د . محمد علي خيرالله [email protected] من المعروف أنه بعد قيام إنقلاب الجبهة الإسلامية القومية في الثلاثين من يونيو 1989م بدأ النظام في تقليص القوات المسلحة والخدمة المدنية ونقابات العاملين فبدأ بالصالح العام في القوات المسلحة والشرطة والخارجية وتشريد العمال وحل السكة حديد ومشروع الجزيرة وبدأ بتعيين مئات الضباط من كوادره من المحاسبين والمعلمين وصار المعلم عقيد في الجيش والمحاسب لواء في الجيش والشرطة ثم بدأ في تشريد موظفي الخارجية وتعيين عشرات أتباعه في الهيئات الدبلوماسية وبعد أن تم تقليص الجيش بدأ يضخم في جهاز الأمن والستخبارات ليس لدعم قوة البلاد بل لتأمين النظام ثم بدأ في السيطرة على القضاء بتخريج مئات المحامين التابعين لهم وعزل كثير من القضاة الوطنيين ثم بدأ في خلق أجيال ومئات من الصحفيين وبدأ في السيطرة على الإعلام والمطبوعات وإزالة كل الصحف القديمة وإستبدالها ثم قلل من المنظمات المدنية والشعبية وقام بمحاربة القطاع الخاص الوطني وإستبداله بالقطاع الحزبي التابع له وبدأ في منح القروض الحسنة بالملايين ولذلك أصبح النظام يعتمد على ثلاث أعمدة وهي الأمن والاستخبارات والتي فاقت ميزانياتها القوات المسلحة والصحفيين والذين أصبحوا بالآلاف وتم صرف المليارات على الصحف والإعلام والقنوات الفضائية والعمود الثالث هو الخدمة المدنية الفاسدة والتي تقوم بزراعة الفساد ونشره وتقليص فرص الوعي الجماهيري وإبعاد الفلاحين والعمال والرعاة وباقي الشعب من سكان الأقاليم البعيدة والمناطق المهملة والذي لا تعرف الدولة من هم ولذلك فإن محاربة النظام لن تتأتى إلا بالوقوف مع عودة النقابات المهنية وتطهير الخدمة المدنية وبعث الشباب والإرادة الحرة وسط السكان في الأقاليم وإعادة السلطة للجماهير وإعلان الفجر الجديد قد يكون بعض الضوء ولكنه غير كافي ولذلك الإعتماد على المؤتمر الدستوري القومي هو الأهم وهو الذي سيضع النقاط فوق الحروف ولا بد أن يكون موضوع الوحدة القومية والدين والدستور أن تكون من الأشياء والتي ستوضع أمام المؤتمر الدستوري وليس أن تحدد من الآن وهي محل خلاف المعارضة والمهم أن تكون اهداف الفجر الجديد هي أهداف عامة تؤجل إلى بعد الخلاص من هذا النظام ولاذلك النظام يستغل الخلافات وسط المعارضة لإفشال هذا الإعلان والموضع الهام من الإعلان هو توافق الجميع على توحيد البلاد بعد الخلاص من النظام وأن السودان سيكون دولة واحدة لا غير .