بالمنطق حتى تعود لها (حشمتها) ..!!! صلاح الدين عووضة * تفشَّت مع بداية عهد الإنقاذ ثقافة (عجيبة !!) فحواها (القديم غير مرغوب!!).. * ونعني بالقديم هُنا كل (ما) - أو من)- كان له شأن بحسبانه من (مخلَّفات العهد البائد!!).. * وربما كانت الثقافة هذه في سياق مقولة ( إعادة صياغة الإنسان السوداني!! ) الشهيرة في بدايات الزمان الإنقاذي.. * ومن المجالات التي تضرَّرت من الثقافة (الغريبة!!) هذه مجالا الرياضة والإعلام فضلاً عن مجال الخدمة المدنية بالطبع.. * فمنْ منَّا لا يذكر - على سبيل المثال - ( المجزرة!!) تلك التي حدثت في صفوف لاعبي نادي المريخ آنذاك وراح ضحيتها دفاع كان يُعدُّ هو الأقوى في تاريخ كرة القدم السودانية.. * والمريخ - للعلم- كان لايزال يحتفل (وقتها) بنيله كأس مانديلا بعد إحرازه كأسي سيكافا ودُبي الذهبي من قبل.. * والمريخ - للعلم - كان دفاعه يضم إلى جانب (الصخرتين) كمال عبدالغني وعبدالسلام حميدة إبراهيم عطا نجم الموسم - آنذاك - للعام الثاني على التوالي.. * والمريخ - للعلم - ما كان يقدر مهاجم على أن يحرز في مرماه هدفاً مالم تكن (أمه داعيالو).. * ولم يستطع المريخ - منذ الوقت ذاك - أن يلملم أطرافه إلا في أيامنا هذه.. * فسُنَّة الحياة - كما هو معلوم - أن يكون هنالك تواصل للأجيال.. * ولولا التواصل هذا لما بقي الأهلي المصري - مثلاً - (عظيماً) من بعد جيل الخطيب، ولا البرازيل ( مبدعة) من بعد جيل بيليه ، ولا ألمانيا (تدور ماكينتها) من بعد جيل باكنباور.. * وإن كان الإبداع الكروي - للأفراد - ذا عمر قصير (نسبياً)، بقصر العمر الرياضي للاعب، فإن الأمر في مجال الإبداع الإعلامي يختلف.. * فمحمد حسنين هيكل لايزال يُبدع - في مجال الصحافة - رغم أعوامه الثمانين .. * وجميل عاذر لايزال يبدع - في قناة الجزيرة - رغم أعوامه السبعين .. * وباربرا وولترز لاتزال تبدع - في الفضائيات - رغم أعوامها التي (لا تفصح عنها!!).. * أما (الستينية) أوبرا وينفري فقد أُشير إليها - قبل أيام - كصاحبة أعلى أجر من بين نجوم الشاشة الفضية في العالم أجمع.. * ونأتي الآن إلى سبب كلمتنا هذه... * فقد لاحظت أن فضائية (الخرطوم) قد استقطبت نفراً من نجوم التلفزيون الذين كانت قد طالتهم ثقافة (معاداة القديم!!) تلك.. * فوجوه (مبدعة) كانت قد اختفت لتحل محلها وجوه (بيضاء!!) - بفعل الكريمات - لا تشبه وجوه السودانيين السمراء.. * ثم - إلى جانب البياض هذا- هناك ما (يرقش!!) بألوان الطيف كافة حول العيون، وتحت الأنوف ، وفي (الثياب).. * والأهم من ذلكم كله ؛ لا ثقافة ، ولا إبداع ، ولا (حضور) ولا (قبول!!).. * لاحظت - إذاً- أن قناة (الخرطوم) قد نجحت في استقطاب بعض من رموز الزمن التلفزيوني الجميل مثل عمر الجزلي ، وعصام الصائغ ، وكمال حامد ، ويسرية محمد الحسن.. * وأكبر هؤلاء عمراً هو - بالمناسبة - (أصغر!!) من لاري كنج ، وباربرا وولترز، وجميل عاذر ، وأوبرا وينفري.. * أي أصغر عمراً من (أشهر) مذيعين ومقدمي برامج على مستوى العالم كله.. * فالإبداع الإعلامي ليس له عمر(افتراضي!!) أو (معاشي!!) أو (صياغي!!) ؛ نسبة لنظرية (إعادة صياغة الإنسان السوداني).. * وحين تقصينا عن أسباب النزعة ( الفجائية) هذه في (محاربة الغثاء!!) - في مجال الإعلام المرئي السوداني - علمنا أن وراءها زميل لنا صحفي اسمه عابد سيد أحمد.. * فقد جيئ به مديراً للفضائية المذكورة.. * ثم مالبث أن فعل فعلته (الجميلة!!) هذه رغم إنقاذيته.. * و(عقبال الباقين) حتى تعود لشاشاتنا الوطنية (سمرتها!!).. * ثم يعود لها ألقها وعافيتها و(حشمتها!!!!). الجريدة