في شمال كردفان سمعنا ونحن صغار بظاهره اندلاع النيران المتكرره،كانت هذه النيران تقضي علي قري باكملها في لحظات ، المنازل في قري كردفان من الحطب والقصب لاتستطيع الصمود امام النار سوي لحظات ويعود بعدها الفقراء من السكان اكثر فقرا لايملكون سوي ايمانهم بضروره تواصل الحياه. مازالت هذه الظاهره الغريبه جدا تتكرر سنويا في فصل الصيف ولم يوجد لها تفسير،فاهل العلم المادي يردونها الي ارتفاع درجات الحراره ووجود اجسام زجاجيه تسلط الضوء علي القش ومن ثم تندلع النيران ،واوصي اهل هذا التفسير بعدم وضع الزجاجه الفارغه التي يضعها الاهالي كزينه اعلي منازلهم،واتبع سكان الريف الوصفه ولم تتوقف النيران.اصحاب تفاسير اخري يردونها الي شيطان يسمي (اب كليقه)وهي حزمه القصب،هذا الشيطان يشعل النيران ويمررها علي كل القري التي يريد ابادتها ومسحها من الوجود،الغريبه ان هذا التفسير علي فرادته هو الاكثر شيوعا حتي بين المتعلمين لعدم توفر تفسير علمي واستمرار الظاهره. عادت تلك الصور الي ذاكرتي وان اشاهد تصوير فيديو يوضح احتراق احدي داخليات البنات(البركس) في جامعه الخرطوم،وهذا هو الحريق الثالث منذ بدايه العام الاول عندما قامت مجموعه مدربه باقتحام داخليه الاولاد بالسنتر واضرمت فيها النيران وتبادلت الاطراف الاتهامات،الحكومه قالت ان هولاء طلاب المعارضه،طلاب المعارضه قالوا ان الامر واضح لايحتاج الي شرح الذين اضرموا النيران هم طلاب الحزب الحاكم من خارج الجامعه،ثم احترقت داخليات بكليه التربيه ويوم الاربعاء27 مارس احترقت داخليه البنات. هذه الحرائق المتتابعه في غياب الفاعل تجعلنا نقول لربما نقل (ابكليقه) نشاطه الي داخليات جامعه الخرطوم علي ان ابكليقه في حكاياتنا لاينشط الا وسط بيوت القصب والقش بينما داخليات جامعه الخرطوم من الحجر والاسمنت المسلح بالحديد في حريق داخليه البنات الروايه مختلفه اذ تقول الروايه الرسميه بحدوث التماس كهربائي ، بعض شهود العيان اكدوا انقطاع التيار الكهربائي اصلا لحظه اندلاع الحريق. صندوق دعم الطلاب يشكل لجان باستمرار دون الوصول للفاعل او نشر نتيجه تحقيقات اللجان السابقه واكثر مااخشاه اذا استمر الامر بهذه الوتيره ان يتم تعيين موظف بدوام كامل مهمته التحقيق في الحرائق المستمره التي تحدث في داخليات جامعه الخرطوم. عدم اهتمام الصندوق بدراسه الظاهره يذكرك باثرياء اسطنبول في القرون السابقه،ففي كتابه اسطنبول يروي اروهان باموق الحائز علي جائزه نوبل لتمثله روح مدينته الحزينه في حيثيات منحه الجائزه ،اذ قال بولع اثرياء اسطنبول بالحرائق لدرجه ان الاثرياء الذين يهبون لمشاهده الحرائق كانوا يرسلون لطلب عده القهوه(تمامه كيف) حال استمرار الحريق لفتره طويله من الزمان،ويبدو ان هذه محطه رجالات الصندوق القادمه مشاهده النار مثل اثرياء اسطنبول. بكامل الصدق داخليات جامعه الخرطوم اصبحت مكان غير امن وتندلع فيها النيران باستمرار تجعلنا نقول من المسؤول؟ ولماذا لايمثل امام لجنه تحقيق او محاسبه؟ ام ان المقصود هو جعل الداخليات غير امنه لشي في نفس الصندوق نسمعه همسا من الطلاب عن نقل الداخليات.لنسمع من الصندوق اولا ونعود بعدها. [email protected]