سيطرت قناة (طيور الجنة) الإردنية علي ما أظن, علي عقول أطفال السودان. وهي قناة واسعة الإنتشار في الشرق الأوسط. لايوجد بيت سوداني به أطفال والا حازت فيه القناة علي نسبة المشاهدة الأعلي في التلفزيون. علي كل هي قناة ناجحة بدليل سيطرتها علي عقول الناشئة مخترقة حواجز اللهجات بين الدول المختلفة. القالب الذي يحتوي الرسالة التعليمية والتثقيفية للقناة هو الغناء وبعض القصص المدعومة بالرسوم المتحركة. علي ما أظن أن إختلاف اللهجات سيمثل جانب إشكالي ربما يبعد الطفال بدرجة محددة عن التعامل مع دارجيتهم المحلية لو إسثنينا الإعمال المؤدية باللغة العربية الفصحي. وهذا بدوره يحيلنا إلي جانب اخر مهم حتي نتلافي عامل الإستلاب الثقافي للناشئة , وبما أن الأعلام يلعب دور مهم في ترسيخ الثقافات المحلية والتراث للشعوب في عقول الأجيال والناشئة. فلا بد في المسقبل من النظر إلي دور القنوات الفضائية المخصصة في الأطفال ومهمتها في تكوين الشخصية المستقلة وترسيخ التراث الإيجابي. في السودان لدينا قناة أطفال متخصصة تسمي (سنابل) وهي ذات نسبة مشاهدتها ضعيفة مثلها مثل قنوات (الوطن التعبانة) ذات الرؤية الأحادية الغير مبدعة. بيد إنها ذات برامج فقيرة تنفر الطفال منها و في ذات اللحظة لا تعكس الدور الرسالي المرسوم لها أن تعمله. يبقي ما هي عوامل نجاح قناة طيور الجنة؟ التعبير بوضوح عن ثقافة مجتمعها مع الإنفتاح علي العالم المحيط, في فترة وجيزة أستطاعت هذه القناة الوليدة أن تنافس قناة لها تقاليد راسخة في مجال ترفيه, تعليم وتثقبف الأطفال مثل قناة الام بي سي3, فالرسومات المتحركة في غاية الجمال والروعة وهي تحفز خبال الأطفال وتحرضه نحو التفكبر والإبداع وبالتالي إستقلال الشخصية. تجدر الإشارة إلي أن المادة القصصية التي تقدمها قناة طيور الجنة تماثل القصص التي كانت تدرس في كتب المطالعة الإبتدائية والأناشيد في السودان سابقا". بل تتفوق المواد التعليمية في كتبنا لمرحلة الإبتدائي علي ما تقدمه القناة برغم من إختلاف الزمن فقصة صياح الديك لدينا مثلها .وتعلم كيف يكتب الحرف مشكلا" في بداية الكلمة ووسطها ونهايتها مع النطق من خلال أغنية جماعية,مما يدلل إننا فقد وسيلة تعليمية كانت فعالة وناجعة, وسبقنا فيها العالم بسبب السياسات الخرقاء في مجال التعليم والرغبة في تشكيل وعي الأجيال وفق مزاج أحادي. من أسباب النجاح أيضا" هو العمل في مساحة كل سنوات الطفولة من فترة الحضانة وحتي سنوات المراهقة. يبدو أن السودان مشغول بأولويات أخري غير إعداد النشء, الإستثمار في الحروب وإنتاج ثقافة الموت, وتشريد الأطفال, بدلا" من إنشاء قناة متخصصة في إعداد الاجيال. [email protected]