شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    التقى وزير الخارجية المصري.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    الدعم السريع تحتجز (7) أسر قرب بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش    نزار العقيلي: (كلام عجيب يا دبيب)    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السودان بحاجة لمخرج في الزمن المستحيل
نشر في الراكوبة يوم 10 - 06 - 2013

حتى لا نصبح مثل المجنون الذي يبحث عن أول إنسان وطأت قدمه السودان ليأخذ (حقه منه كما قال)
لا بد من رد الاعتبار للجنيه السوداني وإعادة (المال العام) لمكانه الطبيعي بعد أن أصبح (المال الخاص)
لابد من إعادة صياغة نظام ديمقراطي مؤسسي وحظر الأحزاب الطائفية والعقائدية
الحلقة الأخيرة - الجزء الأول عن المخرج
علي مدى الحلقات السبعة السابقة والتي استعرضت فيها وبشكل محدود ما لحق بالسودان الوطن وبالمواطن طوال فترة الحكم الوطني والتي قدمت فيها جزء يسيرا من محصلة الدمار الذي أوصل السودان لهذه المرحلة من الانهيار الاقتصادي وبصفة خاصة لأنه كان ضحية السياسات والقرارات والإجراءات التي شهدها السودان عبر مسيرة الحكم الوطني والتي كان أهمها وأخطرها تدنى قيمة الجنيه السوداني في وجه الدولار والذي ترتب عليه وارتفاع الأسعار فوق طاقه المواطن للحصول علي احتياجاته الضرورية ومآ صحب ذلك من انهيار الخدمات الضرورية من تعليم وعلاج وأضعاف فرص العمل وما تبع ذلك من ما سميت باسلمة البنوك التي ساهمت في رفع أسعار السلع بجانب الجبايات والضرائب غير المباشرة التي وقع عبئها علي المواطن رغم ضعف دخلة، if كان من المحظوظين الذي وجد عملا يلتحق به وان وجد العمل فانخفاض قيمة الجنيه السوداني يعجزه عن توفير احتياجاته واخطر من هذا كله الانهيار الأخلاقي والاجتماعي والذي جاءت اخطر نتائجه إن السودان أصبح دوله طاردة قليل من اهله الذين استاثروا بخيراته لانهم من محاسيب الحكم يرغبون فى البقاء فيه اما الاكثرية العظمى تبحث عن ماوي لها بعيدا عنه فى اى بلد لمن استطاع إليه سبيلا حتى استراليا آن وجد الطريق إليها الأمر الذي يجعل من قضية البحث عن مخرج من للسودان مضت هذه الحالة الميئوس منها ليست إلا لغزاً من الألغاز التي يعجز البشر عن الجزم بأنه يملك حلا لها وهذا ما يصعب مهمتي في ختام مضت هذه الحلقات وأنا أقدم اجتهادا شخصيا محدودا بقدراتي الضعيفة وقدرة أي واحد فينا مهما بلغ بنا الغرور فالمخرج للسودان مما هو فيه يبدو مستحيلا رغما عن مظاهر الهرج السياسي بين المتصارعين علي السلطة من كل الجبهات التي تناوبت السلطة تحت الديمقراطية والدكتاتورية والذين يؤكد التاريخ إنهم بلا استثناء شركاء فيما لحق بالسودان تحت مما يؤكد آن هذا طريق الحكم كان خاطئا في كل مكوناته مما يجعل من المخرج تحت ظل هذا الواقع بعيدا عن المنال إن لم يكن مستحيلا طالما إن مضت هذه المكونات السياسية التي تتبادل حكمه بديمقراطيته الزائفة أو بانقلاباته العسكرية التي أصبحت سمة عامة لفشل الحكم الوطني وذلك لان فشل هذا الحكم يرجع لعدم أهلية القوى السياسية مدنيه أو عسكرية في أن تمثل مخرجا للسودان من واقعه الحالي ورغم ذلك لا نملك غير الاجتهاد من اجل بلورة حوار جاد لا بد منه بعيدا عن العواطف والانتماءات لهذه القوى السياسية والتي لا أرى أي مستقبل للسودان ما بقيت مضت هذه القوى هي البديل والدليل علي ذلك حكم الرأي العام علي مضت هذه القوى التي لم تنجح عبر مسيرتها إلا في آن تفقد ثقة المواطن فيها لهذا تبقى القضية كيف للسودان من بديل وكيف له أن يخرج من دائرة هذا المؤسسات السياسية الفاشلة والعاجزة وغير المؤهلة لحل أزماته.
كثيرا ما كنا نسمع من يقول (خذوا الحكمة من أفواه المجانين) وكنا نستهزئ بهذه المقولة ولكن يبدو آن بعض ما كان يردده بعضهم ما يستحق قفة فيه.
فلقد استمعت مرة لواحداً منهم وكان عاملا بمصلح المخازن قبل إعدامها من قبل الحكم الوطني قبل أن يوقف من العمل بسبب حالته النفسية وكان يقول:
أكثر ناس مظاليم في العالم سكان إفريقيا وأكثر مظاليم في إفريقيا سكان السودان وأكثر مظاليم في السودان سكان الخرطوم – ويا لها من مفارقة وهو يتحدث عن ظلم سكان الخرطوم - وأكثر مظاليم من سكان الخرطوم ناس توتي وأكثر مظاليم سكان توتي العمال وأكثر عمال مظاليم في توتي عمال مصلحة المخازن والمهمات وأكثر عمال مظلومين في المخازن والمهمات عمال قسم النجارة وأكثر عامل مظلوم في قسم التجارة أنا) يعنى انه يريد أن يقول بهذا الأسلوب الساخر انه أكثر مظلوم في العالم ولعله بهذا يعبر عن لسان حال الأغلبية العظمى من مواطني السودان كما يقول واقعهم اليوم
أما المجنون الثاني والذي استمعت إليه وكان حديثه أكثر تعبيراً عن واقعنا اليوم انه رحمة الله عليه وكان من (اشطر) الطلاب الذين عرفتهم مدرسة أدى سيدنا خاصته في علم الرياضيات حتى انه كان يصحح الأساتذة وهو طالب ثم عمل معلما للرياضيات قبل آن تصيبه الحالة النفسية وتنتابه حاله من الجنون أو ما كنا نقوله هذا عنه انه كان طوال اليوم سارحا ممسكا بشعر رأسه يبحث عن شيء ما ومن يسأله عن حاله كان يردد حديثا لم يتقدم عنه حتى رحل عن الدنيا في حال الملف كان يرد علي السائل عن حاله بقوله (أنا عندي مشكلة كبيرة لازم أجد ليها حل) وعندما تسأله عنها يقول بغير تردد ( في واحد رايح منى لازم ألقاه واعرف مكانه) وعندما تسأله من هو يقول لك (انه أول شخص جاء لهذا البلد و - خت رجله فيها - وبقى السبب في أن يبقى السودان بلد رمتنا فيه الظروف وبقينا رغم انفنا من مواطنيه) وإذا ضحكت وسألته وماذا تفعل لو وجدته ينفعل ويلوح مهددا ( اقطعه حتة حتة هو السواها فينا وعملنا سودانيين عشان كده لازم اخلص حقي منه)
عجبا لما قاله المجانين فمن من السودانيين اليوم من مختلف الجهويات والعنصريات ومن كل مناطقه من لا يعتقد انه أكثر مظلوم في العالم ومن منا من لا يقتله الندم لأنه سوداني غير القلة (إياها) التي تحولت لطبقة من الأثرياء بسبب سياسات الحكم الوطني عبر مراحله المختلفة حتى إن الحسرة والندم على رحيل الانجليز فرضت نفسها رغما عن افتقار هذا الرأي للمنطق أن يفضل مواطن لو بقى مستعمرا كما كان لدولة كانت أكثر رأفة به من الحكم الوطني.
خذوا الحكمة حقا من أفواه المجانين هذا هو حال المواطن السوداني اليوم وهذه هي محصلة الحكم الوطني ولعله من الضرورة آن نذكر في هذا اليوم رجل عظيم حسبه الناس يومها انه خائن للوطن الراحل العم ازرق فلقد رفع هذا الرجل يومها عقب مؤتمر الخريجين ولما ارتفعت الأصوات منادية بطرد الانجليز وبالاستقلال من الاستعمار كان ذلك الرجل حده جاهر برفضه يومها لطرد الاستعمار ويقول بدري علينا نحن السودانيين لنحكم أنفسنا وكان يطالب ببقاء الانجليز لفترة عشرين سنه آخري علي الأقل حتى نتعلم أصول الحكم منهم ويومها وقد لا يصدق هذا اليوم آن شباب هذا الرجل تقدم بترشيح نفسه ضد الزعيم الشهيد إسماعيل الأزهري بطل الاستقلال لانتخاب نائب الدائرة الشمالية امدرمان وكان برنامجه رفض الاستقلال وبقاء الانجليز وجاءت نتيجة الانتخابات ليفوز عليه والأزهري بفارق عشرين ألف صوت ولم يحقق هو غير أربعين صوتا فقط ويا لها من حكمة قالها عند سقوطه بهذا الفارق عندما عايروه بالخيانة الوطنية وفشله في أن يقف أكثر من أربعين مواطنا فقط صوتوا له فقد قال يومه ردا عليهم مقولته الشهيرة (الحمد لله فلقدعرقت الآن إن في السودان أربعين مواطنا عاقلا) تري كم كان سيحقق هذا الرجل اليوم وماذا يقول بعد آن ثبتت صحة رؤيته ونظريته فلقد حققنا الحكم الوطني شكلا واسما حتى تحسرنا علي رحيل الانجليز الذين تركوا الجنيه السوداني اكبر من الجنيه الإسترليني ويساوى ثلاثة دولار والذين أورثونا التعليم والعلاج المجاني وغير هذا مما فقدناه تحت ظل الحكم الوطني.
أذن نحن أمام معضلتين اليوم:
أولها هل من مخرج للسودان من هذا الواقع اليوم بعدان فشل الحكم الوطني وكيف يمكن إصلاح هذا الحكم ليكون عونا للمواطن وليس خصما عليه.
وثانيا وهذا هو الأهم كيف يمكن آن يتحقق ذلك وما هي القوى التي يمكن أن تؤسس للحكم الوطني وطنيته التي يجب آن يكون عليها وان يكون لصالح المواطن وليس الذين يثرون ويكتنزون الدولار على حساب قيمة الجنيه السوداني ليضاعفوا من معاناته خاصة وان كل القوى السياسية التي تتبادل الحكم وتتنازع عليه ومدنيه وعسكرية كلها لا خير فيها وتحت ظلها لن يكون للسودان مخرج مما هو فيه.
ولا بد آن نعترف هنا إننا أمام مشكلة كبيرة تتمثل في ضرورة وضع حد لوجود المؤسسات السياسية التي ورثناها من الحكم الوطني ولا تتمثل فيها أي مصلحة وطنيه في حال الملف أصبحت مصدر تهديد لمستقبل البلد لعدم أهليتها في أن تؤسس حكم طني يلبى تطلعات الوطن والمواطن.
هنا يتضح إننا أمام قضية معقدة وهذا ما نحتاج فيه لحوار متجرد بعيدا عن مضت هذه القوى بمختلف مكوناتها الطائفية والعقائدية والعسكرية فكيف يكون الحل شكلا وموضوعا.
مع اعترافنا بأننا نبحث عن المستحيل ولعل أصعب ما نواجهه يتمثل في ثلاثة محاور:
أولاً كيف نحرر السودان من قبضة المؤسسات السياسية والعسكرية التي تتهدد مستقبل البلد بتبادلها الحكم واحتكارها له بالتبادل سواء بالتحالف أو بالتنازع والقوة والتي أصبح مصير السودان تحت ظلها ممزق الأوصال لا محالة وتحديدا كيف يبدأ السودان كتابة تاريخ حكم وطني جديد معافى من سوءاتها جميعها دون استثناء
وثانياً كيف يمكن آن نخلق قوى سياسية بديلة تؤسس لحكم طني ديمقراطي عملا وليس قولا وادعاء ينخدع به الوطن بأحزاب طائفية وعقائدية سواء دينية أو نظريات مستوردة أغرقت البلد في جدل لا جدوى منه ويستحيل عليها أن تلتقي علي كلمة سواء لمصلحة الوطن والمواطن لما بينها من تعارض نظري يجعل من المستحيل تألفها تحت نظام واحد فالديمقراطية لا تقوم على التناقضات التي لا تقبل بعضها البعض والتي تختلف في الأهداف وليس الوسائل وإنما تقوم على الخلافات التي وان تباينت في وجهات نظر تتفق حول الوطن ومصالح المواطن وليس تدميره.
ثالثا من هي القوى التي يمكن آن تحقق ذلك وكيف تصبح لها الكلمة وهل بيدها آن تفرض كلمتها، if تعذر ذلك بالتراضي وكيف ذلك ومآ هو المطلوب منها لكي تخرج السودان من هذا المأزق.
أجد نفسي مجبرا هنا لطرح مضت هذه المتطلبات رؤوس مواضيع دون الخوض في تفاصيل أي منها لتحديد الإطار العام لحوار جاد حول أهم القضايا ومتجرد والموضوعات نطرح فيه وجهات النظر المتباينة بتفصيل دقيق حول مضت هذه المواضيع لهذا رأيت آن تكون الحلقة الأخيرة والخاصة بالبحث عن مخرج للسودان أن تكون هي نفسها سلسلة من الأجزاء أتناول فيها مضت هذه المواضيع بمزيد من التفصيل.
هذه المتطلبات أجملها دون تفصيل فيما يلي بأمل العودة لكل منها في الأجزاء القادمة من هذه الحلقة التي اختتم بها هذه السلسلة:
1 - إذا كنت تساءلت في مضت هذه الحلقة من هي القوى التي تملك أن تقدم المخرج للسودان من هذا المأزق والتي حددتها في الحلقة السابقة بالشباب دون الأربعين باعتبار إن أغلبية مضت هذه الفئة العمرية لم تتلوث بالانتماء للقوى السياسية وإنها معزولة تماما الاسم عن مكوناتها إلا القلة منهم آن والتي انساقت دون وعى وبسبب الحماس الشبابي خاصة وسط الطلاب انساقت وراء الطائفية تري فيها طريقا لتحقيق مصالحها الذاتية أو الانتماء للأحزاب العقائدية لتجد نفسها مساقة رغم انفها لفقدان البوصلة بسبب الخلافات الجدلية بعيدا عن هم الوطن الذي لا يحتاج لتنظير حتى أصبحت عبئا عليه وليست لمصلحة له فانه يتعين علي مضت هذه القلة آن تثوب لرشدها وان تتحرر من مضت هذه الانتماءات لترتقي بقواها للهم الوطني وليس النزاع النظري بين العلمانية والدينية والمطامع الذاتية عبر الولاء للطائفية هذا الواقع الذي يتهدد السودان بالتمزق حتى ساده العنف وسدت أمامه كل السبل لتحقيق الاستقرار وان يتوحد هذا الشباب مع الأغلبية التي اتخذت مواقف سالبة محبطة وعازفة عن الانتماء لأي منها مما الحق ضررا كبيرا بالوطن حتى تلتقي جموعهم علي كلمة سواء قوامها الوطن والمواطن وليس شيئا غيرة حتى يشكلوا القوى التي عنيتها بأنها تمثل مفتاح المخرج للسودان من هذا المأزق الذي يتسارع فيه الزمن علي حساب الوطن.
2 - لكي تلتقي كلمة هذا الشباب لابد له أن يرتقى بمستوى الحوار حتى تتفق رؤياه بتجرد تام بعيدا عن المؤثرات السياسية السالبة فان هذا الشباب بحاجة لان يستعيد دراسة تاريخ وهذا البلد ويستدعى روح مؤتمر الخريجين يوم تصدى شباب المتعلمين في عام 38 مولد ما سمى بمؤتمر الخريجين وكان هم جمعهم ومؤتمرهم يومها تحرير السودان من الاستعمار - وليتهم لم يفعلوا - ولكن استدعاء روح هذا المؤتمر لابد آن تأخذ منحى وصيغا مختلفة حتى لا يكون مؤتمرا صفوياً للمتعلمين ومتحررا من النظريات السياسية وإنما مؤتمر يضم كافة شباب البلد من عنصرياته وهوياته وقبائله المختلفة واهم من هذا كله آن يكون جامعا لكل السودانيين فئاته التي تثقلها المعاناة والذين عبرت عن معاناتهم الكثير من المواقف ليأتي المؤتمر ممثلا لكل السودانيين فئات الشباب التي تتمثل فيه كل أوجه معاناته باعتباره صاحب القضية حتى تأتى حلوله جامعة وشاملة لكل السودانيين هموم الوطن والمواطن.
3 - أن يبحث المؤتمر بجانب هذه الوسائل التي تمكنه من والآلية فرض كلمته سلميا تحقيق الأوليات التالية:
- العمل علي اتخاذ الخطوات الأولية العاجلة لوقف تدهور الجنيه السوداني في مواجهة الدولار علي آن يتبع ذلك خطة طويلة الأجل ليسترد مكانته في مواجهة الدولار وليس هذا بالمستحيل كما سأوضحه في حلقة قادمة.
- ضبط التصرف في المال العام وفق ميزانية تخضع لها كل الأجهزة دون استثناء وعلى كل مستويات الدولة لوقف فوضى التصرف في المال العام أياً كانت الأسباب.
- إعادة النظر في التضخم الإداري لجهاز الدولة علي مستوي المركز والولايات وحظر الجمع وبين أكثر من وظيفة لتوسيع فرص العمل للعطالة وإلغاء العقودات الخاصة التي تستنزف مال الدولة وفى تفرقة واضحة غير مبررة بين موظفي الدولة من نفس الكفاءات.
- دراسة الآلية لإعادة الخدمات الضرورية من تعليم وعلاج للمواطن ووقف الجبايات وغيرها من خدمات وحتى لا يكون المواطن هو الممول للدولة والمتضرر منها.
- كيفيه استرداد المال العام الذي فقدته الدولة بأي ممارسات غير شرعية ووضع الضمانات لعدم تكرار الانفلات المالي
- مراجعه كل مؤسسات الاستثمار التي تمتعت بمزايا الإعفاءات ومنح الأراضي للتأكد من إنها وظفت فيما خصصت له وإنها ساهمت في الارتقاء باقتصاد البلد واسترداد كل ما يثبت مخالفته للغرض الذي خصص له.
- مراجعة كل المنظمات الخيرية خاصة التي خصصت لها أراضى ومنحت الإعفاءات والدعم المادي من المال العام للتأكد من سلامة توظيف هذه المنح للعمل الخيري ولم تصب لصالح الأفراد من المحاسيب.
- مراجعه كل المؤسسات التي خصصت للتأكد من سلامة الإجراءات وعدم التصرف في الأراضي التي خصصت لذلك والاطمئنان علي مصالح الدولة وعدم استغلال مزايا الاستثمار لأغراض خاصة الأمر الذي افرغ القانون من أهدافه.
- مراجعه الأوضاع المالية للبنوك لاسترداد كافة المرابحات دون استثناء لأي ى جهة ومحاسبة المسئولين عن أي مرابحات قدمت بلا ضمانات تضمن موقعنا متوافق البنوك.
- مراجعة الأداء الضريبي للتأكد من إن البيوتات المالية الكبيرة والتي حققت ثراء فاحشا من إيفائها بما عليها من التزامات ضريبية وفق القانون
- تأكيد مبدأ من أين لك هذا وإجراء التحقيق مع كل مشتبه فيه على المستويين الرسمي أو الأهلي ى واسترداد أي مكاسب غير مشروعة تثبت ماديا وعينيا
- إعادة هيبة الخدمة المدنية ومؤسساتها التي تضمن المصالح الاقتصادية للدولة وتأكيد الفصل بين المسئولية السياسية والتنفيذية
- دراسة الآثار المترتبة على المادتين 179 الخاصة بالشيكات و 162 الخاصة بتصفية الشركات حتى لا تستغل الأولى من المرابين والثانية لتهرب الشركات من الالتزامات المالية.
- دراسة ما سمى باسلمة البنوك ونظام المرابحات الربوية تحت غطاء البيع والشراء الوهمي لتحقيق نظام مصرفي يتوافق.
- دراسة الآلية ترتيب القوات النظامية بما يحقق قوميتها ويبعدها عن الصراعات السياسية.
- التامين على إن الحوار هو صمام الأمان لتحقيق التعايش بين العنصريات والجهويات والأديان المختلفة بما يحقق المساواة بين كل أبناء الوطن ويجنب البلد شر المخططات الأجنبية لتمزيقه
- إعادة النظر فيما سمى بتحرير الاقتصاد وما تبع ذلك من إضرار بالوطن في حال الملف أخضعته مضت هذه السياسة لمؤسسات دولية تستهدف مصالحه كما إنها أصبحت مصدرا لمعاناة المواطن
- الفصل بين الحزب الحاكم والمنظمات التابعة له عن أجهزة الدولة ووقف أي صرف مالي علي الحزب أو مؤسساته الشبابية والطلابية من المال العام واسترداد حقوق الدولة من الحزب الحاكم
- وضع الأسس لتحقيق العدالة في فرص العمل وفق معايير لا تفرق بين أبناء الوطن لأسباب سياسية أو محسوبية مع تحقيق التوازن والمساواة في المرتبات دون تميز ما يسمى بالعقود الخاصة وإلغاء أي عقودات من هذا النوع.
هذا قليل من كثير من الإفرازات التي افرزها الحكم الوطني عبر مسيرته منذ إعلام الاستقلال والتي تستوجب تصحيح المسار لهذا فان هذه الموضوعات وغيرها لابد أن تكون من مداولات المؤتمر الشبابي الذي يجمع كل ألوان الطيف من الشباب بعيدا عن أي انتماءات سياسية ولابد للقوى السياسية حاكمة ومعارضة أن تفسح المجال لهذا الشباب ليقول كلمته برضاء وتوافق تامين آن كان رائدهم الوطن ومصلحة الوطن فكفاهم ما قدموه وأخفقوا فيه عبر مسيرة ما يقرب ثلاثة أرباع قرن مما سمى بالحكم الوطني مدنيا كان أو عسكريا
والى الجزء الثاني لنتوقف بتفصيل مع هذه الموضوعات لأهميتها. وكونوا معي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.