ساخن ..... بارد محمد وداعة [email protected] فى ذكرى بدر الدين مدثر .... الشعب اقوى و الردة مستحيلة كان هو من اطلق هذا الشعار بعد الانتفاضة ((الشعب اقوى والردة مستحيلة )) ، و هو الشعار الذى قام عليه ميثاق الدفاع عن الديمقراطية فيما بعد ، رحل بدر الدين فى 25 يناير 2005 م ، و ظل الشعار مثلما ظلت كل الاسهامات الكبيرة له باقية و نابضة بالحياة و المعانى ، بدر الدين طالب فى السنة الاولى يدرس القانون كون مع رفاقه شوقى ملاسى و سعيد حمور و الطاهر عوض الله و محمد سليمان الخليفة و د. حسن عبد الهادى و آخرين الخلايا الاولى لحزب البعث و الذى كان يعبر عنه طلابيآ بالطليعة التقدمية العربية و منظمة الاشتراكيين العرب، حيث كونت فى نفس الفترة اولى الخلايا الحزبية بجامعة الخرطوم من سعيد حمورو محمد بشير و اسحق شداد و الصادة الشامى و محمد على جادين ، لعب دورآ مع رفاقه شوقى ملاسى و سعيد حمور من خلال الدور المحورى الذى لعبته نقابة المحامين ابان ثورة اكتوبر، يروى الاستاذ شوقى ملاسى فى مذكراته ( اوراق سودانية ) الصادرة سنة 2004 م عن دارعزة للطباعة و النشر ان بدرالدين كان صديقآ مقربآ لعبد الخالق محجوب وانهما كانا لا يفترقا الا قليلآ ، و قال شوقى فى المذكرات عن تلك العلاقة ( كان عبد الخالق يقول انه يحس ان بدر الدين و شوقى و بعثيين آخرين اقرب الى قلبه من بعض الشيوعين ) ، حتى انقلاب يوليو 1971 م لم يكن لأحد ان يلحظ هذه الفروق التى نراها اليوم بين قصائل اليسار ، قلائل من البعثيين و الشيوعين يدركون حقائق الطائرة التى احترقت فى اجواء السعودية يوم وكان على متنها الشهيد محمد سليمان ، و البعض اضافة للاستاذ شوقى ملاسى ومنهم الاستاذ حسن الجزولى فى كتابه (عنف البادية) يذهب الى ان تلك الطائرة اقلعت من بغداد يوم 22 يوليو بطلب من عبد الخالق محجوب ، لكن المؤكد انها لوقدر ووصلت مطار الخرطوم لكانت الاوضاع غير تلك التى تلت يوم 22 يوليو ، لعب بد رالدين دورآ كبيرآ فى قيادة نضال حزب البعث ضد حكم نميرى ، ونجح فى اقامة اول تحالف بين قوى يسارية و قوى حزب الوسط ممثلة فى الحزب الاتحادى الديمقراطى بقيادة الشهيد الشريف الهندى ، فتح ذلك الطريق لقيام تجمع الشعب السودانى و الذى ضم بالاضافة للحزب الاتحادى و البعث احزاب اخرى منها حزب الامة ( السيد ولى الدين الهادى المهدى ) و حزب سانو بقيادة صمويل ارو كأول تحالف يضم قوى شمالية وجنوبية ، الى ان توجت تلك النضالات بانتفاضة ابريل المجيدة ، منذ بداية التسعينات اطلع بمهام تفوق حدود دوره كعضو قيادة قومية و انشغل بقضايا قومية ومن بينها وضع العراق ، ازداد عطاءه و تضاعف ارهاقه و اجهاده فلازمه المرض ، استغل البعض فى قيادة الحزب اجواء انشغاله ووجدوا طريقهم للتأثير فى سلامة الاجراءات و القرارات القيادية التى تعنى بالحياة الداخلية للحزب ، مما ادى لظهور خلافات داخل القيادة القطرية ادت فى نهاية المطاف الى تكتلات راسية و افقية اثرت على وحدة الحزب التنظيمية و السياسية و انقسم الى حزبين فى نهاية 1997 م ، بعد فشل رسالتى الحل المؤقت و الشامل فى الابقاء علي الحزب موحدآ ، فى ذكرى رحيله على البعثيين بمختلف تياراتهم ان يكونوا اوفياء لذكراه بتكريمه و تأبينه و تعديد مآثره و كتابة سيرته الذاتية وجمع و طبع مساهماته الفكرية و السياسية ، و ابراز دوره و نضاله على كل الاصعدة حزبيآ ووطنيآ و قوميآ ، و عليهم فى هذه المناسبة تناسى خلافاتهم و العمل على توحيد الحزب على اسس جديدة تستوعب المتغيرات على الصعيدين الوطنى و القومى ، و تعمل على اعادة الحزب الى دائرة الفعل السياسسى و تمكينه من اداء رسالته و القيام بدوره الوطنى ورفع وتيرة مساهماته فى الحياة السياسية السودانية فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد ، الرحمة و المغفرة للاستاذ بدر الدين مدثر فى ذكرى رحيله ، ولاسرته ورفاقه و اصدقائهم حسن العزاء ،