القرار الذي أصدرة معتمد الخرطوم بإغلاق جميع أندية المشاهدة فى تقديرنا هو قرار غير صائب ، وسبق أن تحدثنا في هذا الجانب وكتبت مقال بعنوان ( ألجنبة ) وتحدثنا تحديدأ عن شارع 41 العمارات وقلنا أن ولاية الخرطوم منعت تناول الشيشة وأغلقت كل القهاوي التي كانت متنفس لشبابنا بغض النظر عن الأضرار الصحية فالمسألة هنا تجعلنا نخوض في مسألة إغلاق المصانع المنتجة للسجائر لكون السجائر أيضاً له أضرار خطيرة بصحة الإنسان تماماً كالشيشة وإذا أرادت الدولة منع السجائر عليها بإغلاق المصانع المنتجة له وللمعسل أيضاً ، ولكن أن يتم إغلاق القهاوي علناً مع إستمرارها في الخفاء أو إعطاء تصاديق للبعض ومنعها من البعض هو الأمر الذي نرفضه ، وما تم من إغلاق لتلك القهاوي وقطع أرزاق الناس بهذه الطريقة الغير منظمة هو الأمر الذي نرفضه .. فالخرطوم اليوم ليست خرطوم الأمس فهي اليوم تشهد كثافة سكانية كبيرة تحتاج لأماكن للترفية وقضاء أوقات الفراغ التي أصبحت اليوم متوفرة بكثرة نسبة لتفشي العطالة بين الشباب ، وإذا تم إغلاق القهاوي واندية المشاهدة هذا سيقود الشباب لطرق أبواب الخفاء والتي ستقودهم بالضرورة لتعاطي االمخدرات الأكثر خطورة من السجائر والشيشة ، فعلى ولاية الخرطوم تقنين هذا العمل وفتح الباب لهذه الأندية على أن تكون بضوابط وشروط محددة ، مع وضعنا في الإعتبار أن معظم العاملين في هذه الأماكن هي عمالة وافدة من خارج البلاد وبطريقة غير مشروعة مما يساعد علي نقل الأمراض والأوبئة للداخل بسهولة .. مايجب أن تقوم به ولاية الخرطوم لتنظيم هذا العمل ، هو أن تقوم برقابة لصيقة و متابعة دورية لنظافة هذه الأماكن وإستخراج كروت صحية للعاملين بها ، لحماية المواطن ، والسلطات في تقديرنا لا تستطيع أن تتحكم في هذه الأماكن نسبة لسهولة فتحها في الأزقة والمنازل الطرفية وهذا يساعد علي تفشي ظواهر سالبة وغير صحية ، ويساعد علي ظهور طرق ملتوية لحماية أنفسهم من ( الكشات ) وملاحقة السلطات لهم وهنا نقصد أصحاب الأندية والقهاوي .. وبالضرورة هذه ليست دعوة لتناول الشيشة بقدر ماهي دعوة لتنظيم هذا المجال ليكون تحت رقابة وسيطرة السلطات وفي نفس الوقت هو ضبط لمسألة العمالة الوافدة بطرق غير شرعية لداخل البلاد دون فحص طبي أو تأشرة دخول ، مع وضعنا في الإعتبار أن هذه الأندية توفر للمواطن خدمة مشاهدة المباريات المشفرة ومشاهدة الكرة العالمية نسبة لعدم قدرة الجميع الإشتراك في هذه القنوات الرياضية .. وسبق أن قلنا أن شبابنا مظلوم لعدم وجود سينما ولعدم وجود أماكن للترفيه وقضاء بعض الأوقات خارج الأجواء الروتينية وهذا هو السبب الرئيسي لتفشي المخدرات وقضاء الأوقات في أماكن غير مستحبة للأسر ، وهذا بمثابة نداء للسلطات ، ليقوموا بحملة تنظيمية ومرتبة لفتح أماكن وأندية ثقافية ورياضية مجهزة لإستيعاب الشباب حتي يبرزوا المواهب المدفونة ، والتي هي – المواهب الشبابية – اليوم تحت رحمة المخدرات والسلوك الإنصرافي .. ولكم ودي .. الجريدة [email protected]