مركز (كارتر) هو منظمة غير حكومية، تأسست في العام (1982) من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) وزوجته (روزالين سميث كارتر)، ويديره مجلس أمناء يتألف من العديد من رجال الأعمال البارزين، والمربين، ومسؤولين حكوميين سابقين، وشخصيات بارزة، ومحبي الخير، ويقوم المركز بالمساعدة على تحسين نوعية الحياة للناس في أكثر من 70 بلداً. في العام 2002 حصل الرئيس (جيمي كارتر) على (جائزة نوبل) للسلام لعمله على إيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، ولتعزيز (الديمقراطية) و(حقوق الإنسان)، وإلى تعزيز التنمية الاقتصادية، والاجتماعية من خلال مركز كارتر.. إذاً الهدف السامي الذي يعمل من أجله المركز هو السلام والديمقراطية إلا أن هذا الهدف نراه يسير ببطء أو يكاد أن يكون هذا الهدف معدوماً في تجربة مركز كارتر في السودان، والشاهد على ذلك أن المركز توهج بريقه في مراقبة الانتخابات والاستفتاء، ثم خمدت جذوة ناره التي كان مأمول فيها أن تضيء بالرؤى والأفكار بعض الطرقات المظلمة في خارطة الوضع الراهن المحتقن بالأزمات، إلا أن مركز كارتر ظلّ ساكناً في موقعه بالمنشية. الشأن السوداني غارقُ في التدويل، ومن الصعوبة بمكان أن نقول الشأن الداخلي لأية دولة في العالم الثالث محصناً من التدخلات الدولية وتقاطعات مصالحها وهذا ما يدفع صاحبة (الزواية) إلى أن تتساءل عن قيمة وجود مركز كارتر في السودان مادام عاجزاً عن قيادة مبادرة تدفع في اتجاه السلام والديمقراطية بالرغم من أنه نجح في خلق علاقات جيدة مع كافة الفرقاء السودانيين في الحكومة والمعارضة، هل المركز لا يريد أن يلعب دوراً محورياً في تجسير الهوة بين السودانيين، وإذابة الجليد الجاثم على صدر الجسم السوداني؟، ولماذا تدثر بالصمت في ظل وضع يضج بالأزمات ومختنق بالتناحر؟، وهل مركز بهذا القدر من الإمكانيات عاجز عن تقديم ما يعين السودانيين في تقريب وجهات النظر؟، وهل استطاعت الحكومة اختطاف المركز لصالح أجندتها؟، أم طوقته بشروط وضعته قيد المراقبة لا الفعل؟، أم أنه وقع في حبال الحياء بسبب تقريره الذي غضّ الطرف عن الممارسات الفاسدة في اتخابات 2010 من أجل خطوات أسرع للاستفتاء أفقده الثقة في نفسه، وصار عاجزاً عن التحليق بآرائه في فضاءات الطيف السوداني؟، علماً بأن اتفاقية السلام الشامل كانت كل أدوات ما قبل وأثناء طبخها في أيدي لاعبين أساسيين استقوا الأفكار من مؤسسات دولية ذات تجارب في مجال صناعة السلام وإدارة الصراع، وعليه لا بد أن نرسل التساؤلات إلى مركز كارتر ولا خير فينا إن لم نقُلها (قاعدين ليه لو ما عندكم حاجة.. ما تقوموا تروحوا)؟!!!!! الجريدة بلا انحناء فاطمة غزالي [email protected]