الصادق عبدالسلام [email protected] في إحدى مسرحيات الراحل الفاضل سعيد سأل الممثل العجب: إنت يا العجب الفرق بينك وبين الحمار شنو؟ فرد العجب: الطربيزة دي. وكانت الطربيزة تفصل بينهما.. وهذه الطربيزة أيضاً تمثل الفرق بين بوش الإبن والمرحوم بن لادن..فالأول ينطلق من خلفية متعصبة ترى في كل من هو ليس مها بالضرورة هو ضدها وكذلك كان بن لادن وكل من يحمله وجهة نظره اليوم في الطرف الآخر من المعادلة... فشل بوش في رؤية هذه الملايين من المسلمين الذين لديهم رؤية متسامحة مع الآخر وينبذون انتهاج العنف بكل أشكاله ضد المدنيين. وفشل بن لادن ومن شايعه في رؤية شخصيات مثل راشيل كوري التي ضحت بنفسها من أجل قضية فلسطين. عزيزي القارئ خذ هذا الاطار ونظفه وارجع البصر فيه مرتين الا ترى ازمتنا في السودان تتجسد فيه؟ فما هو الفرق بين صاحب منبر السلام العادل في يمين الصورة ومن يجهرون بمعاداته في اقصى يسارها؟ كلاهما فشل بصورة ذريعة في تبنى رؤية وسطية متسامحة غير متكلسة في الماضي وتستشرف المستقبل وتحاول رسم معالم وضاءة له فأصبحت طربيزة العجب هي الفرق بينهما... انفصل الجنوب... ولكن هل ذهب الجنوبيون إلى جنوب إفريقيا؟.. وهل ذهب الشماليون إلى المحيط المتجمد الشمالي؟ كلا كلاهما باق في مكانه وسيظل في مكانه. وسوف تبقى مكونات ما تبقى من الشعب السوداني في الشمال على ما هي عليه رغم الإحن والضغائن والحروب.. لن يبرح أحد مكانه ولن يستطيع أحد أن يجبر أحد على مغادرة مكانه.. نحن أيها الناس قدرنا أن نعيش على هذه الأرض معاً شاء من شاء ورفض من رفض... هذا ليس خيار لأحد منا هذا هو قدرنا.. وكذلك قدرنا أن تبقى الإختلافات بيننا حتى بعد أن تزول الخلافات بيننا.. والفرق كبير بين المعنيين. نحن لسنا في حاجة لمن يجلس في آخر عربة في القطار المنحرف ويسايره أينما سار، نحن في حاجة لمن يجلس في أول عربة ويحاول أن يوجه القطار ويقوم مساره.. نحن في حاجة لمن يزيل طربيزة العجب عن أعين هؤلاء حتى يرو حقيقتهم...