النقد ان لم يكن من اجل التعديل والتطوير والبناء ... لامعنى له .. ونتفق ان من يتولى السلطة كائن من كان ان لم ينظر بعين الحقيقة الى السلبيات الرهيبة التى لايمكن ان تغطيها ادعاءات الرتق والترقيع والسكوت عنها... لن نصل فى يوم من الايام الى واقع صحيح... بل يجب علينا الاعتراف صراحة، بان هنالك فجوات هائلة من اخفاقات شتى تحتاج الى معالجات جذرية، وحتى نتمكن من استيعاب حجم الاخفاق يجب ان نعير الطرف الاخر شىء من استماع واعى ،وانصات عقلانى ...فالواقع الناجح لا يصنعه... طرف ما متسلط.... بمعزل عن الاخر. ان السفارة تمثل لنا فى دول الاغتراب وطن مصغر، اى اننا نرى السودان من خلالها او يجب ان تكون كذلك ... او السفارة تمثل البيت الكبيرللاسرة السودانية...بدون تمييز لجهوية او قبلية ....ونتفق ان البيت الكبير الذى يمثل وجودنا ...عليه واجبات تمليها عليه الصفة المكتسبة فى تمثيله لوجودنا فى المهجر... وبالتاكيد لا تقتصر اعمال السفارة على تجديد الجوازات ، والاعمال الروتينية ...وجمع الاموال او على الشكليات والبرتكولات... والعلاقات الدبلماسية... فقط فماذا تعنى دبلماسية بدون فاعلية تخدم الانسان السودانى ...الذى من اجله قامت... اواصر العلاقات بينه وبين الدول الاخرى.... سؤال يلح دائما على الخاطر... لماذا الانسان السودانى دائما...فى ذيل اهتمامات... الحكومة ... لماذا... لست ادرى. سؤال هل هناك تقاعس فى ادارة سفارتنا فى الرياض تحديدا ؟؟ الاجابة بكل تاكيد نعم فنحن لا نرى سفارة داخل السفارة ، ولا نفهم هل للسفارة ادارة؟؟ ... نرى مبنى قديم متهالك منذ عشرات السنين... اشبه ما يكون بقفص الدجاج ...يعانى اهتراءا وظيفيا ...وسلبية موغلة فى الفشل... منذ عشرات السنين ومبنى السفارة الذى يليق بان يسمى ...مغارة على بابا والاربعين... نعم لم تفكر حكوماتنا فى استبدال هذا المبنى الذى شاخ وهرم كما هرمت معه الامال.... فى استبدال المفاهيم التى شاخت واصابها داء الزهايمر... بروح شبابية وثابة ...ومستقبل ينظر بعين الانطلاق... والتجديد لا الانغلاق المستمر.... وبمعنى اخر تخيل كم عدد المغتربين فى المملكة العربية السعودية قبل عشرين عام مثلا ...وكم بلغ عددهم اليوم ؟؟ ومازالت سفارتنا مستكينة... متقوقعة ...داخل قفص الدجاج... او مغارة على بابا... تخيل ان ادارة السفارة تدورحول محور ثابت منذ عشرات السنين من الفشل، ومازالت بكل اختصارغارقة فى السبهلالية ... والفوضى. نحن نفقد الارادة بسبب وهن الادارة ... والسفارة لا تنظر للمغتربين الا بعينها الواحدة... ولا ادرى هل عينها العوراء هذه مازالت ترى ....ام اصابها العمى ...وهى فى الاصل صماء بكماء منذ عشرات السنين ...واحيانا يحلو لها النوم والشخير... والاستكانة والتعلل... بالذرائع الواهية وتتعامل كان المغترب السودانى ...شخص منفى عن الوطن ، يجب ان يبقى فى ارشيف النسيان... بعيدا... جدا عن محور...اهتمامها ان البقاء فى درك الفشل، يمكن الخروج منه... اذا صدقت النوايا ...واعترفت الجهات المسؤولة بالسلبيات المتراكمة عبر السنوات... الا يمكن ان تتغير القوقعة الى انطلاق ايجابى...الايمكن ان نبنى مفهوم متطور عن كيفية ادارة سفاراتنا ،ودراسة القصور ....وعمل ملفات اجتماعية لكل مغترب ...ودراسة الاوضاع المختلفة ومحاولة حلحلة ...بعض المشاكل ...الايمكن ان ننظم هياكل وظيفية قادرة متمكنة ..طموحة تخدم المغترب... وتواكب روح التغير نحو الافضل ....ام ان الاستكانة اصبحت سمة غالبة علينا فى كل تفاصيل حياتنا ...الايمكن ان نستشرف قدوم غد جديد ...يحمل فى طياته ابتسامة تفاؤل وتباشير بصيص من امل وليد ؟؟ [email protected]