشقق المجتمع الوسطي والمسالم بطبعه والنتيجة خرجت الأحزاب القوى الحية من اللجنة وفشلوا في ذلك بعد ان تركوا انطباعا سيئا بطمعهم ، ترتب علي كل هذا الإخفاقات والقراءات غير الصحيحة تدهور موقفهم في انتخابات الرئاسة حتى اطل شفيق الذي إن فاز سيبدأ بهم قبل غيرهم وبأسوأ مما حدث في 1954م فسيقوم بحظرهم وحل حزبهم ، ويمكن ان يفلتوا في حالة واحدة فقط هي توافقهم مع القوى الوطنية عبر التنازل للشريك الوطني والتوحد في مواجهته. سرني المظهر الأنيق للناس والمباني والمدارس التي أجريت بداخلها عملية الاقتراع والتصويت للانتخابات في مصر. عادت بي الذاكرة بحزن إلى العام 2010م يوم إجراء الانتخابات عندنا ونقلت كاميرات العالم من مدارس الخرطوم الحكومية البائسة عملية التصويت... فضحتنا حينها مدارس الوالي المتهالكة بجدرانها المشققة وطلائها الباهت ، كانت هيئتها أشبه بجحور الفئران مع الجدران المتشققة من أسفلها، أما كان الأجدر إجراء تلك الانتخابات في مدارس خاصة لائقة بدل ملطشة سمعتنا تلك الأيام أو حتى مباني بعض الجامعات الخاصة والحكومية اللائقة أم أن أمورنا كلها تسوسها الهاشمية وتولية الأمر من لا يخطر على باله أصلا ولا تهمه صورتنا أمام العالمين. أما كان يعلم الحكام أن كاميرات القنوات الفضائية ستجعل العالم كله يشاهدنا... هذا كان التقصير من جانب الدولة أما من جانبنا كمجتمع فان نسبة غير قليلة رايتها على مختلف الفضائيات بأم عيني رأيت نساء خرجن للتصويت من حي يعتبر حي الطبقة المتوسطة ليس شعبيا ولا راقيا جدا ، خرجن بالثوب الذي يذهبن به عادة إلى جزارة اللحمة ومحل الخضار المجاور صباحا مع أنهن إن كانت المناسبة عرس خرجن في أبهى حلة ورأيت رجالا بالعراقي والسروال والطاقية... منظر محزن في يوم انتخاب ربما لم يشعر الكثيرون أن المناسبة عيد وعرس! حقيقي مثل ما رأينا في مصر الآن وهذه قصة أخرى! من المسئول عن تدهور هيئة ومظهر أهل السودان إلى هذا الحد و من أين أتت هذه اللامبالاة؟ ربما في الجامعات المظهر مازال محافظا على رونقه ولكن في الأسواق والأماكن العامة نتيجة إشغال الناس بالإتاوات والرهق المعيشي تدهور المظهر العام والحكومة مسئولة بلا شك عن ذلك ، أيام انتخابات 2010م مِن الذين خرجوا في حلة زاهية في ذلك اليوم وسرني منظرهم د كامل إدريس وأسرته ، فقد خرج مع طفليه بحلة زاهية ببدل بلون سماوي موحد و معهم زوجته بثوب سوداني سماوي أنيق كانوا بحلة لا تليق إلا بمرشح من العالم الأول وقبل ذلك كله طبعا فكره الكبير ، التحية لشعب مصر و مظهره الحضاري في الإنسان والمباني والمناسبة و دوام الصحة لدكتور كامل إدريس وأسرته. وعلينا ان نتساءل أما حان أوان ترشيح دكتور كامل إدريس بعد ، كمرشح جدي في الانتخابات القادمة ، لنرى عيدا انتخابيا كما في مصر وتونس وليبيا لماذا فقط بحوالينا وما علينا.