كلما ظننت أننا وصلنا القاع في السوء ...صعقتني أخبار أخري أننا لانزال في بداية السقوط الحر إلي أسفل سافلين المذكورة في القرآن في سورة التين والزيتون...ويراودني يقين أنها تعنينا وتصف ما نحن عليه وفيه من فوضي عارمة كأنها يوم الحشر... خلق الانسان السوداني في أحسن تقويم وهاهو اليوم يتردي ... نقلت بعض المواقع الالكترونية أخبارا رديئة ومحزنة للغاية مفادها أن تجارة نشطة للغاية في شرق السودان قوامها الاف الأشخاص المفقودين والمختطفين تنتزع أعضاؤهم الحية وتباع في الأسواق...تعاونهم جهات عدة في داخل وخارج البلاد...حيث تقوم عمليات الخطف والاختفاء القسري عبر الحدود والصحاري إلي دول مجاورة....ولا يعرف مصير هؤلاء الضحايا..وكم عددهم ومن هم وما هي هوياتهم.. جاءت التصريحات والمعلومات المبتورة من مبروك سليم وزير الدولة بوزارة الطرق والجسور...وهذا في حد ذاته مدهش ومحير...فما هي علاقة الطرق والجسور بقضية كهذه إلا لو كان هنالك تقصير في توصيل وتسهيل توصيل الضحايا الي المجرمين فعثروا في الطريق فلام السيد الوزير نفسه لم لم يعبد لهم الطريق... تحدث الوزير وجمع فأوعي أهله الرشايدة وقال إنهم في الأسود الحرة سيحررون الشرق من هذه التجارة الملعونة المأفونة وأنهم,لن يتهاونوا في ذلك حتى لو كان المجرمون من قبيلته وهي قبيلة الرشايدة التي جمعها لهذا الغرض..... من جملة السياق وضح لي الاتي ومنه ما هو معلوم من مسؤولينا بالضرورة .... 1- لا قيمة للانسان علي الاطلاق في بلدنا الكليم 2- غياب كامل للسلطات المسؤولة أم تواطؤ ...لا استطيع التمييز فقد اختلط كل شئ بكل شئ وما عدت أثق في شئ. 3- المليشيات المسلحة هي التي تحكم الأطراف ..والعاصمة مليشيتها من نوع آخر... 4- الجماهير وضميرها ومنظمات المجتمع المدني والمستنيرين قد أصابتهم جميعا بلادة حس متناهية وهم يمرون علي هكذا أخبار مرور الكرام وفي مواقف أخري يتباكون علي غزة ويتبرعون بإسعافهم الوحيد... 5- لم نر ولم نسمع مصدرا حكوميا واحدا ذا صلة خرج علي الملأ ليقول شيئا ولو كذبا وتلفيقا كما هي العادة وكأن الأمر لايعنيهم من قريب ولا بعيد...فالارقام كبيرة للغاية ومخيفة. كانت تجارة الأعضاء البشرية تتم بشكل معزول وفردي حينما تجبر الظروف الاقتصادية أحدا ما علي بيع كليته مثلا لينال بعض المال..يسد به حاجة من حوائج الدنيا...أما الذي نراه هو تطور كمي ونوعي نحو الجحيم...اختطاف....سرقة كل الاعضاء ثم قتل ثم رمي في المخلفات ...ولا يعرف في أي نفاية.. في الصين البلد الذي يحتلنا الان...بئس الاحتلال طبعا...الوضع افضل من هذا بكثير..فعندهم تباع أعضاء المساجين المحكوم عليهم بالاعدام....بعد تنفيذ حكم الاعدام عليهم تباع أعضاؤهم للمتبضعين...أما نحن فتؤخذ الأعضاء عنوة وقهرا واغتصابا.... لا تندهش عزيزي القارئ لو قادتك الظروف الي مركز عالمي ووجدت أعضاءا بشرية معروضة ومكتوب عليها صنع في السودان....علي الأقل لدينا الآن شيئا نصدره... د. الريح دفع الله عبد الرحيم [email protected]