كلما تظهر ظاهرة او حتى تفترض تتجه اصابع الاتهام الى الطلاب واحياناً الطالبات، فقبل شهور كتبنا معلقين عن ظاهرة تعاطي المخدرات وسط الطالبات حين قالوا ان الظاهرة تنتشر وسط الطالبات الجامعيات وقلنا الحديث عن المخدرات يكون خطيراً جداً حين يصدر من جهة تعد من اهل الاختصاص وحين تدعم حديثها بالأرقام والنسب المئوية... الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قالت ان نسبة المتعاطين للمخدرات ارتفعت بنسبة (344%) والخطر في الموضوع ان معظم هذه النسبة من الطلاب والطالبات وهذه النسبة من واقع البلاغات المدونة! أي ان النسبة اعلى من ذلك لان هناك نسبة تختفي خلف العدد الذي لم يدون. وقلنا ان السؤال المهم لماذا تنتشر المخدرات وسط الطلاب والطالبات؟ يجب البحث عن الاسباب لأنه اذا عرف السبب بطل العجب... وإذا عرف السبب تسهل المكافحة بإزالته... ما هي الدوافع التي تجعل الطلاب والطالبات يتعاطون المخدرات؟ هل هي التربية؟ ام ضعف الوازع الديني؟ ام الظروف الاقتصادية؟ ام اسباب اخرى يمكن ان تعقد ورش العمل والمؤتمرات من اهل الاختصاص والخبرة لمعرفتها... وقبلها تعرضنا الى اتهام، وكلمة اتهام هذه للتخفيف لان الموضوع صدر من جهات مسؤولة، وكان الاتهام يتحدث عن تفشي ظاهرة قبيحة وخطيرة وتعتبر من الكبائر وسط الطالبات ونترك معرفتها لفطنة القارئ... واليوم نطالع تقريراً للزميلة مهاد محمد خير يقول تعتبر ظاهرة لعب القمار أو مايسمى ب(الخريت») من الظواهر الدخيلة على الطلاب و المجتمع السوداني خاصة في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ويعد التبغ و التدخين من الأمور المدمرة التي اعتاد طلاب المدارس على تعاطيه بصورة مستمرة ملفتة للنظر وأمام المدارس الخاصة وبعض الأماكن التي تعتبر ملاذاً آمناً بالنسبة لهم في الأحياء و الدكاكين يجلسون في شكل مجموعات دون رقابة من إدارة المدارس الخاصة وهم بزيهم المدرسي يجمعون الأموال لمشاركة اللعب بالأحياء دون ردع من أسرهم ولا من المجتمع من حولهم، وذلك لأنها أصبحت ظاهرة يصعب علاجها.. وهذا ينعكس سلباً على سلوكيات الطلاب بالمدارس. ونطالع: أكد البرنامج القومي لمكافحة الإيدز أن آخر المسوحات كشفت عن تسجيل (20) ألف حالة إصابة بالإيدز وسط فئات المجتمع المختلفة بالسودان، وارتفاع نسب الإصابة وسط طلاب الجامعات إلى (1%) مع وجود (3%) من الطلاب يتعاطون المخدرات في المجمعات السكنية! نحن نعترف بان الطلاب يمثلون شريحة مقدرة في المجتمع السوداني ولكن نرفض ان يكون الطلاب دائماً موضع الاتهام. ونطالب بدراسة وافية تكشف اين يكمن الخطأ فالطلبة والطالبات رجال الغد وامهات المستقبل فإذا اضعناهم فقد اضعنا السودان... وبينهم الابناء والبنات. ونتساءل هل كل السلبيات تظهر وسط الطلاب والطالبات وبنسب مخيفة وتختفي وسط فئات المجتمع الاخرى؟ ولماذا لم يحصن العلم والدراسة الطلاب والطالبات من الوقوع في الاخطاء؟ هل هناك خلل في مناهجنا ام تربيتنا؟ ام ماذا؟ ربما ان وجود هولاء في مكان واحد يسهل الوصول اليه ودراسته يجعل تناول مشاكله امراً سهلاً. والله من وراء القصد [email protected]