[email protected] و يظل الكوز تنبذه نفسه قبل أن يفعل الناس .. و أسوأ المرارات قاطبة جلد الذات للذات .. تظل أيها الكوز تسكنك براكين النفاق .. تظل تغشاك الكوابيس لا تهنأ بنوم و لا تلتذ بطعام .. ترمقك كل العيون ببغض .. تصرخ في داخلك مظلمات اليتامى و أرواح المظلومين .. تظل الدعوات عليك تتسابق صوب رب السماء و تتسارع دقات الزمن فيتداعى شيئا فشيئا عرشك الزبدي .. عندها تتلفت .. تستنصر و تستصرخ الناس لنجدتك لكنك ستجد كل الأبواب مغلقة في وجهك .. منك يفر الناس فرارهم من مصاب الجرب و الجذام .. لا تنتفع بدفاعك الشعبي و لا تستأمن بكلاب أمنك الهاربين بلا نجاة .. سنظل يجمعنا مصابنا و جرحنا النازف و تظلون تفرقكم أطماعكم الدنيوية الرخيصة.. سنظل تقوينا القناعة بحماية الوطن و المواطن منكم و تظلون تضعفكم خيانتكم للأرض و المال و الاتجار بالدين .. سنظل يحزمنا رباط حب السودان و تظلون تشتتكم نظرتكم الضيقة المنغلقة في حب ذواتكم .. سنظل توحدنا الرغبة و التوق إلى الحرية و تظلون تطاردكم المحاكم الدولية و غضبة شعبية .. أي عار و أي مصير قاتم ذاك الذي ينتظركم؟ سنظل رغم فقرنا أغنياء بقناعاتنا و تظلون رغم غناكم فقراء باحتقارنا لكم. من قال لك يا اسحاق فضل الله إن الإدلاف بمقال رخيص يغفر لك ما نفخته كلماتك في نار الفتنة و دق طبول الحرب؟ من قال لك إننا نُغتر و نُخدع ببضع كلمات عن دفاعك المستميت للقتلة و الناهبين خيرات البلاد .. المزهقين أرواح الشرفاء و الجالدين الحرائر في أم الطريق؟ و من قال لك أيها الغازي الطالح إن الصمت منجاة من غضب الشعب عليكم؟ و أن الانزواء خلاص؟ و أنت أيها اللا طيب .. لعلك جالس تلتذ بمشهد السودان النازف الممزق .. لعلك مبتهج بحصاد آله حرب ابن أختك .. لعلك لا تزال طامعا في حكم مديد .. أيها الكيزان إن ما اقترفتم من سوء لا يندس .. إنه عفن يزكم الأنوف و قلادة عار تطبق برقابكم بلا انفكاك. لنا أن نعرف أن أيما كوز خائف يترقب من مصير محدق به .. يقلب خيارات الهروب و ينصب أشرعة النجاة .. يحاول جهده التبرؤ من عصبته المجرمة و يأتينا يلبس ثوب الخديعة و يزرف دموع التماسيح .. إلينا سينتهي أمركم و ستكونون كنجل القذافي .. تعلقون نجاتكم برحمة من دستم من الشعب كما فعل يوما هو و أبوه .. نقول إن فعالكم نزعت منا العاطفة نحوكم .. و لن يبقى بينا و بينكم غير أن نطلق القضاء من قيوده و أصفاده و لنأتين بشرفاء القانون غير المدنسين و بعدها فليعمل فيكم القضاء بقدر ما أجرمتم في حق الشعب و الأرض .. و يرجع للشعب البيوت و الضياع المغتصبة .. و ترد إلى الخزينة المال و المتاع .. و سنعيدها الجزيرة سيرتها الأولى الأولى .. خضراء مزدانة بلوز القطن و سنابل القمح .. سنعافي النفوس من خبث الفتنة التي حقنتم بها القبائل و نعود إخوة متحابين طلقاء أحرار من حكمكم و سطوتكم .. و تستحيل دور الأشباح و زنازين السجناء مأوى لكم تماما كما يقبع فرعون مصر في زنزاته التي بناه لنفسه .. يقبع لا حول له و لا قوة.ِ