[email protected] لنقرأ أولا كيف تتعامل الشركات الراقية مع بعضها، فقد قررت شركة أبل أن تنتج بعض إنتاجها من تليفونها الشهير آي فون (iPhone) فى اليابان بالتعاون مع الشركات اليابانية، وفى الاتفاقية التى عقدتها اشترطت شركة أبل بأنها ستوافق فقط على خمس قطع معابة فى كل 20 ألف قطعة . وهكذا عندما وصلت الطلبية الأولى الى أمريكا، كان معها الخطاب التالي : "نحن، الشعب الياباني، كان لدينا وقت عصيب لكي نتفهم عمليا طريقة المعاملات الأمريكية. وعلى أي الأحوال، فقد تم إنتاج الخمس قطع المعابة لكل 20 ألف قطعة فى خطوط إنتاج منفصلة عن بقية العشرين ألف، وتم إدراجها فى الشحنة وتغليفها بطريقة تميزها عن الآخرين. والجدير بالذكر أن الخمس قطع المعابة طبقا للاتفاقية ليست صالحة للاستخدام. ونتمنى أن يحوز المنتج على إعجابكم".!!! أما في بلادي فتأمل ما حدث من شركاتنا الراغية، وليست الراقية كتلك. أُرسل واحد من الأبناء ليجلب كلوركس لزوم تبييض الثياب أو تنظيفها. أحضر الكلوركس. قارورة جميلة ومبرشمة على غير العادة، قلنا ماشاء الله تطورت الشركات عندنا والحمد لله، نعمة. عند فتح قارورة الكلوركس نفاجأ بأن ما بداخلها ماء، أي والله ، ماء H2O لا لون له ولا رائحة، رغم أن رائحة الكلوركس كما يعلم الجميع نفاذة، تجد ريحها من مكان بعيد. انظر إلى هذا الاستهتار وعدم التقدير والتقييم لهذا المواطن حتى من قبل الشركات الوطنية.( هو المواطن ناقصكم؟). أجزم أن هذه الشركة لو وضعت نقطة من الكلوركس على هذا الماء لانطلت علينا اللعبة لأن الرائحة ستظهر وننخدع، ولكن أن يضنوا علينا بنقطة كلوركس، فهذه (حقارة عديل) أما عن سعر هذا الماء فحدث ولا حرج؛ تضاعف أضعافا مضاعفة كما بقية الأشياء جميعاً. أما صاحب المتجر فهو مخدوع مثلنا تماماً، لأنه عندما أخطر بالمقلب قال متعجباً: (نحن شفنا البرشمة وقلنا ده نوع كويس، طلع ماسورة؟) قارن _ يا أعزك الله _ بين تلك الشركات وهذه، ثم تأمل أين نحن. كان الله في العون. لو عرف الغشاشون مصيرهم لما تجرأوا للغش أبدا، ولمّا كان الدين النصيحة نقول لكل من يبيع الرديء من السلع والبضائع بغير أثمانها، إنه كذب وخيانة وغش. ، كذب لأن البضاعة لا تستحق الثمن، وخيانة لأنها سرقة ، وغش لغياب النصح. ويقاس على التاجر كل من يمارس عملا في المجتمع مهما كان نوع العمل . فكل من تقلد مسؤولية في المجتمع ولم ينصح الأمة فهو غشاش وكاذب وخائن. كسرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة).