٭ بالأمس قلت ان دكتورة نوال سعداوي ضحية في تناولها لشأن المرأة وجعلت من الامر معركة لا طائل منها ولا واقعية فيها.. وبعد ان كتبت عمود الامس تذكرت ان مجلة روز اليوسف اصدرت في عام 7002م عدداً خاصاً عن المرأة ، وكنت قد احتفظت بمقال كتبته هناء فتحي بعنوان الحياة ليست معركة بين رجل وامرأة.. أحبت ان تكون أنثى ورأيت ان يقرأه قراء «صدى». ٭ لم أخضع يوماً للكتابات النسوية التي توغل في وصف البشاعة الذكورية تجاه الرقة الانثوية.. ولم انتسب يوماً لاية جمعية تعني بهذه الاشكالية لان الحياة لم تكن ابدا عراكاً بين جنسين.. «ذكر وأنثى» بل هي عراك بين قلبين ولا سلطان على القلوب.. لكني ادرك ان النسوة دميمات الوجه يفتقدن حلاوة الروح وعذوبة المشاعر.. بالطبع هناك نساء شديدات الحسن لهن ابعاد واطوال والوان التماثيل الرائعة لكنهن يفتقدن ايضاً حلاوة الروح وعذوبة المشاعر ورجاحة العقل معاً. ٭ وحلاوة الروح تلك اول ما يجذب الرجل للمرأة.. هي سمسم الذي يفتح المغارة المغلقة لدخول علي بابا وحده بلا اربعين حرامي وهي ايضاً آخر ما يجذب الرجل بشرط ان تكون حلاوة الروح قد تناثرت سكراً على قسمات الوجه واطلس الجسد. ٭ ولانه لكل قاعدة شواذ ولان القدر الذي يمنحنا مفاجآته بوجود نساء يملكن دمامة حقيقية اوقعن رجالاً من ذوي الاوزان الثقيلة اجتماعياً وفكرياً وسياسياً في هواهن.. والا فما معنى تلك الحمى العاطفية التي جرفت قلب الموسيقار العبقري «شوبان» نحو نهر «جورج صاند» الكاتبة الروائية الاكثر دمامة.. ٭ في المقابل هناك نسوة منحتهن الاقدار كل هباتها من فتن جسدية وعقلية وروحية قد شغلن رجالاً يملكون مكانة ومكانا حقيقياً في الحياة.. وتأملوا معي قصص كليوباترا وشجرة الدر وسميرا ميسي ومارلين مونرو وسعاد حسني. ٭ في كل الأزمنة وكل الأمكنة احبت المرأة دائماً ان تكون الملهمة ان تصبح سطراً في قصيدة او شخصية محورية في رواية او مطلعاً لاغنية.. واحبت اكثر ان تكون شرياناً رئيسياً في قلب من تحب. ٭ لم تكن الحياة فعلاً عراكاً بين طبيعة أنثى وطبيعة ذكر ولم تمنح الطبيعة احدهما ميزة عن الآخر.. وكل منهما احب ذاته.. احبت المرأة ان تكون أنثى.. ان تكون الحمل الوديع في مواجهة الذئب المراوغ.. وتجملت في سبيل ذلك بكل وسائل التجميل وتسلحت ايضاً بكل وسائل الدفاع والهجوم.. كل ذلك من اجل الحصول على قلبه بين يديها نابضاً من أجلها. ٭ لم تختف المرأة وراء اسوار الحجاب خوفاً من رجل تحبه ولكن حيرة احيانا من طول انتظار رجل تحبه او هرباً من خلل يخص الواقع خارج اطارها وحساباتها قد يخص الشارع احياناً.. الشارع المليء بالحفر الانسانية والحارات المظلمة داخل عقول غبية.. الشارع الذي تحول بعض رجالاته لقناصين في انتظار قطعة لحم لا تغني ولا تسمن من جوع. ٭ حتى المرأة التي احتجبت او تحجبت ترتدي طرحتها وعلى وجهها كامل زينتها، بل تفننت في ان يكون لملابسها بعض من إثارة.. هذه الافعال لا تخرج الا من أنثى عشقت أنوثتها.. أنثى احبت لعب دور الحمل في انتظار موعد رومانسي مع ذئب حالم. المرأة احياناً تحب ان تكون فريسة وهي لا تغضب من الرجل الا حين يصر على مناقشة «الحسي» فقط فيها لاغياً كل ما تهواه هي في نفسها وما تراه فعالاً فيها من عقل وطموحات لصنع عالم انساني يعتمد على الحسي والروحي معاً. ٭ والنساء اللواتي كن يعانين باعتبار ان اهتمامهن بالزينة هو نقص وغباء وجهل وان المرأة لا بد ان تكون قوية وصعبة بلا مساحيق في مواجهة جبروت الرجل.. ثبت خطأ هذه النظرية فبحث المرأة عن مظاهر الجمال هو بحث عن الكمال والمرأة التي لا تحب ان تكون جميلة هي امرأة ميتة.. لان بالكون جمال تتأمله في الوان الصباحات العذبة والمساءات الشجية في توزيعات اصوات الطيور اول اشراق النهار. في تلك الالوان المتعاقبة المتناسقة للكون كله بل في محاولة الرجل نفسه ان يكون جميلاً ووسيماً في عيادات التجميل السرية التي يزورها الرجال خلسة في ساعات نعاس حواء في مسابقات جمال الرجل في انتشاء الرجل من كلمة حب صادقة من وصف رائع لاناقته. ٭ الصدام الحقيقي تجاه المجتمع للمرأة يحدث حين يظل قلبها خاوياً الا على اوعية واوردة واذين وبطين.. حين يظل قلبها خاوياً من صورة لحبيب يتحرك في حناياه. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة