إنني لست بفيلسوف ولا شاعر ولا سياسي ولا اقتصادي ولكنني فقط مواطن عادي بسيط أحب الكتابة . ودار في خلدي هاجس كبير وهو أننا وألان وقد مضى على استقلالنا من الاستعمار أكثر من نصف قرن ونيف ولا نزال لم نغادر المربع الأول من الديمقراطية التي تتغني بها صباح مساء تعاقبت علينا الدكتاتورية والعسكرية والديمقراطيات بأنواعها المختلفة ولا نزال لم نجني ما حرث أجدادنا الأوائل ممن وهبوا أنفسهم وفقدوا كل غالي ونفيس من اجل أن يكون السودان دوله معناها الكبير والواسع فقد زرعوا في بداية الاستقلال التوافق والتلآئم والتآخي الحزبي والجهوي واذابدوا كافة الفوارق والتفوا في صف واحد أسموه السودان(( مليون ميل )) ليشمل كافة قطاعات الشعب بدون يمتز أو عنصرية ممقوته. ولكن على ما يبدوا أن البذور التي زرعوها في الأرض كانت فيها الخرب وأنبتت حنظلاً وعلقماً يخص في الحلوق وطرق يملئها الشوك من كل جانب ولم تنج ما هو متوقع مهنا ((الأمن القومي الأمان والاستقرار لشعب السودان)) فقد أفسدها ربما كثرة المياه وغزاة التربة عند دفنها أو تنوع الأمزجة ممن تلوها بعدهم ويتجلى ذلك في الخلافات المتجزرة والمتجددة والأسنة في الخلاف الفكري والأيدلوجي للأحزاب والتناحر والتذابح دون أدنى مراعاة للشعوب المغلوبة على أمرها في تلابيب سدة الحكم كل منهم يحلم بحكم متفرد وفي لحظة ينسى أنه أحد أبناء هذه البلاد الطيبة والتي يعرف فضلها صغيرنا قبل كبيرنا . ولكن هاهي الأيام تعصف بالسودان في مزبلة التاريخ بما فيه من أزمات ومنغصات وتشرذم وحروب أهليه في شرقه وغربة وأما جنوبنا الحبيب على أنفسنا فقد فارق دربنا وأتجه إلى وادي سحيق يعرفنه قادته على الرغم من الروابط والأهلية التي لا يمكن أن تنزع من قلوبنا ولكن .... ها هي الأيام أمامنا تتقلب . فهل من متدبر . ونحن هنا نقول هل نحن جنينا ما زرعه أجدادنا الذين افنوا شبابهم في سبيل الحصول على استقلال السودان وهل نحن على الدرب سائرون وبكل بساطه أنني وبالتأكيد أمثالي كثيرين إجابتهم لا وألف لأننا نتجه نحو نفق مظلم سحيق تتعمق فيه وتتجزر الخلافات لا يعلم مداه سوى خالقنا . وإذ نتضرع للمولى العلي القدير أن يرشدنا صوابنا ويكشف بصيرتنا حتى نعود إلي سودان موحد في ظل استقرار وامن وأمان ونصرة الأخوة بدون تميز أو تفريق أو حروب أو خلافه ن ونهيئ لأحفادنا الجو المفعم بالمحبة التآزر والتوازن السياسي والاقتصادي والأمني ونورثهم بلاد خاليه من الديكتاتورية الممنهجة . ليصبحوا ضمن ركب الأمم المعاصرة ويكو ن مثل إقرانهم من البلاد على المستويات الإقليمي أو الدولي . نأمل ذلك . نسوق هذا التفاؤل إلى السادة من بيدهم مقاليد الأمور كافة وبألوان طيفهم المختلفة ورجائنا بهم كبير أن يجد لديهم الرعاية . ويضعوا ذلكم في أذهانهم انتصارا لأخفاهم من بعدهم . لكي يترحموا عليهم بدلا من العكس. والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،،،،،، [email protected]