د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    ((أحذروا الجاموس))    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    التغير المناخي تسبب في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بأوروبا هذا الصيف    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد.. الفنانة إيمان الشريف تفاجئ جمهورها وتطرح فيديو كليب أغنيتها الجديدة والترند "منعوني ديارك" بتوزيع موسيقي جديد ومدهش    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقباط جزء أصيل من شعبنا السوداني.. وأقرب الينا مودة- فاستوصوا بهم خير كما أُمرتم..
نشر في السوداني يوم 04 - 05 - 2012

الدين الإسلامي كمنهاج رباني- وبما أن الله جل وعلا هو خالقنا وهو الأدرى بالمنهج الذي يناسب مخلوقاته- يوضح لنا كيف يكون التعامل مع الملل الأخرى؟؟ والأهل الكتاب من اليهود والنصارى خصوصية في هذا التعامل- من حيث إن المسلم لا يقبل الله منه إسلاما ولو شهد بالشهادتين وقام بأداء جميع الشعائر التعبدية "مالم يؤمن برسل الله ومنهم موسى وعيسى عليهما السلام وما أنزل عليهم من كتب "إيمانا "مجملا" ومن حيث إن "نساءهم وطعامهم حلال على المسلمين".. كما جاء في القرآن.
ومن أهل الكتاب أن "للنصاري" خصوصية في التعامل- لا نناجد منهم من هم أقرب الينا "مودة" من المشركين واليهود- قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ). ومدلول الآية واضح- ولما كان "من" للتبعيض.- فان كلمة أو حرف "منهم" في الآية تفيد أن منهم من "يستكبر" مثل الامريكان والدول الصليبية الغربية التي تقودها أمريكا في حروبها الصليبية الجديدة- وهم المستكبرون الذين يقاتلوننا في ديننا ويخرجوننا من ديارنا ويدمرون بلادنا ويبيدون المسلمين إباده جماعية كما حدث في العراق الذي قتل فيه "60" الف مسلم وأكثر من "5" ملايين نزحوا إلى البلاد المجاورة وفي سجون العراق التي يشرف عليها الامريكان "17" ألف مسلم.
هذا ما ذكرته منظمة "هيوتس" التي تعنى بحقوق الانسان- ومازالت الابادة الجماعية مستمرة في أفغانستان- مما يدل على أن صرف أو كلمة "منهم" في الآية تحرج إخوتنا الاقباط من هؤلاء المستكبرين- ليكونوا هم من وصفتهم الآية بأنهم "أقرب مودة للذين آمنوا" ويدل على ذلك تعاملهم وتعايشهم مع المسلمين أينما وجدوا- وبخاصة في بلادنا السودان- في مدنه وقراه.
ومن "الخصوصية" لإخوتنا الأقباط أيضا- أن نبينا صلي الله عليه وسلم تزوج منهم بمارية القبطية- واستوصى المسلمين بهم خيرا لما بينهم من رحم في نبيهم صلى الله عليه وسلم- وهذه الوصية يجب العمل بها أينما وجدوا مع المسلمين- وأن نستوصي بهم خيرا فهذا "أمر دين وعبادة تتقرب بها إلى الله" باعتبار أن العبادة هى "الطاعة والخضوع والانقياد" لله ورسوله صلى الله عليه وسلم- وفي الصحيح "من أطاعني فقد أطاع الله" وقد أمرنا بأن نستوصي بهم خيرا- والطاعة والخضوع هنا واجبة.
كما أن لهم في السودان "خصوصية" أخرى- وهى أن الأب فلوثاوث فرج- ذلك الرجل الذي يحب السودان وشعبه- ويحبه السودانيون "مسلمين ومسيحيين" وهو يعمل جاهدا من خلال مؤلفاته ومقالاته الكثيرة التي يسهم بها في كثير من الصحف اليومية- يعمل لتوثيق العلاقة بين أهل السودان وبين إخوتهم في مصر بصفة عامة" والأقباط بصفة خاصة باعتباره رجلا عالما- وعلمه ليس "محصورا" في "الدين" فقط – بل هو- له باع طويل في التاريخ المصري والسوداني القديم- وبخاصة تاريخ اخوتنا "النوبيين" في شمال السودان ومصر- وله عدد من المؤلفات عنهم- وقد ذكر الأب فلوثاوث. إن "مصرايم وكوش" هما أخوان شقيقان من أبناء حام بن نوح عليه السلام- و"مصرايم" هو جد الاقباط المصريين- أما "كوش" فهو جد النوبيين في مصر والسودان- وهذه خصوصية أيضا وكما أن الاقباط هم سكان مصر الاصليين- نجد أن النوبيين هم سكان السودان الاصليين ومصرايم وكوش أبناء رجل واحد هو حام بن نوح عليه السلام.
هذا ماذكره- الاب فلوثاوث فرج- ذلك الرجل الذي "نحسبه" أكثر من "يفهم" الديانة المسيحية- وأفضل من يدعو إلى أن يكون بيننا وبينهم "مودة" بل هو يستدل بالآيات القرآنية لإثبات ما بين الاسلام والمسيحية من علاقة باعتبارهما يخرجان من "مشكاة واحدة" كما قال النجاشي ملك الحبشة رضي الله عنه عندما قرىء عليه القرآن.
ونحن نقول للصليبيين "المستكبرين" في دول الاستكبار في إمريكا والدول الصليبية الغربية التي تقودها أمريكا ضد الاسلام والمسلمين- إذا كنا نحن المسلمين نؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام وبما أنزل عليه من كتاب بل والمسلم يمكن أن يجاهد ويقاتل حتى يستشهد إذا أراد الآخرون (حذف حرف واحد) من الآيات القرآنية التي نزلت في سيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم البتول الصديقة الطاهرة التقية الفعيفة- فلماذا يقاتلنا زعماء الدول الصليبية من دول الاستكبار؟؟ ولوكان تعامل الصليبيين في دول الاستكبار مع المسلمين مثل تعامل إخوتنا الاقباط المسيحيين مع المسلمين لما كان كل هذا الدمار والموت ولعم السلام في العالم ولكن إمريكا ودول الاستكبار يصرون على أن يعبد المسلمون ربهم بالطريقة التي تريدها أمريكا والدول الصليبية- وليس بالطريقة التي بينها الله جل وعلا عن طريق رسله- هذا مع زعمهم أنهم يحترمون الأديان وحقوق الانسان أليس من حقوق الانسان المسلم أن يعبد ربه كما أمره ربه؟ إنه والله الطغيان والاستكبار.
ونقول أن الأخ/ فلوثاوث "نحسبه" من أعلم الناس بالمسيحية وهو ذلك الرجل الوقور يبدأ أحاديثه بقول "بسم الله الذي نعبده جميعا" هكذا يبدأ أحاديثه في محاضراته التي يخاطب فيها المسلمين- وهذا مما يوافق ماجاء في القرآن والسنة عند المسلمين حيث قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) وهذه مهمة كل الرسل.
-أن يكون الله وحده وهو المعبود في الارض كما هو في السماء- وفي الصحيح "خير ما جئت به أنا والنبيين من قبلى لا إله إلا الله" أي لا معبود بحق الا الله- إذاً فالله جل وعلا هو الذي يجب أن "نعبده جميعا" وعندما يبدأ الأخ/ فلوثاوث أحاديثه بهذه العبارة "بسم الله الذي نعبده جميعا" فإنها تدخل في قلوب من يخاطبهم من المسلمين دون حواجز أو عراقيل- بردا وسلاما- وأحسب أن هذا الرجل لوكان ضمن رجال الدين الاقباط في جارتنا مصر- لاستطاع منع كل مايحدث من فتن طائفية تحدث في مصر بين الحين والآخر وذلك بتعامله الذي يدل على "المودة" كما جاء في القرآن "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا-الآية" والاقباط ليسوا ممن وصفهم الله بالاستكبار كما يدل تعاملهم على ذلك "والدين المعاملة" ونحمد الله أنه قبطي سوداني يعمل جاهدا لجمع أهل السودان جميعا.
لكل ماذكرته- كانت العلاقة بين الاقباط والمسلمين في بلادنا السودان علاقة وثيقة- وإن اختلف الدين والعقيدة- لهم دينهم ولنا ديننا والدين لله والوطن لنا جميعا- واختلاف الدين والعقيدة لم يمنع ترابطهم وتعاونهم وتكاتفهم مع إخوتهم المسلمين كما نرى ونسمع- وهم ليسوا مثل "الصليبيين" في دول الغرب المستكبرة الظالمة- وهم لم يشكوا واحدا من المسلمين- كما أن المسلمين لم يشكوا منهم فيما مضى من تعايشنا مع بعضنا البعض- لم يقاتلوننا في ديننا ولم يخرجوننا من ديارنا كما يفعل صليبيو دول الاستكبار في أفغانستان والعراق والصومال ولهذا نحن نطبق في أخوتنا الاقباط قول تعالى ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ونحن "نبرهم ونقسط اليهم" كما أمرنا ربنا لأنهم لم يقاتلوننا في ديننا ولم يخرجونا من ديارنا كما يحدث من الدول الصليبية المستكبرة- وفي فلسطين "أعطوا ما لايملكونه- لمن لا يملكون" وقاتلونا في ديننا وأخرجوتا من ديارنا- وفي العراق وحده قتل اكثر من "60" الف مسلم ونزح اكثر من "5" ملايين مسلم إلى الدول المجاورة وفي السجون العراقية التي يشرف عليها الامريكان "17" ألف مسملم..الخ هذا ماذكرته منظمة "هيومن رايتس" التي تعنى بحقوق الانسان- وهؤلاء لم يأمرنا الله بأن "نبرهم ونقسط إليهم" كما نفعل بالنسبة لإخوتنا الأقباط- والأقباط لا يشاركون معهم في قتالهم لديننا وإخراجهم لنا من ديارنا وتدمير بلادنا وإبادة شعبنا بأسلحة الدمار الشامل بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل كما حدث في العراق وتدميرهم لمصنع الشفاء اللأدوية في بلادنا.
وفي شمال السودان يعيش الاقباط معنا كالأسرة الواحدة- تأثروا بثقافتنا "النوبية" بصفة خاصة- يتحدثون بلغة أبناء عمومتهم "الكوشيين" كما ذكر الأخ/ قلوثاوث فرج في مؤلفاته وفي محاضراته- وهناك كثير من الثقافات المتشابهة بينهم وبين أهلنا النوبيين وبخاصة في جانب الثقافة "الغذائية" وهم يشاركوننا في جميع المناسبات في الافراح والاتراح ومازلت أذكر كيف شارك آلاف المسلمين في تشيع جثمان ذلك القبطي الذي كان يقيم في "عطبرة" وتوفي في حادث "حركة" بين الخرطوم وعطبرة ذلك لأنه كان إذا زاره أحد الإخوة المسلمين في داره- جاء وقت "الصلاة" وسمع الأذان "يأتي المسلم بالابريق والمصلاية" ليصلي وفي قرانا النوبية في الشمالية نجدهم في مقدمة المشاركين في الافراح والاتراح التي تخص المسلمين- يشاركونهم بأنفسهم وأموالهم حتى في "تقطيع المرارة" كما كان يفعل "قطبان" في قريتنا "حلة السلام" ونحن في السودان ولمجرد أن يكون أحدنا تناول "وجبة طعام" مع الآخر يضع لذلك الفعل اعتباراً ولا يخونه بحجة أنه "أكل معه الملح والملاح" هكذا نحن في السودان "والفينا مشهودة" وكان "قطبان" هذا القبطي يملك "دكانا" في قريتنا في "حلة عبد السلام" الريف الشمالي للقولد وهي قرية جزء من "شبتوت الكبيرة"- وكان له صداقة مع والدنا دمباوي رحمة الله- وفي مناسبة زواج إحدى أخواتى "زينب" وجدنا "خروفا" لا يقل ثمنه في زماننا عن "600" الف "بالقديم" وجدناه مع "بهايمنا" في الزريبة- جاء به غضبان بمناسبة الزواج- وطلب من والدنا أن يأتي "بالقمح" المراد إستخدامه للزواج وتبرع بطحنه وتصنيعه رغيفا وتوصيله بعربته في يوم المناسبة- حيث كانوا يملكون الطواحين والطوابين في القولد- مما وفر على الأسرة ونساء القرية كثيرا من العناء في "عواسة الكسرة بالكروق والحطب" للمناسبة- وعندما توفى والدنا كان غضبان معنا في مسجد القرية "مكان الفراش" طيلة أيام العزاء- وقد روى لنا انه عندما "كبرت سنه" وبعد إغلاقه لدكانه في قريتنا وإقامته في دنقلا من إبنائه زار قريتنا بعربة "خاصة" وجاء "خصيصا" لهدف "واحد" هو أن يطلب "العفو" من سكان القرية- بحجة أنه كان يتعامل معهم وأنه كان "يمزح" معهم كثيرا والانسان ليس معصوما من الخطأ- هذا مافعله غضبان النصرانى القبطي- وقد سمعت أن بعض المغتربين من القولد حيث كان "مركزهم" استطاعوا إرسال "فيز" لاثنين من أبنائه للعمل في المملكة بعد أن "تدنت التجارة" في السنين الأخيرة- هكذا نحن في السودان والفينا مشهودة- وهذا ماذكر لنا بعض الإخوة.
في ساعات الفراغ أجلس مع جارنا أحمد محمد ضرار شنقى جلسات "سمر وانس" وهو من إخوتنا أبناء "المقاودة" محلية القدار- ونتجاذب أطراف الحديث- وكثيرا ماتكون "الونسة" عن الشمال وتجار الشمال في قرانا النوبية وأسواق القولد وأمنتجو..الخ والأقباط الذين كانوا تجارا- وكيف أنه كان يتعامل مع هؤلاء الاقباط في التجارة في سوق "أمنتجو" بحكم أن والده كان أحد كبار تجار المنطقة. ومن أشهر من يذكرهم "نون أبادير" وفي ذات مرة- وجدت مقالا كتبه الأخ/ فلوثاوث عن أقباط الشمال وذكر فيه أسماء بعض من كان يتعامل معهم الأخ/ أحمد محمد ضرار شنقى- وبعد أن قرأت المقال- أرسلت الصحيفة للأخ/ أحمد شنقى ليقرأها ويعيد ذكرياته وعندما التقيته سألته- هل قرأت المقال؟؟ وكانت إجابته "إنه قرأه عدة مرات- بل ودمعت عيناه دون أن يشعر عندما تذكر كيف كان تعامل أولئك الاقباط مع والدهم ومعه" في سوق "أمنتجو" هذا ماذكره والله على ما أقول شهيد. وعلى المستوى "القومي" قرأنا كثيرا وسمعنا في وسائل إعلامنا بأنواعها المختلفة- عن جورج مشرقى- وعن "قهوته" المشهورة في أم درمان- وكيف أن تلك القهوة كانت ملتقى أدباء وشعراء وفنانى السودان- وكيف أنه كان يشاركهم في كل مايتعلق بالأدب والفن السوداني- ويستقبلهم ويرحب بهم ويعتنى بهم- ومن الأقباط من قام "بالتوثيق" للادب والفن السوداني في وقت كان فيه عملية "التوثيق" في غاية الصعوبة- ومن فنانى الكاريكاتير الاستاذ/ أدمون منير الذي عرفه كل مشاهدى التلفاز "القومي" السوداني والصحف والمجالات السودانية- وهو يعبر برسوماته عما يحدث في مجتمعنا السوداني الذي هو جزء أصيل منه- هكذا نحن في بلادنا والفينا مشهودة.
وأختم حديثى مشيرا إلى ما حدث من أحداث في منطقة الجريف "دون الخوض في تفاصليها" وهى أحداث- قطعا لا تشبهنا نحن "مسلمي وأقباط السودان" بل هي بدعة من البدع السيئة- ويمكن أن تؤدي إلى الفتن التي وصفها الله جل وعلا بأنها "أكبر من القتل"- وما نطالب به هو "العدل" وقد قال تعالى "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا- لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" والإسلام بأمر بالعدل ولو كان طالب العدالة من غير المله- بل ولو كان ممن نبغضهم ونكرههم "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا- أعدلوا هو أقرب للتقوى) هكذا الاسلام.
وأختم حديثى بقولى- إنه عندما أسر التتار أهل بغداد- ذهب ابن تيمية رحمه الله إلى قائد التتار- وطلب منه أن يطلق سراح أسرى بغداد- فقال له قائد التتار:-
إن من الاسرى مسلمين ونصاري ويهود- وسوف أطلق لك سراح الاسرى المسلمين- ولكن ابن تيميه يرفض ذلك القرار ويطالبه بأن يطلق سراحهم جميعا "مسلمين ونصاري...الخ" لأنهم جميعا من أهل الذمة وهم تحت مسئوليتهم.
وقد كتب الأخ/ عبد الله محمد أحمد في إحدى مقالاته يقول- إن وفد نجران "النصراني" أدى صلاته في مسجد المدينة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه عليهم رضوان الله.
وقد امتنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه- عن أداء صلاة الظهر في كنيسة القدس.
لكي لا يقال- أو يأتي مسلمون ويقولوا "ها هنا صلى عمر رضي الله عنه" فيصادرون الكنيسة- وكان المسلمون والنصارى "يقتسمون" كنيسة دمشق الكبرى "كمسجد وكنيسة" ويدخلون ويخرجون من "باب واحد" كان في سورها "الوحيد" حيث صلى أبوعبيدة عامر بن الجراح- وبلال بن رباح رضي الله عنهما حتى افتتح المسجد الأموي بعد ثمانين عاما.
وعندما تقرر بناء المسجد- عرض الوليد بن عبد الملك على النصاري أمرين:-
1-أما أن يتم التنازل عن الكنيسة على أن تبنى لهم كنيسة على نفقة الدولة.
2- وإما أن يقام المسجد في موقع آخر.
وقد وافق النصاري على الخيار الأول
سبحان الله الذي "نعبده جميعا" لقد اقتسموا "الكنيسة" إلى المسجد وكنيسة ليؤدوا فيها عباداتهم- وهذا معنى ما يبدأ به القبطى فلوثاوث أحاديثه ومحاضراته "بسم الله الذي نعبده جميعا" مسلمين ومسيحيين، و "لا إكراه في الدين" والله وحده المستعان والهادي إلى سواء السبيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.