[email protected] تطل علينا اليوم شمس عامٍ جديد تحمل اشعتها غبار كثيف يعبر عن حالة من الغموض تكتنف مصير الوطن ومستقبلة القريب , غموض افرزته حالة التردي المستمر في الاوضاع, وعدم التزان في نواحي الحياة العامة اصبح من الصعب معها التنبؤ بما تحمله اليام المقبلة في ظل غياب المؤشرات والمعاير الدقيقة لمعرفة مايجب فعله من اجل اخراج الوطن إلى بر الامان واللحاق بالركب بعد ان اصبح خلف كل امم الارض يتصدر قائمة الدول الفاشلة والاكثر فسادا ُ والطاردة وغيرها من التصانيف المخزية التي اصبحت شامة في جبين الوطن ودمغت صورتهُ بالسواد الداكن فخرج مسحن الجراح يجر ازيال الخيبة من عام هو الاطول في عمر الوطن عام مضى ببطءٍ كليلة شتاء قارس شديد الظلام فقدت فيه البلاد ملامحها واصبحت مهددة في وجودها وضاق الحال باهلهاالابرار الصابرين الذين يقاومون الموت في شجاعة نادرة في بلادٍ حتى الموت فيها اكثر قسوة كيف لا وجسامين موتاها تلقى في في المستنقعات في انتهاك بشع لكل الشرائع والقوانين والاعراف وحقوق الانسان حتى الحق في الموت الكريم ناهيك عن الحياة الكريمة التي اصبحت حلماً بعيد المنال فصار الناس يبحثون عنها خارج حدود البلاد فارين بانفسهم من استعمار ابناء جلدتهم في وقتٍ تحتفل فيه البلاد بزكرى جديدة لاستقلالها مع حلول العام الجديد وقد فقد الاستقلال معانيه وانهارت اركانه وافرغ من محتواه واصبح بلا مضمون في زكراه المجيدة مسلوب ناقص كالوطن الذي ارتبط به سوى من صوت الرائع "محمد وردي" الذي رحل فرحل معه المعنى الجميل . " ورحل صوت المغني حزين.. ورطن صوت العنج هراج" وكل الاخيار الذين رحلو فغاب معهم الصوت الشجي وحل محله صوت الرصاص الذي لم يصوب سوى على صدور ابناء الوطن . عام مضى زاقت فيه الامة شتى صنوف الاسى وشظف العيش وحل عام جديد وسفينة الحياة لم تغادر محطتها الاولى فعبر الوطن المنكوب إلى العام الجديد بمن بقي من اهله في اثواب الحداد. مصطفى كرار [email protected]