إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقباط جزء أصيل من شعبنا السوداني.. وأقرب الينا مودة- فاستوصوا بهم خير كما أُمرتم..
نشر في السوداني يوم 04 - 05 - 2012

الدين الإسلامي كمنهاج رباني- وبما أن الله جل وعلا هو خالقنا وهو الأدرى بالمنهج الذي يناسب مخلوقاته- يوضح لنا كيف يكون التعامل مع الملل الأخرى؟؟ والأهل الكتاب من اليهود والنصارى خصوصية في هذا التعامل- من حيث إن المسلم لا يقبل الله منه إسلاما ولو شهد بالشهادتين وقام بأداء جميع الشعائر التعبدية "مالم يؤمن برسل الله ومنهم موسى وعيسى عليهما السلام وما أنزل عليهم من كتب "إيمانا "مجملا" ومن حيث إن "نساءهم وطعامهم حلال على المسلمين".. كما جاء في القرآن.
ومن أهل الكتاب أن "للنصاري" خصوصية في التعامل- لا نناجد منهم من هم أقرب الينا "مودة" من المشركين واليهود- قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ). ومدلول الآية واضح- ولما كان "من" للتبعيض.- فان كلمة أو حرف "منهم" في الآية تفيد أن منهم من "يستكبر" مثل الامريكان والدول الصليبية الغربية التي تقودها أمريكا في حروبها الصليبية الجديدة- وهم المستكبرون الذين يقاتلوننا في ديننا ويخرجوننا من ديارنا ويدمرون بلادنا ويبيدون المسلمين إباده جماعية كما حدث في العراق الذي قتل فيه "60" الف مسلم وأكثر من "5" ملايين نزحوا إلى البلاد المجاورة وفي سجون العراق التي يشرف عليها الامريكان "17" ألف مسلم.
هذا ما ذكرته منظمة "هيوتس" التي تعنى بحقوق الانسان- ومازالت الابادة الجماعية مستمرة في أفغانستان- مما يدل على أن صرف أو كلمة "منهم" في الآية تحرج إخوتنا الاقباط من هؤلاء المستكبرين- ليكونوا هم من وصفتهم الآية بأنهم "أقرب مودة للذين آمنوا" ويدل على ذلك تعاملهم وتعايشهم مع المسلمين أينما وجدوا- وبخاصة في بلادنا السودان- في مدنه وقراه.
ومن "الخصوصية" لإخوتنا الأقباط أيضا- أن نبينا صلي الله عليه وسلم تزوج منهم بمارية القبطية- واستوصى المسلمين بهم خيرا لما بينهم من رحم في نبيهم صلى الله عليه وسلم- وهذه الوصية يجب العمل بها أينما وجدوا مع المسلمين- وأن نستوصي بهم خيرا فهذا "أمر دين وعبادة تتقرب بها إلى الله" باعتبار أن العبادة هى "الطاعة والخضوع والانقياد" لله ورسوله صلى الله عليه وسلم- وفي الصحيح "من أطاعني فقد أطاع الله" وقد أمرنا بأن نستوصي بهم خيرا- والطاعة والخضوع هنا واجبة.
كما أن لهم في السودان "خصوصية" أخرى- وهى أن الأب فلوثاوث فرج- ذلك الرجل الذي يحب السودان وشعبه- ويحبه السودانيون "مسلمين ومسيحيين" وهو يعمل جاهدا من خلال مؤلفاته ومقالاته الكثيرة التي يسهم بها في كثير من الصحف اليومية- يعمل لتوثيق العلاقة بين أهل السودان وبين إخوتهم في مصر بصفة عامة" والأقباط بصفة خاصة باعتباره رجلا عالما- وعلمه ليس "محصورا" في "الدين" فقط – بل هو- له باع طويل في التاريخ المصري والسوداني القديم- وبخاصة تاريخ اخوتنا "النوبيين" في شمال السودان ومصر- وله عدد من المؤلفات عنهم- وقد ذكر الأب فلوثاوث. إن "مصرايم وكوش" هما أخوان شقيقان من أبناء حام بن نوح عليه السلام- و"مصرايم" هو جد الاقباط المصريين- أما "كوش" فهو جد النوبيين في مصر والسودان- وهذه خصوصية أيضا وكما أن الاقباط هم سكان مصر الاصليين- نجد أن النوبيين هم سكان السودان الاصليين ومصرايم وكوش أبناء رجل واحد هو حام بن نوح عليه السلام.
هذا ماذكره- الاب فلوثاوث فرج- ذلك الرجل الذي "نحسبه" أكثر من "يفهم" الديانة المسيحية- وأفضل من يدعو إلى أن يكون بيننا وبينهم "مودة" بل هو يستدل بالآيات القرآنية لإثبات ما بين الاسلام والمسيحية من علاقة باعتبارهما يخرجان من "مشكاة واحدة" كما قال النجاشي ملك الحبشة رضي الله عنه عندما قرىء عليه القرآن.
ونحن نقول للصليبيين "المستكبرين" في دول الاستكبار في إمريكا والدول الصليبية الغربية التي تقودها أمريكا ضد الاسلام والمسلمين- إذا كنا نحن المسلمين نؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام وبما أنزل عليه من كتاب بل والمسلم يمكن أن يجاهد ويقاتل حتى يستشهد إذا أراد الآخرون (حذف حرف واحد) من الآيات القرآنية التي نزلت في سيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم البتول الصديقة الطاهرة التقية الفعيفة- فلماذا يقاتلنا زعماء الدول الصليبية من دول الاستكبار؟؟ ولوكان تعامل الصليبيين في دول الاستكبار مع المسلمين مثل تعامل إخوتنا الاقباط المسيحيين مع المسلمين لما كان كل هذا الدمار والموت ولعم السلام في العالم ولكن إمريكا ودول الاستكبار يصرون على أن يعبد المسلمون ربهم بالطريقة التي تريدها أمريكا والدول الصليبية- وليس بالطريقة التي بينها الله جل وعلا عن طريق رسله- هذا مع زعمهم أنهم يحترمون الأديان وحقوق الانسان أليس من حقوق الانسان المسلم أن يعبد ربه كما أمره ربه؟ إنه والله الطغيان والاستكبار.
ونقول أن الأخ/ فلوثاوث "نحسبه" من أعلم الناس بالمسيحية وهو ذلك الرجل الوقور يبدأ أحاديثه بقول "بسم الله الذي نعبده جميعا" هكذا يبدأ أحاديثه في محاضراته التي يخاطب فيها المسلمين- وهذا مما يوافق ماجاء في القرآن والسنة عند المسلمين حيث قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) وهذه مهمة كل الرسل.
-أن يكون الله وحده وهو المعبود في الارض كما هو في السماء- وفي الصحيح "خير ما جئت به أنا والنبيين من قبلى لا إله إلا الله" أي لا معبود بحق الا الله- إذاً فالله جل وعلا هو الذي يجب أن "نعبده جميعا" وعندما يبدأ الأخ/ فلوثاوث أحاديثه بهذه العبارة "بسم الله الذي نعبده جميعا" فإنها تدخل في قلوب من يخاطبهم من المسلمين دون حواجز أو عراقيل- بردا وسلاما- وأحسب أن هذا الرجل لوكان ضمن رجال الدين الاقباط في جارتنا مصر- لاستطاع منع كل مايحدث من فتن طائفية تحدث في مصر بين الحين والآخر وذلك بتعامله الذي يدل على "المودة" كما جاء في القرآن "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا-الآية" والاقباط ليسوا ممن وصفهم الله بالاستكبار كما يدل تعاملهم على ذلك "والدين المعاملة" ونحمد الله أنه قبطي سوداني يعمل جاهدا لجمع أهل السودان جميعا.
لكل ماذكرته- كانت العلاقة بين الاقباط والمسلمين في بلادنا السودان علاقة وثيقة- وإن اختلف الدين والعقيدة- لهم دينهم ولنا ديننا والدين لله والوطن لنا جميعا- واختلاف الدين والعقيدة لم يمنع ترابطهم وتعاونهم وتكاتفهم مع إخوتهم المسلمين كما نرى ونسمع- وهم ليسوا مثل "الصليبيين" في دول الغرب المستكبرة الظالمة- وهم لم يشكوا واحدا من المسلمين- كما أن المسلمين لم يشكوا منهم فيما مضى من تعايشنا مع بعضنا البعض- لم يقاتلوننا في ديننا ولم يخرجوننا من ديارنا كما يفعل صليبيو دول الاستكبار في أفغانستان والعراق والصومال ولهذا نحن نطبق في أخوتنا الاقباط قول تعالى ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ونحن "نبرهم ونقسط اليهم" كما أمرنا ربنا لأنهم لم يقاتلوننا في ديننا ولم يخرجونا من ديارنا كما يحدث من الدول الصليبية المستكبرة- وفي فلسطين "أعطوا ما لايملكونه- لمن لا يملكون" وقاتلونا في ديننا وأخرجوتا من ديارنا- وفي العراق وحده قتل اكثر من "60" الف مسلم ونزح اكثر من "5" ملايين مسلم إلى الدول المجاورة وفي السجون العراقية التي يشرف عليها الامريكان "17" ألف مسملم..الخ هذا ماذكرته منظمة "هيومن رايتس" التي تعنى بحقوق الانسان- وهؤلاء لم يأمرنا الله بأن "نبرهم ونقسط إليهم" كما نفعل بالنسبة لإخوتنا الأقباط- والأقباط لا يشاركون معهم في قتالهم لديننا وإخراجهم لنا من ديارنا وتدمير بلادنا وإبادة شعبنا بأسلحة الدمار الشامل بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل كما حدث في العراق وتدميرهم لمصنع الشفاء اللأدوية في بلادنا.
وفي شمال السودان يعيش الاقباط معنا كالأسرة الواحدة- تأثروا بثقافتنا "النوبية" بصفة خاصة- يتحدثون بلغة أبناء عمومتهم "الكوشيين" كما ذكر الأخ/ قلوثاوث فرج في مؤلفاته وفي محاضراته- وهناك كثير من الثقافات المتشابهة بينهم وبين أهلنا النوبيين وبخاصة في جانب الثقافة "الغذائية" وهم يشاركوننا في جميع المناسبات في الافراح والاتراح ومازلت أذكر كيف شارك آلاف المسلمين في تشيع جثمان ذلك القبطي الذي كان يقيم في "عطبرة" وتوفي في حادث "حركة" بين الخرطوم وعطبرة ذلك لأنه كان إذا زاره أحد الإخوة المسلمين في داره- جاء وقت "الصلاة" وسمع الأذان "يأتي المسلم بالابريق والمصلاية" ليصلي وفي قرانا النوبية في الشمالية نجدهم في مقدمة المشاركين في الافراح والاتراح التي تخص المسلمين- يشاركونهم بأنفسهم وأموالهم حتى في "تقطيع المرارة" كما كان يفعل "قطبان" في قريتنا "حلة السلام" ونحن في السودان ولمجرد أن يكون أحدنا تناول "وجبة طعام" مع الآخر يضع لذلك الفعل اعتباراً ولا يخونه بحجة أنه "أكل معه الملح والملاح" هكذا نحن في السودان "والفينا مشهودة" وكان "قطبان" هذا القبطي يملك "دكانا" في قريتنا في "حلة عبد السلام" الريف الشمالي للقولد وهي قرية جزء من "شبتوت الكبيرة"- وكان له صداقة مع والدنا دمباوي رحمة الله- وفي مناسبة زواج إحدى أخواتى "زينب" وجدنا "خروفا" لا يقل ثمنه في زماننا عن "600" الف "بالقديم" وجدناه مع "بهايمنا" في الزريبة- جاء به غضبان بمناسبة الزواج- وطلب من والدنا أن يأتي "بالقمح" المراد إستخدامه للزواج وتبرع بطحنه وتصنيعه رغيفا وتوصيله بعربته في يوم المناسبة- حيث كانوا يملكون الطواحين والطوابين في القولد- مما وفر على الأسرة ونساء القرية كثيرا من العناء في "عواسة الكسرة بالكروق والحطب" للمناسبة- وعندما توفى والدنا كان غضبان معنا في مسجد القرية "مكان الفراش" طيلة أيام العزاء- وقد روى لنا انه عندما "كبرت سنه" وبعد إغلاقه لدكانه في قريتنا وإقامته في دنقلا من إبنائه زار قريتنا بعربة "خاصة" وجاء "خصيصا" لهدف "واحد" هو أن يطلب "العفو" من سكان القرية- بحجة أنه كان يتعامل معهم وأنه كان "يمزح" معهم كثيرا والانسان ليس معصوما من الخطأ- هذا مافعله غضبان النصرانى القبطي- وقد سمعت أن بعض المغتربين من القولد حيث كان "مركزهم" استطاعوا إرسال "فيز" لاثنين من أبنائه للعمل في المملكة بعد أن "تدنت التجارة" في السنين الأخيرة- هكذا نحن في السودان والفينا مشهودة- وهذا ماذكر لنا بعض الإخوة.
في ساعات الفراغ أجلس مع جارنا أحمد محمد ضرار شنقى جلسات "سمر وانس" وهو من إخوتنا أبناء "المقاودة" محلية القدار- ونتجاذب أطراف الحديث- وكثيرا ماتكون "الونسة" عن الشمال وتجار الشمال في قرانا النوبية وأسواق القولد وأمنتجو..الخ والأقباط الذين كانوا تجارا- وكيف أنه كان يتعامل مع هؤلاء الاقباط في التجارة في سوق "أمنتجو" بحكم أن والده كان أحد كبار تجار المنطقة. ومن أشهر من يذكرهم "نون أبادير" وفي ذات مرة- وجدت مقالا كتبه الأخ/ فلوثاوث عن أقباط الشمال وذكر فيه أسماء بعض من كان يتعامل معهم الأخ/ أحمد محمد ضرار شنقى- وبعد أن قرأت المقال- أرسلت الصحيفة للأخ/ أحمد شنقى ليقرأها ويعيد ذكرياته وعندما التقيته سألته- هل قرأت المقال؟؟ وكانت إجابته "إنه قرأه عدة مرات- بل ودمعت عيناه دون أن يشعر عندما تذكر كيف كان تعامل أولئك الاقباط مع والدهم ومعه" في سوق "أمنتجو" هذا ماذكره والله على ما أقول شهيد. وعلى المستوى "القومي" قرأنا كثيرا وسمعنا في وسائل إعلامنا بأنواعها المختلفة- عن جورج مشرقى- وعن "قهوته" المشهورة في أم درمان- وكيف أن تلك القهوة كانت ملتقى أدباء وشعراء وفنانى السودان- وكيف أنه كان يشاركهم في كل مايتعلق بالأدب والفن السوداني- ويستقبلهم ويرحب بهم ويعتنى بهم- ومن الأقباط من قام "بالتوثيق" للادب والفن السوداني في وقت كان فيه عملية "التوثيق" في غاية الصعوبة- ومن فنانى الكاريكاتير الاستاذ/ أدمون منير الذي عرفه كل مشاهدى التلفاز "القومي" السوداني والصحف والمجالات السودانية- وهو يعبر برسوماته عما يحدث في مجتمعنا السوداني الذي هو جزء أصيل منه- هكذا نحن في بلادنا والفينا مشهودة.
وأختم حديثى مشيرا إلى ما حدث من أحداث في منطقة الجريف "دون الخوض في تفاصليها" وهى أحداث- قطعا لا تشبهنا نحن "مسلمي وأقباط السودان" بل هي بدعة من البدع السيئة- ويمكن أن تؤدي إلى الفتن التي وصفها الله جل وعلا بأنها "أكبر من القتل"- وما نطالب به هو "العدل" وقد قال تعالى "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا- لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" والإسلام بأمر بالعدل ولو كان طالب العدالة من غير المله- بل ولو كان ممن نبغضهم ونكرههم "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا- أعدلوا هو أقرب للتقوى) هكذا الاسلام.
وأختم حديثى بقولى- إنه عندما أسر التتار أهل بغداد- ذهب ابن تيمية رحمه الله إلى قائد التتار- وطلب منه أن يطلق سراح أسرى بغداد- فقال له قائد التتار:-
إن من الاسرى مسلمين ونصاري ويهود- وسوف أطلق لك سراح الاسرى المسلمين- ولكن ابن تيميه يرفض ذلك القرار ويطالبه بأن يطلق سراحهم جميعا "مسلمين ونصاري...الخ" لأنهم جميعا من أهل الذمة وهم تحت مسئوليتهم.
وقد كتب الأخ/ عبد الله محمد أحمد في إحدى مقالاته يقول- إن وفد نجران "النصراني" أدى صلاته في مسجد المدينة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه عليهم رضوان الله.
وقد امتنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه- عن أداء صلاة الظهر في كنيسة القدس.
لكي لا يقال- أو يأتي مسلمون ويقولوا "ها هنا صلى عمر رضي الله عنه" فيصادرون الكنيسة- وكان المسلمون والنصارى "يقتسمون" كنيسة دمشق الكبرى "كمسجد وكنيسة" ويدخلون ويخرجون من "باب واحد" كان في سورها "الوحيد" حيث صلى أبوعبيدة عامر بن الجراح- وبلال بن رباح رضي الله عنهما حتى افتتح المسجد الأموي بعد ثمانين عاما.
وعندما تقرر بناء المسجد- عرض الوليد بن عبد الملك على النصاري أمرين:-
1-أما أن يتم التنازل عن الكنيسة على أن تبنى لهم كنيسة على نفقة الدولة.
2- وإما أن يقام المسجد في موقع آخر.
وقد وافق النصاري على الخيار الأول
سبحان الله الذي "نعبده جميعا" لقد اقتسموا "الكنيسة" إلى المسجد وكنيسة ليؤدوا فيها عباداتهم- وهذا معنى ما يبدأ به القبطى فلوثاوث أحاديثه ومحاضراته "بسم الله الذي نعبده جميعا" مسلمين ومسيحيين، و "لا إكراه في الدين" والله وحده المستعان والهادي إلى سواء السبيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.