.. [email protected] لايمكن لأي أحد أن يرضى المساس بقدسية قناعاته الروحية أو تجريح الرموز الدينية لاسيما الأنبياء في أي مكان وزمان ، ومن يطاله فعل من ذ لك النوع له كامل الحق في التعبير عن رفضه الذي قد يصل الى المحاكم لردع الفاعل ، فالقانون في كل بلاد الدنيا يحمي حرمة المقدسات و يقدّر رموزها ! في عصرنا الحديث شهدنا مواجهات كان سببها موتورون أرادوا تحقيق أما فتنة بين العالمين واما شهرة كانت وبالا عليهم و سلطّت نحوهم اضواء احترقوا فيها قبل غيرهم ، ودوننا الكاتب سلمان رشدي الذي بلغ به الندم أى مبلغ على تجروئه ودخوله كما يقول أخوتنا المصريون الى عش الدبابير ! فبات يشتهي مجرد تنفس الهواء خارج مخبئه الأبدي بعد الفتوى الايرانية التي أباحت دمه على خلفية ماجاء في روايته المارقة ( أيات شيطانية )التي أثارت مشاعر المسلمين في كل الدنيا كما هو معروف ! ولعل مشاهد الاحتجاجات والمقاطعة لبعض السلع الدنماركية عقب افتضاح مخطط الفتنة التي رمت الى اثارة النعرات بنشر جهات معينة الكاريكاتيرات المسيئة لنبينا (ص ) تعكس ايضا مدى الغيرة الاسلامية وبأقصى درجات الحساسية تجاه مثل هذا التناول المستفز ! ما يجري الآن في مصر وليبيا ليس شوكا يجر بعيدا عن جلدنا كمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، بعد ما تسربت مشاهد من فيلم يقال أنها أحتوت على اساءات للرسول الكريم وأمهات المؤمنين المحصنات ، قامت بانتاجه جهات غربية ، مدعومة ماليا من عناصر قيل انها قبطية مصرية مهاجرة ، لعلها قصدت في هذا التوقيت استغلال الجو العام لتفجير الفتن بين المسلمين والأقباط في مصر وليمتد الحريق الى كل دول المنطقة التي لا ينقصها صب الزيت والملح على جراحاتها الملتهبة اصلا ! وقد يكون الهدف الأول من ذلك كله هو تصوير المسلمين كمتشنجين بردة الفعل المندفعة مباشرة نحو العنف ، دون سلوك الطرق المثلى لتوصيل رسائل احتجاجهم عبر الأسلوب الحضاري ، باعتبارهم شعوبا مصبوبة في قوالب خرسانية متحجرة الفكر ، بل وقد سمعت بعض المعلقين في محطات غربية يقولون أن جل الذين خرجوا وحرقوا العلم الأمريكي في مصر وقتلوا الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي لم يشاهدوا حتى النذر اليسير من مشاهد الفيلم الترويجية التي تسربت عبر الأسفير ! ربما يكون الحكم جائرا في مطلقه على الكل لو وصفناهم بأنهم غوغائيون ، يفكرون فقط بالكبريت والسيوف أكثر من عقولهم ، ولكن ذلك لا ينفي وجود من يستجيبون بغباء لاستفزاز المخططات التي تسعى الى جر المسلمين لفخاخ أهدافهم ،ليقولوا لعالم اليوم عنا ! لسنا مخطئين حينما وصفناهم بالارهابين والاقصائيين والرافضين للراى الآخروحريته في التعبير ، بل هم بكاملهم أعداء الحياة لانهم يرون في موت خصومهم أقصر الطرق لتصفية الخلافات ، وحتى الاختلافات العقائدية والفكرية ، لا يحسمونها بالمنطق والدحض المبني على الحقائق ، أى بمعنى أوضح اننا بربطة المعلم كمسلمين في نظرهم ( خارج حركة الزمن المعاصر ) فالمطلوب منا تفتيح الأعين والعقول في مثل هذا المنطف الحساس من تاريخ ثوارتنا الوليدة ، حتى لا تختلط الأمور أكثر ما بين المسلمين كأتباع عقيدة متسامحة ولكنها ليست هينة العريكة تجاه عقيدتها وهي قادرة عقلا ومنطقا وقانونا على حماية تلك العقيدة ورموزها وبين الجماعات المتشددة التي جرت أرجل عالمنا المسالم الى كهوف ما قبل التاريخ واستعدت علينا العالم الذي صنّف نفسه متقدما علينا ووضعنا في خانة الحمل الثقيل الذي ينبغي على البشرية التخلص منه وقد تمثل في نموذج طالبان المتنطع وانتحاري القاعدة والمنظمات السلفية التي راح ضحيتها من المسلمين الأبرياء أكثر ممن يناصبونهم العداء ويقارعونهم في سجال لطالما أمتد جرحا لا الذين فتحوه استطاعوا النصر ولا من يحاربونهم تمكنوا من القضاء عليهم ، وظل الجرح مفتوحا ينزف أرواحا وتخلفا ! فيكفينا فخاخا نجر اليها باستفزازات ، لابد من أن تحسب علينا ردات فعلها أكثر مما تفيدنا في الدفاع عن قضايانا العادلة .. فلنتصدى لمناصرتها بالتي هي أحسن من منطلقات أخلاق ديننا وليس من ذات أخلاقهم هم ! حما الله أمتنا من أهل الفتن بيننا ومن أعدائنا على حد سواء . أنه نعم المولى ونعم النصير.