[email protected] لا ادري والله كيف اتكلم ؟ ومتي كان لسان قلمي يفصح عن مكنون صدري وما لا جله اتوجع وأتألم ؟ والله بالقلوب حسرات لو وزعت علي مدينه تغص بمئات الغافلين لضاقوا من اجلها ذرعا ؟ بل ولدجوا من هول كرها لا طوعا بل ان بالأنفاس حرارات لو زفرت في وجوه اهل العقوق لا حرقتها وان بالكبد مرارات لو سالت قطره منها في سلسبيل روافد اهل الغفلة والقطيعة لعكرت عليهم انهارهم ولما استساغوا من مائها شربه متي كان السليم المعافي يستشعر اوجاع السقيم المريض وقديما قالو(ا من ذاق عرف) ونحن قد ذقنا من كثوس الاحزان حتي ارتوينا وها نحن اولاء : نسجل بأقلامنا ونسطر بأيدنا الامنا اعلاما من بان الخطب عظيم والشأن خطير والمصاب كبير ولكن اكثر الناس لا يعلمون مسكين والله هذا المواطن تراه اذا اخذه الغضب تغير وجهه واحمرت عينه وانتفخت اوداجه وعلا صوته فتره يرعد ويبرق ويبصر ويغمق ويزبد ويرغي ثم يظل يعظ وينزر ويتوعد ولا يغدر كانه بركان يثور ونار من اعماق تفور وتتطاير من فوهته قصائف حارقه وقذائف محرقه قاتله ولسان حال هذا الغاضب يقول انا المهيب ابن المهيب انا الذي ابدي واعيد وانا الفعال لما اريد متي تكلمت خرست الألسنة ومتي نطقت سكت الجميع فانا المطاع ابن المطاع وكل ما عند الناس لي متاع هكذا حال كثير من الناس اذا اشتدت بهم ثورات الغضب ولجت بهم في مهاوي التعصب وياء ليتك تري احدهم حينما يصاب بأفه او مرض يجعله طريح الفراش ساكن الجوارح يكاد يتنفس من ثقب لبره يعرق كل دقيقه ويظل يصرخ من ويلات الامه ويتألم من شديد سقامه ولو انه استطاع الكلام لقال من فوره بصوت متقطع حزين اغيثوني اغيثوني اه اه اه اين الطبيب لماذا تأخر ادع الله لي ان يشفيني سأموت سأموت اللهم اشفني اللهم اشفني ويظل يقول يا الله مع انه لم يكن يذكر رب وهو شديد فاين الغطرسة والعجرفة واين صوتك وقوتك واين صلبتك وجعجعتك واين انذراك واعذارك واين وعدك ووعيدك واين غير ذلك من تبجحك ايها الجبار المسكين وهل انت في فرش مرضك تستطيع القيام بما كنت تقوم به وانت صحيح ما بك خدشه بل نراك تأكل بصعوبة وتشرب علي مضض واو شئت ما أكلت ولا شربت بل تري المرض قد زلزل بنيانك وهدم اركانك واكل من نضره وجهك وشرب من ماء محياك وانت مستسلم له لاحول بك ولا قوه بل لو فرضنا ان طفلا صغيرا هجم عليك يريد قتلك لما استطعت ان تدار عن نفسك سكرات الموت فلماذا الاستعلاء علي الناس وقطع ارزاق الناس واكل اموال الناس بالباطل وسرقه اموال الشعب والعالمين ولماذا التنكب عن اوامر رب العالمين ولماذا تلك الغفلة عن نسيان خالقك الا في مواطن المصائب والكوارث والنوائب وحلول النكبات وصدق رب الارباب اذ يقول (ان الأنس خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا ) فبالله ما اعظم هذه الآيات وقعا وتصويرا لحال اكثر الناس في كل زمان ومكان اخيرا قديما قال بعض الحكماء (لو انطق الله اليوم لقال يا ابن ادم انما انا ساعات قليله عابره فاغتنمني فاني لا أعود ) يتابع