[email protected] بمناسبة العيد الوطنى الاماراتى دار بينى وبين ابنتى الصغيره نقاش صاخب حول مفهوم الوطن والوطنيه بداية القصه حينما طالبتنى ابنتى بان اشترى لها من المحلات التجاريه ملابس و وشاحات واعلام دولة الامارات لكى تحتفل مع زميلاتها فى المدرسه بالناشيونال دى , قلت لها يا ابنتى العزيزه ليس عندى اى مانع ان احضر لكى ما طلبتى , كلها ما تعمل 100 درهم وهذا المبلغ لا يمثل لى هاجس كبير , لكن المشكله ابنتى ان هذا العيد لا يخصك ؟ بالعربى كده العيد ده ما حقك ما ليكى ده للامارتين والاماراتيات بس , انتى سودانيه وانا ما زلت كذلك وهذا ليس عيدنا الوطنى , اوضحت لها ان لنا عيدان احداهما يأتى فى الصيف ( عيد الانقاذ ) والثانى الرئيسى يأتى فى الشتاء ( عيد الاستقلال ) وهذا الاخير انا لا تزكره الا بعد ما يصدح الراحل وردى بمعزوفته الشهيره عن الاستقلال , اختارى ما شئتى لتحتفلى به وسوف ارسل لاهلى فى السودان ليذودونى بالاعلام او سوف اتصل بالسفاره هنا لو عندهم اعلام فائضه , رفضت بشده ايضا هذا الاقتراح ومازالت مصره على موقفها بان تحتفل مع زميلاتها وزملائها بالعيد الوطنى الاماراتى , قلت لها الامر ليس مرتبط بالماديات وعرضت عليها باننى سوف اخذها هى واختها الصغيره الى كيدزانيا او الريف مول او الى اى مكان تحب خلال اجازه العيد الوطنى الاماراتى كمكافاءه او كتعويض لها عن الاحتفال باعياد الغير فرفضت هذا الاقتراح الاخير ايضاً استدركت فجاءه وقالت لى ابوى ما شفتك قبل كده بتحتفل بالعيد الوطنى السودانى ليه انت ما بتحب السودان ؟ ليه ما بتجيب الاعلام فى البيت انت وناس عمو خالد وتحتفلوا بالعيد الوطنى ؟ قلت ليه هوى - هوى يا بنت هاكى شيلى المائة درهم واشترى العايزاهو وما تعافرى ساكت وخلى الطبق مستور وما عشان انا زول ديمقراطى وبتناقش معاكى تقومى تزرزينى قدر ده بنات اخر زمن يالله قومى امشى فرتقى من قدامى شوفى ليكى قرايه اقريها , حاولت ان انهى هذاالحوار باى شكل تفاديا للاسئله المحرجه , لكنها واصلت فى طرح الاسئلة الغريبه , قالت لى انت السودان ما ساعدك فى تعليمك يا ابوى ؟ ما ساعدك فى العلاج ؟ البيت الفى السودان ما ادتك ليهو الحكومه ؟ قلت ليها كضباً كاضب انا اتعلمت واتعالجت باموالى واموال اهلى والبيت الفى سودان ورثته من والدى والسودان لوكان بعالجنا وبعلمنا وبسكنا البجبرنى انا و 5 مليون شخص على الهجره شنو ؟؟ ما تتكلمى ساكت يابنت ؟؟ قالت لى تعرف يا ابوى زميلتى الاماراتيه المعاى فى المدرسه الحكومه هى البتدفع ليهم رسوم المدرسه والدوله بتعالجهم فى المستشفيات مجانى ومرات كثيره بسفروهم على حساب الدوله يتعالجو فى الخارج فى المانيا وفى تايلند , والفيلا الطابقين ال 500 مترمربع الساكنين فيها اعطتهم ليها الحكومه والكهرباء والمويه مجانيه و اخوها الكبير عندما اتزوج قبل شهر الحكومه اعطته 75 الف درهم ( ما يعادل 130 مليون ج سودانى ) عباره عن فقط مصاريف الزواج واكيد حا يعطوه بيت وراتب ثابت لا يقل عن 10 الف ( 17 مليون ج سودانى ) وحالتو تعليمه متوسط وشقال موظف ساكت مندوب , واختها فى الجامعه بتاخذ راتب من الدوله قبل ما تتخرج معلمه , وتعرف كمان يا ابوى عشان عندما يأتى موسم الصيف البلد بتكون حاره جداً الدوله او الشيوخ بيدفعوا ليهم عشان يمشوا يصيفوا فى استراليا و ماليزيا و تركيا شفته يا ابوى ؟؟ قلت ليها دلع شديد والله !!! قلت ليها الكلام ده كلوا انا عارفو والشقلانه قسمه ونصيب والله يديهم كمان ما حاسدنهم , الناس ديل قابضين بمعنى انو الدوله صرفت عليهم عشان كده اتغرس حب الوطن فى نفوسهم عشان كده بكونوا فرحانين بى يومهم الوطنى كل السيارات والبيوت تزين بالعلم الاماراتى وبصور شيوخهم يسهرون حتى الصباح وهم بيحتفلوا بيومهم المجيد هذه اليوم الذى وحد بين سبع امارات ذلك اليوم الذى اعلن فيه عن ميلاد دولة الامارات العربيه المتحده من عامين قابلنى اخ سودانى زائر قادم من السعوديه ( رايح ) كان بيسألنى ان ادله واوصف ليه الطريق الى مركز دبى العالمى قلت ليه انت فى طريقى حا اوصلك معى اتعرفت عليه اكثر دكتور فى الاقتصاد محاضر فى جامعه الملك فيصل من ابناء دارفور قال لى وهو مندهش من التطور الذى وصلت اليه دبى قال لى تعرف يا ابنى السعوديه بكل عظمتها هذه محتاجه الى 50 عام من العمل المتواصل عشان تلحق الاماراتيين ديل , وقال لى نحن السودانيين محتاجين الى 50 عام من العمل المتواصل عشان نلحق السعوديين وضحك وقال يعنى السودان عايز 100 سنه من العمل المتواصل ( مع العلم ان يكون الامارتين فى حالة الثبات ) عشان نحصل الامارتيين , ما يعنى ان الامارات متقدمه علينا بمائة عام من التطور , اسطولهم الجوى عباره عن اكثر من 400 طائره ( الامارتيه , الاتحاد , العربيه , فلاى دبى ) ونحن من سبقناهم فى هذا المجال نمتلك طائرتين مستأجرتين , لك ان تنظر الى مترو دبى , مشروع نخلة دبى , اطول برج فى العالم مشاريع ضخمه تجعل مجرد المقارنه غير وارده نحن دولة تجاوزها الزمن لو لا وجود دوله اسمها الصومال لكنا نحن الاسواء فى كل المجالات وفى كل النواحى , دولة فاشله وبامتياز فى كل النواحى الخدميه والاجتماعيه والامنيه وحتى فى حقوق الانسان , نبارك لدولة الامارات عيدها الوطنى لانهم يستحقوا ان يحتفلوا بما انجزوا ديل الناس العملو فعلا وطن يشار اليه بالبنان اما الفاشلون فلا عزاء لهم ليحتفلوا فقط بما هدموه وما غنموه