ساخن .... بارد محمد وداعة [email protected] من التضليل الى الهيمنة ....السنهورى و حزب البعث 90-93 (3) الفترة الممتدة من العام 1990 – 1993 م و على قصر مدتها تظل من اهم الفترات التى مر بها حزب البعث فى السودان ، ثلاث سنوات شهدت احاث جسام و شكلت وقائعها و نتائجها مستقبل الحزب ومهدت الى الاحداث الداخلية فى الحياة الحزبية و التى ادت بدورها الى انقسام الحزب فى العام 1997 م ، هذه الفترة التى شهدت وقائع و احداث ظلت محل اختلاف حتى الان ، و لعل اهمها حسب الترتيب التاريخى هى حركة رمضان ، و رسالة القيادة فى بغداد الى الداخل لمناقشة موضوع المصالحة مع النظام ، و برقية التهنئة بقيام المؤتمر الشعبى العربى و الاسلامى الذى انعقد فى الخرطوم بقيادة الترابى المرسلة من الاستاذ المرحوم بدرالدين مدثر امين سر القطر ، و تلى ذلك رسالة الحل المؤقت و التى حاولت تشخيص المشاكل و الاختلافات الحزبية و اختزلت الازمة الحزبية فى انها ازمة مركز قيادى ، و قدمت وصفآ للحل ، تمت تسميته بالحل المؤقت على ان يلى ذلك الحل الشامل ، فى هذه الفترة انعقد المؤتمر القومى الثاني عشر ، و كان من نتائجه الغير متوقعة ترشيح الاستاذ على الريح السنهورى للمقعد الثانى فى القيادة القومية ، كان الامر مفاجئآ حيث ان المعلوم ان المرشح للمقعد كان الدكتور بكرى خليل بعد اعتذار الاستاذ محمد على جادين ، ولم يكن لاحد ان يعيد فى الامر بعد ذلك الترشيح من الأمين العام للحزب ، و قد تم الترشيح للدكتور بكرى خليل فى اجتماع مشترك مع القيادة القومية بحضور الاساتذة بدرا لدين وجادين و على الريح و تمت الموافقة عليه ، وهكذا استغل الاستاذ على الريح موقعه الجديد كعضو فى القيادة القومية ، لافحام القيادة القومية و صياغة الحل المؤقت باسم القيادة القومية و تغييب ق.ط ( السودان) صاحبة الحق تنظيميآ فى مناقشة المشكلات و التقرير فى الحل ، التزم الجميع بما فى ذلك اعضاء ق.ط فى الداخل و الخارج بالاضافة للجهاز الحزبى بالحل المؤقت ، و تم تنفيذ كل مطلوبات الحل بلا استثناء ، و لكن لم يتم احترام الالتزام بهذا الحل من الجهة التى فرضته ، و سرعان ما تكشفت نوايا الاستاذ على الريح للانقضاض عليه و افراغه من مضمونه و محتواه ، حيث تم تجاوز مكونات الحل مباشرة بعد ارساله للداخل وتم تغيير مكان ومسؤلية محطة الاتصال فى لندن ، و لم يمض من الوقت الا القليل حتى تمرد بعض اعضاءالقيادة المؤقتة المكلفين على المسؤول الاول عن الحزب المكلف بامر الحل المؤقت الاستاذ مامون السمانى ، ورفضت هذه القيادات حضور الاجتماعات الحزبية النظامية ، و ادارت نشاطها بمعزل عن القيادة المكلفة رسميآ و ارتبطت فيما بعد (الأستاذ أبو رأس ) و تلقت اتصالاتها عن طريق محطة الاتصال الجديدة و كونت حزبآ موازيآ ، و ركزت نشاطها على التشكيك فى امكانات المركز القيادى ومقدراته و اصبحت تبشر بالحل الشامل قبل وصوله و قننت علاقاتها على ضوء ذلك ، و بدت بوادر الاختلاف حينما اصبح المسئول الاول عن الحزب يتلقى التوجيهات عن طريق احد اعضاء القيادة الذى تم تجميد نشاطه و اخضاعه للتحقيق في مخالفات إدارية عبر رسالة الحل المؤقت ، هذا التحقيق الذى لم يتم حتى الان ، جاء الحل الشامل منحازآ لاحد طرفى الخلاف ، متجاوزآ حتى لاساس الحل الذى ارتضاه الجهاز الحزبى و ايده و الذى كان من اهم بنوده التحقيق و المحاسبة فى المركز القيادى ، جاء الحل الشامل مخيبآ لامال السواد الاعظم من البعثيين فى الداخل ، و تم ابلاغ المسؤل المكلف عن طريق المسؤل الجديد و هو امريخالف كل الاعراف و التقاليد الحزبية و يخالف النظام الداخلى كما انه صدر باسم القيادة القومية من الأستاذين بدر الدين مدثر و على الريح السنهورى ، متخطيآ ق.ط صاحبة المسؤلية الحصرية تجاه الحزب ، و لهذا لم ينل الحل الشامل رضا القيادات الحزبية و كان بمثابة كارثة تنظيمية و اودى بكل الامال المنتظرة للاصلاح الحزبى ، و كرس الانقسام و الاختلافات فى المركز القيادى ، وهى خلافات كان يمكن تجاوزها وحلها لو تم التحقيق و المحاسبة ، كما قررت ذلك رسالة الحل المؤقت ، وكان سوء النية واضحآ منذ البداية ، وقد كان غريبآ ان الرفيق الذى كلف بقيادة الحزب هو الذى قام بشرح و تنوير الجهاز الحزبى بالحل الشامل قبل ان يتسلم مسؤلياته و مهامه رسميآ ، فى اكبر عملية لاقصاء القيادات و الكوادر الحزبية على طريق سياسة ( اركب معنا ) ، ضاربآ عرض الحائط بكل المعلومات و التقارير التى طلبتها ق.ط و اطلعت عليها بعد استكتاب القيادات و الكوادر الحزبية المسؤولة و التى قبلت الحل الشامل التزامآ منها بقاعدة ( نفذ ثم ناقش ) و تحفظت على محتواه و مضمونه ، قبل الاستاذ المسؤول المكلف اعتراضات نظامية مكتوبة على الحل الشامل ووعد بالرد عليها حسب النظام الداخلى ، وعاد وطلب مهلآ اضافية للحصول على رد من ق.ط ، وهى ردود لم تصل حتى يومنا هذا ، علمنا فيما بعد ان اى من هذه الاعتراضات و التحفظات لم تصل من الاساس ل ق.ط وهى لم تجتمع قط و تم حلها و كونت قيادة جديدة ابعد منها المعرضون للحل الشامل في عملية انقلاب كامل على النظام الداخلي و التقاليد الحزبية المعروفة و بالتالي لم يكن هناك من ردود ، علمنا ان هذه الاعتراضات و التحفظات النظامية على الحل الشامل اتلفت بعد استلامها لدواعى تامين كاتبيها و تم ارسال اسماء الرافضين و المتحفظين فيما سمى يتقييم استجابة الجهاز الحزبى للحل الشامل ، و نواصل