كل ذي عين يدرك غياب الرؤية الكلية لأهمية الرياضة في السودان...وزارة الشباب والرياضة بلا مهام..بلا إختصاصات..بلا ميزانية...بل أصبحت جزءاً من التسويات والترضيات السياسية...تسنم قيادتها "الدباب" و"المتوالي" والمتردي والنطيحة وما أكل السبع. الوضع أعلاه أفرز قادة جدد للخارطة الرياضية في البلاد على مستوى الإتحادات والأندية...قادة محمولين على أكتاف المال السائب والفكر الوضيع...بسبب أخطاء إدارية فضائحية فقدنا ثلاث نقاط على أرضنا ويتسول منتخبنا الدعم والرعاية...الهلال إستجلب إثنان من المحترفين لم يستطع الفريق الإفادة منهم بسبب "السيستم"...إدارة لا تعرف أبجديات التعامل مع الحاسوب دعك من فن الإدارة...القطب الآخرالمريخ...حاله يغني عن سؤاله بعد غياب الداعم الأوحد...وضع مزري يعيشه الفريق وملعبه ومحترف يتلاعب ويستهتر بكل شئ في السودان وله الحق في ذلك...إبن كفر البطيخ يرى أن رئيس نادي المريخ لم يكن يحلم بالسلام على يده...مسح بنظامنا التعليمي التراب وأهاله أخيراً على الجنسية السودانية "الهاملة". فنياً...تتعاقد اندية "الغمة" مع اجانب وعرب بآلاف الدولارات والمحصلة مزيد من الخسائر والتوجع والتراجع...من قبل إستجلب أحدها مديراً فنياً لم يكن سوى سائق قطار في بلاده البعيدة...حالياً يوجد نوذجان يتباينان ما بين العناد والضعف لا سواهما...غارزيتو أحال الهلال إلى مستعمرة فرانكفونية...ستة من اللاعبين وجهاز فني بكامله ينطقون الفرنسية...والنتيجة الخروج من الدور الأول افريقياً...الكوكي..إسم مغمور وجد نفسه فجأة مديراً للمريخ...من قبل ألمح صلاح إدريس إلى تدخلاته الفنية في الفرقة الشنداوية حينما كان الكوكي مدرباً لها...الواقع يصدق ذلك...مدرب يعمل بالريموت كنترول...أشرك هذا ودع هذا والنتيجة لن تختلف عن شقيقه المغادر بأي الأحوال آجلاً أم عاجلاً. غياب المدراس السنية جعل الأرض الرياضية تخرج أثقالها...مجموعة من الفاقد التربوي ومستودع الأمراض لا تعرف ألف باء ممارسة الركض والتمرير وفنون اللعب...محترفون ادمنوا الجلوس على مقاعد الإحتياط وكأنما جئى بهم مراقبين لا لاعبين . للتحكيم نصيب من غتامة المشهد الرياضي وتطاول ليله...حكام يحابون هلال مريخ ويسهمون في خلق واقع زائف وبطولات أزيف...كم من بطولة محلية إرتحلت لشمال العرضة أو جنوبها بفعل أصحاب الياقات الزرقاء. الصحافة الرياضية...عبثاً تحاول النفخ في "قرية مقدودة" وفي محاولاتها العبثية تعبث بكل شئ...يكتسي مداد أقلامها لونين فقط أزرق وأحمر إلا من رحم ربي وهم قليلون جداً...لا فرق بين المشجع والصحافي الرياضي فكلاهما متعصب الإنتماء أحادي النظرة وكلاهما من الهتيفة. في العام 1970م أحرز السودان يتيمته "بطولة أفريقيا" ...أوانئذ كانت المهارة سيدة الموقف...الأن تقدمت القارة السمراء وتقدم العرب بضع درجات بعد أن أضحت كرة القدم صناعة لم نتقن من صنعتها شيئا...أصبحنا مجرد ذكريات غابرة على دفاتر الكاف. بعيداً عن كرة القدم قريباً من الرياضة...في أولمبياد أثينا...ألقى سباحنا بجسده في الماء قبل أن يأذن له الحكم...إستبعاد السباح من المنافسة كان القرار وكانت الفضيحة...في لندن وعبر أولمبيادها السابقة رأينا كيف كان الرأس الإداري متضخماً على جسد البعثة بصورة تدعو للرثاء والضحك في آن واحد فشر البلية ما يضحك...قصة اللجؤ السياسي كانت حتميةً للاعبين ينفقون على أنفسهم من أموال "الأمانات". في السنوات السالفة الأخيرة وصلت انديتنا لمراحل متقدمة من بطولات الكاف والنتيجة تسعة اهداف تقاسمتها شباك الهلال والمريخ وبأمدرمان...كان ذلك حينما بلغ المريخ نهائ الكونفدرالية فجندله الصفاقسي التونسي بملعبه وفرح جل أهل العرضة شمال...الفرحة لم تدم شهوراً حتى جرع مازيمبي الهلال خمسة كؤؤس من العلقم بالمقبرة...إنتقلت الفرحة جنوباً بحي العرضة...اللهم أرحم الروح الوطنية . ما حدث سابقاً من "فورات" ما تلبث ان تزول تبدو عصيةً على التكرار في قادم السنوات...المنظومة الرياضية من حولنا تسرع الخطى نحو تحقيق الغايات والأهداف ونحن نسرع الخطى نحو حتفنا المحتوم...الرياضة عندنا تحتاج لرياضة تعرفٌها...وكرة القدم لدينا لا تعدو سوى أن تكون كرة "ألم" . [email protected]