ساخن .... بارد السلفية الجهادية ... انحسار اليسار وفشل الاسلاميين محمد وداعة [email protected] خلال الحقب المختلفة للاسلام عبر التاريخ ، سوى كان ذلك فى فترة ازدهار الدولة الاسلامية أو أنحطاطها فقد أعتمدت الحركات المتمردة ضد دولة الخلافة المركزية أطروحات مغايرة انطلاقآ من نفس المنبع ، ليشمل ذلك التاريخ الاسلامى وعلوم الحديث والفقه وتفسير القران ، ونتج عن ذلك بناء انماط تفكير تكفيرية تؤلب للخروج على الحاكم علنا او رفضه سرا وفى كل الاحوال ظلت هناك دعوات ومعارضات علنية و سرية للخليفة (الحاكم ) أنتظمت فى الحياة السياسية الاسلامية منذ حادثة السقيفة ، وما اعقب ذلك من احداث ومؤامرات قتل الخلفاء (رضى الله عنهم) عمر وعثمان وعلى ،هذه الحقبة المضطربة سياسيا والتى أنتهت بأقتتال فئتين من المسلمين بقيادة كبار رجالات الاسلام فى ذلك الوقت نتيجة لاختلافات سياسية بمنطق ذلك الزمان او بمنطق زماننا هذا كانت كافية لاشعال الحرب بين الفئتين وكانت الخيارات صعبة وقاسية ، أن تشترط أحدى الفئات أخذ الثأر من قتلة سيدنا عثمان ( رضى ) قبل ان تبايع ، وفئة تطلب البيعة قبل الثأر ، ( و ايهما كانت الفئة الباغية )، وهكذا قامت الدولة الاموية وعملت على توسيع رقعة الدولة وحققت نجاحات اقتصادية اعتمادا على عصبية بنى أمية و بطشهم ، و اخفاقات مهدت الطريق لافول نجمهم ، الى ان قامت الدولة العباسية على انقاض دولة الامويين وعلى نفس النسق اعتمدت على عصبية ال العباس ، وأنهارت فيما بعد لذات الاسباب ، بفعل التمردات والثورات فى الاقليم الاسلامى ، بما يشبه ( الثورة الشعبية المسلحة)، ووقع اقتتال ضخم استخدمت فيه كل انواع الاسلحة ، بما فيها المنحول و الموضوع من الاحاديث و الحكايات و الاساطير و التفاسير، حدث هذا بين اسلافنا المسلمين و ليس هناك من يشكك فى ورعهم و تمسكهم بدينهم ، و انما هى السياسة ، وتأتى حادثة الدندر الاخيرة ، ورغم شح المعلومات لتفتح الباب واسعا أمام أسئلة عديدة وفى مقدمتها السؤال من مول هؤلاء ؟60 من الشاب أو يزيدون ، يقودهم استاذ جامعى أعمارهم بين 19-25 ، يقيمون معسكرا للتدريب على الاسلحة ومنها كما نقلت المعلومات أسلحة ثقيلة ، وهم من الناحية الفنية والنفسية لديهم الجاهزية للقتال بدليل أشتباكهم مع القوات النظامية التى داهمت المعسكر فقتل قائدهم و 18 عشر وأسر منهم 12 وفر الاخرون للولاية المجاورة ، من أين ياتى المال و السلاح ؟ ليزهق ارواح بعض من شباب هذا البلد وبلاد اخرى بدعاوى نصرة المجاهدين فى مالى و الصومال ،يأتى الموضوع ليفتح الباب حول شرعية قتال هؤلاء او قتلهم وهل مايذهبون اليه يدخل فى باب الجهاد ؟، و هل هناك مشروعية اسلامية له ؟، ام هو عمل سياسى يتخذ من الدين غطاءآ له لتحقيق اهداف دنيوية ، فشل و أنقطاع التنوير فى ظل الانظمة الشمولية التى حكمت البلاد العربية والاسلامية ،و أنحسار المد اليسارى (الماركسى )من جهة وأنتكاسات مدوية للفكر (القومى ) التحررى من جهة اخرى ، وعلو الطموحات و تكاثف الطاقات الشبابية فى ظل سياسة العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات ، أحباط وخيبات أمل فى الانظمة الوطنية التى حكمت بلادنا ، البطالة ، تخلف التعليم والمناهج التعليمية والتى لا تساعد على اعمال العقل والفكر ، صممت لتخريج مجموعات شبه متعلمة من بيئة تعليمية متخلفة منهجيآ و متردية ثقافيآ و معرفيآ ، وانهيار الاوضاع الاقتصادية ، اغتناء الاغنياء و ازدياد معدلات الفقر و تداعى وأنهيار القيم العليا ،تراجع الدور التربوى للمدارس والمعلمين و انعدام لغة عصرية للتخاطب والحوار بين الاجيال ، المشاكل الاجتماعية و ضعف الدور الاشرافى و الرقابى للاسرة ،البحث عن نموذج لا يوجد الا فى بطون الكتب ،تصاعد اجواء الشحن الجهادى والحرب الدينية ، النماذج الفاسدة للاغنياء فى بلادنا و ارتباطهم بالطبقة الحاكمة او بالاسلاميين واتباعهم ، ياتى كل هذا ليشكل تربة صالحة لتوليد ونمو الافكار المتطرفة فى غياب الوسطية ، وسيادة انحطاط فكرى وتراجع الافكار المثالية و أباحة القتل وسفك الدماء ، لذلك تمددت الحركات الأسلامية المتطرفة ، ووجدت لها أرضية صالحة وسط الشباب المحبط لانها تقدم على ما يشفى غليلهم تجاه كل الفئات الاجتماعية و على الاخص الحكومات التى يرى فيها الشباب مصدر المصائب و الكوارث ، فهى تعلن الجهاد على الحكومات والمجتمعات التى تعيش فيها ، رافعة سقف العداء للغرب ( الصليبى ) باستهداف المصالح الامريكية خاصة والغربية عامة ، وقد تكون عابرة للقارات كما فى تنظيم القاعدة أو فى كل قطر على حدة ، تستغل فى ذلك العداء والظلم التاريخى الذى حاق المسلمين فى أفغانستان والعراق وفلسطين ، وان كان الربيع العربى قد ألمح الى أمكانية تغير الانظمة الشمولية سلميا (تونس- مصر ) برعاية دولية ، او بمساعدة التدخل الدولى الغربى المباشر ( ليبيا – اليمن ) ، فى وقت يستمر وضع سوريا فى انتظار هذا التدخل ، و فى كل هذه الدول وصل الاسلاميين الى سدة الحكم ، الا أن النتائج المتواضعة التى حققتها ثورات الربيع العربى بدت متواطئة مع الغرب والحكومات الاسلامية التقليدية العربية فى المنطقة ،ان أستمرار هذا الوضع على حاله سيزيد من نمو و تمدد الحركات المتطرفة والمتشددة و سيعصف ذلك بكل شيئ، و لهذا لا بد من مواجهة ذلك ليس بالتحقيق و المحاكمات فحسب و لكن باتباع الاساليب التى تجفف منابع التطرف ، و باعمال الحوار مع هؤلاء الشباب لردهم لجادة الصواب ،والتخطيط السليم للمناهج التعليمية وأتباع أسلوب للتربية الدينية و تقديم الاسلام بشكله الحضارى ومضمونه الاجتماعى وعدالته وشفافيته تجاه الحقوق والحريات ، ربط العلاقة بالغرب بازالة الظلامات وفقا للقانون الدولى وأستخدام الاساليب السلمية والضغوط الاقتصادية وسيلة لتحقيق علاقات متكافئة، الحد من الدعاية ضد الغرب أجمالا دون تمييز ، والاستعانة بالمسلمين الذين يعيشون فى الغرب كمواطنين يتمتعون بكافة حقوق المواطنة ويمارسون شعائرهم بحرية لاتداينها الحريات فى بلادنا، معالجة مشاكل البطالة للشباب والعمل على وضع أستراتيجية لخلق فرص عمل وابتداع أساليب لمشاركة الشباب فى الانشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية.، النظرة الاستراتيجية الى موضوع الممارسة الديمقراطية والحريات والحقوق باعتباره أحد المعايير لرضى المحكومين وعدم دفعهم للتطرف والبحث فى الدين عن محفزات وروافع للاعتقاد فى التطرف وأنتهاج القتل والعمليات الانتحارية والاستشهادية كوسيلة لتحقيق الاهداف ،