السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعي أليم وفقد عظيم: السهم الزراعية .. أبوسبيكة .. جنوب القضارف
نشر في الراكوبة يوم 26 - 08 - 2012

السهم الزراعية .. أبوسبيكة .. جنوب القضارف
عبدالرحمن عبدالقادر
[email protected]
نعي أليم وفقد عظيم
ومشيناها خطىً كتبت علينا
تنعى السهم الزراعية بحزن عميق وأساها ملء الجوانح رائدها ومديرها الكندي الجنسية كِن لانقا (Ken Lange) الذي تُوفي صباح الثلاثاء 19 يونيو 2012م، بمدينة ساسكتون الكندية تاركاً خلفه للسهم الزراعية ،، وللزراعة في السودان ،، إرثاً زراعياً تطويرياً ضخماً ،، رفعةً ونماءً ورخاءً رغم فجورة الخاصمين ،، وجهل القائمين ،، وحقد الحاقدين ،، ولصوصية قطاع الطرق الحاكمين ،، كِن لانقا ،، كان ضخماً ،، واسعاً ،، Large ،، ولكن الأضخم ،، كانت وصيته التي تركها خلفه بأن يُدفن نصف رفاته بأبو سبيكة ،، وفاءاً وعرفاناً ،، حباً وتقديراً ،، وتوقيراً للشعب السوداني الكريم قاطبة ،، أهل أبو سبيكة ،، سمسم ،، القضارف ،، وعلى وجه الخصوص القرى التي يشنقها البؤس والشقاء والحرمان على ضفاف نهر الرهد العاتي ،، قرى كرش الفيل ،، أم كراع ،، ومواطنيها الأوفياء ،، الشيخ سليمان ،، وحراس السهم الزراعية ،، عبدالحميد ،، الفاتح ،، باب الله ،، عثمان كودي ،، تيّة ،، يحى عثمان ،، بشرى هباني وغيرهم من الغيورين الأوفياء ،، ومن بعد وقبل ،، المزارع السوداني المغلوب على أمره بفعل سياسات قيادته المركزية العرجاء ،، الرعناء ،، وحتى يخرج المزارع السوداني من الحلقة الشيطانية ،، بنوك ،، زراعة ،، حصاد هشيم ،، ديوان زكاة ،، السجون وفتاوى الغرم ،، الحق فيها أخرس ،، ولكم كم تمنيت ،، أن يهدم مبنى الإفتاء الشرعي بالمنجنيق بمن فيه وبما عليه.
نعم ،، كِن لانقا ،، يدفن نصف رفاته بالسودان ،، لأنه أحب أهله ،، فالقلوب التي تعيش الحب ،، وتهيم بالعشق نقاءً وصفاءً ،، تتركه صدىً وأثاراً أكثر وأكثر بعد الممات ،، هناك قالها كِن لانقا في أبو سبيكة ،، هي "حياتي ونصحي والهوى والقوافيا" ،، فأين يا ترى ستُذرى رفاة البشير ،، وعلي عثمان ،، وود الجاز ونافع الضار وبقية السفاحين ،، السفاكين ،، الكذابين ،، أو لم يكن العار كل العار في الجاهلية أن تكون كذاباً ؟؟ ،، مثلاً " أتقول العرب أن أبا سفيان – على شركه – كان كاذباً ؟
سيدي كِن لانقا ،، لقد تركت أردب (الفتريتة) في العام 1994 بحوالي 12 جنيهاً ونصف ،، وهاهو اليوم نفس الأردب ،، بفضل ولادة ،، حضانة ورعاية النفرة ،، والنهضة ،، والأبلسة الزراعية ،، والبشير ،، وعلى عثمان ،، ونافع ،، وبقية هيئة المنتفعين الطبالين المرتزقة ،، يقفز إلى ما بعد ال 400 ألف جنيهاً ،، ألا بُعداً للبشير وعلى عثمان وزبانيتهم كما بعدت ثمود.
نعم ،، ما إنتفاع أخ الدنيا بناظره إذا استوت عنده الانوار والظلم
جُهزت السهم الزراعية كعروس في ليلة عُرسها ،، بكل معدات وآليات الدعم ،، بال Back Up ،، "قِربة" السهم الزراعية لا تخُر ،، "الوكّاي" مُحكم الربط ،، ولكنهم أرادوا ثقبها من دُبُر ،، فإنهارت بفعل سوء نواياهم ،، شرورهم وآثامهم ،، مطامعهم وحسدهم ،، فقضوا بها على مشروعية الزراعة ليس في القضارف بشمالها وجنوبها ،، ولكن على نطاق السودان بأسره ،، عجباً ففي
المرحوم عمر إبراهيم البدوي – 200 جراراً و80 حاصدة – آيات للسائلين ،، وحسبُنا الله ونعم الوكيل ،، وما أجدى قط مع إنهيارها نفرةً ولا نهضةً ولا بُيوت محمية مضحكة ،، ماتت تلك الخيالات الطائشة ،، لأن القائمين عليها كانوا أصلاً من الموتى.
عزيزنا كِن لانقا ،، لا تبتئس فلقد قالها من قبل السيد كارل ماركس (Karl Marx) ،، " من ترك شيئاً في التاريخ ،، جائه التاريخ في عقر داره" ،، كِن لانقا ،، لقد جائهم التاريخ ب 400 ألف جنيهاً للأردب ،، ولا أزيد.
فقد جللٍ ثانٍ
تنعى السهم الزراعية وداس كوربريشن ،، بحزن عميق ،، والقلب تتقطع نياطه ،، "صديقي" وأخي الذي شددت به أزري وأشركته في أمري ،، أنيسي وجليسي ،، أبيض السر والسريرة ،، المقاتل الصنديد ،، الشهم الوفي ،، صلاح الفيل ،، الذي ذهب مبكياً عليه صباح السبت 14 يوليو 2012م ،، بقاهرة المعز ،، والحمد لله ليس بخرطوم إنقاذ الشقاق والنفاق ،، صلاح الفيل رحمه الله "رئيس أركاننا " ضد شركة ماسي فيرجسون ومن والاهم من وكلاء الشيطان ،، وشهود الزور ،، وغيرهم وغيرهم ممن سنوا لها ولهم قلما ،، الذين إكتنزت بهم أجهزة الإنقاذ ،، وحواريها وأزقتها ،، بِيع فيها الشرف السوداني بدراهمِ بخسة ،، منتصرين فيها لأنفسهم وليس للحق أو العدل ،، فأصبحت عزة السودان وهامته ،، في دلالات العِهر وإنحناءات الظهر ،، وأعمال الظلام ،، الدلالة فيها على من يدفع أقل ،، أليس الأمر لله من قبل ومن بعد ؟.
أكتب يا تاريخ ،، سطري يا أيام ،، سجل يا زمن ،، أصبحت حبيبات الفتريتة عزيزة ،، ويحك يا زمان ،، كانت تساهم فيها القضارف بأكثر من 30% من صادرات السودان ،، أصبحت الآن عزيزة والله حتى على من زرعوها ،، فالحق أصبح يحميه قضاءً فاسداً سفيهاً ،، يهلل باطلاً بالظلم من نوع – الإجراءات سليمة – ثم يجهر به كذباً وافتراءً ،، دون حياء أو خجل أو وجل ،، كما نطق قاضيهم الظاهر وحاكمهم الخفي الأستاذ أو الشيخ ،، باعونا بالقول الماجن ،، أن ماسي فيرجسون مع الشريعة الإسلامية ،، أما نحن في السهم الزراعية فلقد خالفناها ،، هكذا دُبّر الأمر بليلٍ ،، كما نطق به شاهد من أهلها ،، الدكتور المتعافي ،، الوزير الغائب أو المستقيل أو المفصول ،، سمّهِ ما شئت ،، حيث سماء السودان غابت فيه نجوم الحق ،، ليسود فيه سواد الظلم ،، ومؤامرات الظلم الخسيسة ،، نعم يا علي عثمان محمد طه ،، يا عمر البشير ،، يا جلال الدين محمد عثمان - قاضي الأنكحة - " لقد أردنا أن ننضح البر بالبحر" ،، فهل حقاً وعدلاً بطلت " صلاة عصرنا في أول الفجر ؟؟ "
أبطالنا الشرفاء وشهداءنا الأبرار ،،
كِن لانقا ...... 19 يونيو 2012م
صلاح الفيل ..... 14 يوليو 2012م
هي هي ،، بنفس الملامح والشبه ،، وثقها الأديب الأريب الشاعر شاكر مرسال:
سهرنا السنين نعد الحقول نزرع فيها لنجني الثمر
فتقبل أنت كجيش الجراد لتهلك زرعاً نما وازدهر
هنيئاً لك يا صلاح ،، لقد مت واقفاً على رجليك ،، ولم تعش جاثياً على ركبتيك ،، الحمد لله فلقد خلّفت إرثاً أخلاقياً كبيراً ،، ومبدئياً في ثبات النجمة القطبية ،، فتحت لنا يا صلاح الفيل قلبك ،، وهاتف صدقك في عصر اليوم الأول من رمضان من زمان نضال وكفاح مضى وإنقضى ،، حين أفصحت لك السيدة نوال ،، أن دارك تخلو من مقومات الإفطار ،، فانصرفت عن ذلك بالقضية ،، وكان ردك الهادئ الرصين "دبري الحال" ،، علا بعدها هاتف صدقك من الأعماق مردداً " قضيتك إنت يا عبدالرحمن قضيتنا ومصيرك مصيرنا " ،، فتحت لنا قلبك حين أغلقت قلوبهم بالحقد ،، وأوصدت بالحسد ،، تصفية لحسابات في دفاتر الأحقاد القديمة مع رفاق الأمس ،، فقلوبهم مثقلة بظلم الآخرين ،، لا يعرف العدل ولا القسط إلى دهاليز أفئدتهم طريقا ،، عاشوها دوماً من قبل ومن بعد ،، مع داؤود يحى إبراهيم بولاد ،، دكتور خليل إبراهيم ،، يوسف لِبِس ،، هم ...هم ومن نفس الشاكلة ،، بنفس الملامح والشبه ،، حيات رقطاء ،، وعقارب خبيثة ،، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفقد آخر
تنعي داس كوربريشن والسهم الزراعية والأصدقاء بغرب أوروبا وأميركا الشمالية ،، بحزن عميق ،، وأساها ملء الجوانح " خالها "،، وخلها الوفي من بقايا جيل العباقرة ،، القامة مصطفى التمّاري ،، الذي ذهب إلى رحاب الله بعد أن توضأ استعداداً لصلاة لظهر الاثنين 23 يوليو 2012م بمدينة الأبيض ،، نعم الأبيض ،، عظمة الرجال وأبهة التاريخ ،، نعم يا كارل ماركس ،، سيعود التاريخ بمصطفى التماري ،، الناظر على الجُلّة ،، ديار المسيرية ،، طاقم مصلحة المساحة السودانية وأبريل 1994م ،، والمفاوضات التي دامت 13 شهراً ،، والاتفاقية الموثقة والمعتمدة من وزارة العدل ،، باختصار ،، أكبر مجهود كان هو الأساس الفعلي والثابت المتين الذي قام عليه مشروع البترول السوداني ،، والذي لولاه لما كان هنالك أصلاً وفصلاً نفطً سوداني ،، دفعنا فيه نيابة عنهم عداً ونقداً أكثر من نصف مليون دولار أمريكي "أي والله" ،، ومصاريف أخرى لأكثر من ثلاثة ملايين دولار بالوثائق والمستندات والعقود والعهود التي بين أيدينا ،، ومن بينها ،، الاتفاقية التي قام بصياغتها كهنة القانون الإنجليزي ( في زمان عجزت فيه العاصمة المثلثة من تدبير ألفي دولار أمريكي ،، أي والله ألفي دولار ليذهب بها مصور التلفزيون إلى الأردن لتلقي العلاج من حادث الحركة بعد أن عجزت نفس العاصمة عن توفير أدنى مقومات العلاج في السودان العريض) ،، كل الحقوق والالتزامات التي أقروها في مشروع البترول يعرفونها كلهم بلحومهم وشحومهم ،، لكنهم مكروا وداسوا عليها ،، خانوها وحسبوها (لعبة ملوص) ،، فجاءهم العقاب الإلهي ،، لينزع منهم كل الحقول وشيئاً من الوطن العزيز ،، ليحيلهم من منتجين إلى متعهدي ترحيل ومقاولي أنفار ،، وليقبلوا بزلةٍ وهوان ب 9 دولارات فقط من ال 31 ،، فيا عجبي ،، كيف لا يحيق المكر السيء إلا بأهله ،، ويا عجبي مرةً أخرى... ياسلام ،، "الرحمة عندك يا باقان وبخلان عليّ" ،، هذا جزاء ما فعلتم ب داس ،، عاقبته هذه الصفعة الإلهية ،، إلا بعداً لعوض الجاز وعلي عثمان والبشير كما بعدت ثمود.
وعند الصديق مصطفى التمّارى ،، أقف برهة أمام نادي مريخ الأبيض ،، خمسينيات وستينيات القرن الماضي ،، الذي ضم ألمع نجوم المجتمع الكردفاني ،، بابكر الشيخ ،، نورالهدي عبدالحليم ،، هاشم علي ،، عثمان الشيخ ،، عمر الزين ،، أمد الله في أعمارهم ،، عبدالرحمن البُلُك ،، عثمان كديرو ،، إسماعيل مكي ،، عابدين الشريف ،، وأخوالي صلاح والخير سعيد ،، والعجيب الأعجب ،، ذلك الترزي البلدي خميس عبدالفراج ،، الذي ما حاك (جلابية) قط بأخذ مقاس ،، فنظرة منك يا خميس كانت تقيس ،، كانت عينك كالبرجل كما يقول الفنان الموهوب مايكل أنجلو ،، فلهم جميعا
الرحمة وحسن الثواب ،، نادي المريخ كان المكوّن الثقافي في " دروعنا إذا ما المصائب جائت تكر" الذي تسلحنا به في معارك الحياة ،، ومصطفى التمّاري كان له دوراً غير مرئياً في عملية دعم المشروع البترولي ،، رحم الله الناظر بابو نمر والشيخ إبراهيم التماري.
هكذا كنا نحن سواء في عملياتنا الزراعية أو مجهوداتنا في مشروع إستخراج البترول أو غيره ،، من الذين إذا حضروا لم يعرفوا ،، وإذا غابوا لم يفتقدوا ،، تشقلبت الأمور فامتلأت الساحة بكل عبلانج دخيل وبهلوان " من أولاد الصحابة " ال في المحافل راقصين ،، على أنغام كل سحت وحرام من أموال الشعب ،، حاشاك يا مدينة الرسول ،، حاشاكم أهل يثرب ،، لو كان صحابتك إمتلكوا فيك قصوراً وفيلات وحياً راقياً او الحي الراقي ،، موائده الخضراء تطفح بالنبيذ وبالورود و .. و .. "وأي جوار هذا يا بنو عبدالمطلب".
سادتي ...
كِن لانقا ،، صلاح الفيل ومصطفى التماري
مدينة لندن ،، لا يوجد فيها أصلاً حىّ إسمه (مربع 42 الصحافة شرق) ،، ولا توجد فيه كنيسة (يبكي ثعلبها القسيس أمام المصلين ظهر كل جمعة) وعظاً وإرشادا ،، ليمارس خارجها بلا حياء أو خجل ،، عمليات التبديل والتحويل والتحوير ثم التعميد (Baptism) محللاً في صيامه أنه أكل سمكة وليس الفرخة المحرمة ،، والتي أكلها فعلاً بعد التعميد ،، فالصحافة شرق موجودة ،، المصلين موجودين ،، والفراخ التي بُدلت وعُمدت موجودة كذلك ،، شهوداً عدولا،، كيف كان علي عثمان في منبرها قديماً ،، وكيف هو الآن على الملأً في منبرهم حديثاً.
معليش يا كِن ،، سامحنا يا كِن ،، تذكرنا بحواديت القصة التونسية " الموت والحمار" ،، نفس الطريق يشدها جهد عميق ،، نصف قرن ،، ونحن مشدوهين ،، مشنوقين ،، مذبوحين ومسلوخين بال (كجيك) ،، البصل ،، الزيت ،، الأدوات والمنجل ،، الجرار 80 حصان سبب الموت البطيء ،، الدسك سبب الخراب والدمار ،، المسلّة والدُبارة وشوال الخيش ،، الحصّادة (مسكن عطالة الدفارين) ،، الإبريق ومهمته خلف القُطيّة ،، لا زلنا تحت وطأة حالة العرب الرُحّل ،، أردت يا كِن أن تدخلنا عالم الماس برودكشن ،، جهرت بأعلى صوتك ،، أمام العميد حينها عمر البشير وثمانية من وزرائه – نوفمبر 1994 - بأن (الجاز أويل ،، ما كان أبداً ولن يكون عنصر تكلفة) ،، كانت عينك على المشروع والأخرى على مدرسة كرش الفيل ،، والحاوية الكندية ،، التي حضنت الأدوات والقرطاسية المدرسية ،، تزينها صناديق الطباشير الملون والأبيض ،، وحتى لا يكون همّ الناظر كل صباح توزيع الطباشير بالملّي للمدرسين ،، ولكنهم أبوا ،، وليتهم إكتفوا ،، بل مارسوا فينا ومعنا كل خبث من مقاس (أمشي لندن بتاعتك دي) وعلى لسان من ؟؟ ،، وزير عدلهم ،، فأين أنت يا عمر من عمر ؟؟
أعرفتم لماذا الأردب الآن ب 400 ألف جنيهاً أو يزيد ،، معليش يا كِن ،، لقد إجتهدت لتخفف عن ظهرهم عبء الجازولين الثقيل ،، وأفلحت في توفير أكثر من 400 مليون دولار أمريكي (المستندات بأيدينا) ،، ولكن "حظهم" كدقيق فوق شوك نثروه ،، ثم قالوا "لحفاتهم" يوم ريح أجمعوه ،، فلما صعب الأمر عليهم ،، قال بعضهم أتركوه ،، إن من أشقاه ربي ،، كيف أنتم تسعدوه ،، فيا عجبي.
عفواً كِن ،، معليش يا صلاح ،، وسامحنا يا مصطفى ،، تعالوا معي لنرى كيف هم في بريطانيا يندفعوا بفضل حكوماتهم إلى الأمام ،، ونتدحرج نحن بقوة بفضل جر حكومتنا لنا إلى الوراء.
1- السيدة دام أنيتا روديك (Dame Anita Roddick)، أنشأت متجر البودي شوب (The Body Shop) ،، قبل ثلاثين عاماً ،، برأس مال لم يتجاوز الستة آلاف جنيهاً إسترلينياً – ألفين سلفية من صديق – إنتشر المتجر حتى بلغت فروعه ال 1980 فرعاً بما فيها غرب أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط ،، كرّمتها جلالة الملكة إليزابيث بوسام رفيع ،، ثم باعت المتاجر في العام 2006م لشركة لا أوريل (L'Oreal) الفرنسية بمبلغ 652 مليون جنيهاً إسترلينياً ،، قامت الدنيا وما قعدت لأن المتجر أصبح إرثاً ورمزاً بريطانيا ،، قصة كفاح ونجاح بريطاني ،، فلا يستقيم الأمر أن تتحول ملكيته لخارج الجزيرة ،، فأين نحن من ذاك ،، بدأنا نحن في السهم الزراعية برأس مال 3 مليون دولار أمريكي ،، وضعفها في داس كوربريشن ،، لم يدخل فيها مليم ولا (فرطاقة) من أي جهة كانت ،، فإليكم سادتي أرباحنا ،، القبض والسجون والمصادرة ،، ستة ألف أنيتا أصبحت 660 مليون أعقبها التكريم بالوسام ،، ستة مليون السهم وداس أصبحت صفراً على الشمال ولحقها تكريمنا بالطرد من أرض المليون ميل ،، لخصها ببلاغة لغوية رائعة الدكتور خليل إبراهيم (عليه الرحمة) بقوله العجيب " لو كانت الإنقاذ قدمت لنا شيئاً وقابلناه بالسلاح ،، لقالوا عنّا أننا ناكري جميل ،، ولكنهم لم يقدموا لنا غير القتل والخراب والدمار" ،، ولخصها أيضاً ببراعة شعرية بليغة الزين الجريفاوي ،، منشداً " ما عشّر مُراح يوماً خروفاً مخصي".
2- سلسلة متاجر باوند لاند البريطانية (Pound Land) ،، بدأت برأس مال ضئيل ،، بيع فيها العشرين فرع بعد فترة وجيزة من تكوينها بمبلغ المليون جنيهاً إسترلينياً ،، وصلت الفروع الآن إلى مائتين ،، إنتشرت في كل أطراف الجزيرة ،، ليتم بيعها بمبلغ العشرين مليوناً من الجنيهات الإسترلينية فكيف الحال لو زرعنا في بريطانيا بمليونات السهم الزراعية وداس ؟؟ ،، سيما وأن بريطانيا تخلو ممن هم على شاكلة البشير وعلى عثمان وعوض الجاز وأصحاب النفوس المريضة ،، فنُم هانئاً يا كِن ،، وعداً علينا ،، سندفن رفاتك في أبو سبيكة.
3- لاكشمي ميتال (Lakshmi Mittal) ،، الذي تربع علي عرش صناعة الحديد في العالم ،، يصطحبه السيد توني بلير في رحلة إلى دولة رومانيا ،، ليطلب الثاني من الرومانيين أن يبيعوا أكبر مصانعهم للحديد إلى لاكشمي ،، وذلك بتأييد وتزكية من بريطانيا ،، لتوافق رومانيا بصفقة على أن تقبل بريطانيا بحوالي 13 ألف مهاجراً إليها ،، ولا يبالي توني بلير بقوانين الهجرة مقابل العائد المادي لصالح الدولة ،، ولتعلموا سادتي ،، أن لاكشمى من أصول هندية ؟ فمرة أخرى ،، يا عجبي على وطني
سادتي
كِن لانقا
صلاح الفيل
مصطفى التمّاري
لقد إجتهدتم لتقدموا للسودان شيئاً ،، ولكنهم أبوا ،، وأبت نفوسهم المريضة ،، فذهبتم إلى رحاب الله ،، ولكن ،، عند الله تجتمع الخصوم.
أما أنت يا عمر البشير ،، وكذا يا علي عثمان ،، فنعلم نحن علم حق اليقين ،، أنكم جئتم بمطامعكم ،، وأردتم في سبيل ذلك ،، ولخوفٍ ما في نفوسكم ،، أردتم تصحيرنا ،، وإفقارنا ،، بالعربي (تنشيفنا) ،، فإن كان بفهمكم إعتقدتم بأن الله سبحانه وتعالى حين خلقنا ،، وقدّر أرزاقنا ،، أنكم في شورى من الأمر معه (جلّ سبحانه وتعالى) ،، فبالبلدي كدا (أمشوا تِمّوا شورتكم) ،، ولعلكم لا تدرون أين نحن الآن ،، وما عارفين نحن واقفين وين ،، فالذي برحمته وفضله وجد مكانه في أكبر قلاع العلم ومعاقل المعرفة في هذه البسيطة ،، والذي يصلي فجراً الركعتين بين الركن والمقام ،، لا يستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير ،، نعم ،، " فإننا ستدركنا المنايا ،، مقدرة لنا ومقدرينا" ،، وحتى حينها ،، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.