الحبش والأفارقة ، فى جاه الملوك نلوك شاذلي الزين* [email protected] سُمعتنا التي بنيناها فى دول العالم لم تأتي محض صدفة ، أو عبر الفهلوة ،بل عبر قيم وأخلاق أنبياء رسخها آباؤنا وأجدادنا الاوائل الذين جابوا فى أرض الله الواسعة بحثا عن الرزق والتعليم ،فأصبح السوداني هو( الزول ) (الأمين) (القلبوا حار ) (الذكي ) المتميز على أقرانه العرب والأفارقة . بعض الأفارقة من جيراننا أرادوا أن يختصروا هذا التاريخ الطويل والشاق من تكوين السمعة والسيرة الحسنة فأصبح طريقهم السهل لذلك هو انتحال هويتنا السودانية . وساعدهم على ذلك التشابه فى السحنات ، بجانب أن بعض الأجانب لايميزون بين سود البشرة فأصبح تبعا لذلك كل أسود يرتدي جلباب فهو سوداني. واصبح من المعتاد أن ترى أثيوبي او صومالي يرتدي جلباب و(خاتي سفة) . وحدث يوم أن توقفت بسيارتي لأحمل سوداني وجدته فى الطريق جذبتني إليه العمامة الكبيرة فإذا بي أتفاجأ بكونه أريتري الجنسية ولم يزور السودان فى حياته. وفي مكان عملى السابق وجدت أثنين من الجنسية الأريترية عرفوا فى الشركة كسودانيون ، وعندما حاصرتهم بالأسئلة (الغتيتة) وبعد إنكار أعترفوا بأنهم ترعرعوا في السودان ودخلوا معي بعد ذلك فى حوار تاريخي بأن الحبشة والسودان ارض واحدة. ولنوبة مصر نصيب فى( السلبطة) في هويتنا فكثيرا ما يقابلك أعلان " نوبي يبحث عن عمل" فبحثت عن دولة النوبة في عبر العم قوقل ،فما وجدت. وأما الصومالي فسيقنعك بأن هنالك قبيلة في السودان تدعى الصومالاب. والادهى والأمر أن البعض منهم يحمل الجنسية السودانية ؟ من اين يستخرجوها ،ومن يساعدهم ، . أما عن النساء فحدث وحرج. كم جميل أن تكون أخلاقنا وسمعتنا مدعاة للتشبه بنا ولكن هذا الفخر يشوبه بعض الخوف من أن يسيئ البعض الينا بتصرفاته. لم يتبقى لنا كسودانيين الا هذه السمعة التي بدأت فعليا فى التدهور فنرجوا من أبناء جلدتنا ومن ينتحلون هويتنا مراعاة وأحترام هذا الأرث الجميل. ------------- * إعلامي _الدوحة