عرفنا في وقت قريب أن قناة أم درمان هذه تابعة وتخص حسين خوجلي وكما هو معروف فهو إنقاذي أي كان جبهة إسلامية وإن بدأ اليوم مؤتمر شعبي وليس مؤتمر وطني فهما أحمد وحاج أحمد مع ومنذ بدايات الإنقاذ وحتى سنة2000م. كنت أعتقد أن ثلاثتهم كرت كرتونة من القصطيرة القناة وعفراء والكودة جديدين لنج في ساحة الإنقاذ السودانية أو بالأحرى في سودان الإنقاذ الكئيب المشؤوم ،وبريئين جداً وليس لهم أي علاقة تذكرلا من قريب ولا من بعيد بسيئة الذكر المتسلطة تمكينياً منذ سنة 89م وظهروا فجأة خلال الأعوام الأخيرة وكان وسيكون لهم فضل كبير في نقد فعائل الحكومة الجائرة والمساعدة الواضحة والمساهمة في إنقاذ الشعب من الإنقاذ.! لكن اللقاء التلفزيوني بين الكودة وعفراء يوم الأربعاء 26/6/2013م بقناة أم درمان وأسئلتها وإجاباته أوضح لي ماكان خافياً علي أو ما كنت لا أعرفه عن تاريخ ثلاثتهم، على الرغم من أنني وأنا بالذات لايهمني كثيراً تاريخ الأشخاص وبأي صورة كان لكن العبرة دائماً كما نقول بالنهايات. فقد يكون الشخص بدأ إنقاذياً وتركها,وكثيرون تركوها وتابوا بل حاربوها بالقلم والسيف، فكم رأينا وسمعنا عن أن فلان السٌكرجي الكبير تاب وبقى إمام جامع وعلى الرغم مرة ثانية هنا أيضاً وأنا بالذات لايهمني كثيراً إن كان سٌكرجي أو تمرجي وصار إماماً فالمهم معاملته مع الناس، كيف؟ فيمكن الحٌكم عليه من معاملاته ولايمكننا أن نحكم على الشخص مباشرة من صلاته وصيامه فكم من هؤلاء ظهر إنهم مجرد قتلة ويختبئون وراء الذقون والمراءاة والنفاق وبعضهم تكفيريين ضربوا حتى في المساجد وكم من مصلي منهم لاصلاة له وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش فالأعمال بالنيات وإن الله علام الغيوب وإن التقوى ها هنا. قلنا قد يكون إنقاذياً وخرج منها وهذا ما حدث للأستاذ الكودة حسب ما وضح من أسئلة عفراء له مثل: إنت وافقت وألفت بين قلوب وجمعت بين الإنقاذ وأنصار السٌنة ليشاركوها الحكم منذ بداياتها وصاروا وزراء وعارضتها عندما تم تهميشك!؟ أجاب إن الإنقاذ أيدها معظم الناس لأنها كانت في بداياتها تستحق التأييد إنت كنت عضو في هيئة علماء السودان حتى إقالتك!؟ اجاب إنه لم يٌقال ولكنه إنسحب منها بإرادته وذلك عندما لم يعرف هل هي علماء السودان أم علماء السلطان!!؟ كانت أسئلة عفراء متتالية وأحياناً كثيرة متداخلة ومتسرعة وكأنما كانت تريد أن تقول لنا فقط أنا عارفة وفاهمة ياجماعة ومتابعة وشوفوني كيف أنفع زي ناس الجزيرة وللا رايكم شنو!؟ وكانت تقاطع إجابات الكودة وبنفس إسلوب مذيعي الجزيرة والتي كانت إجابات سودانية بحتة أي يقبلها كل السودانيين ويتفقون معها كمسلمين وغير مسلمين ولكن هل تتفق مع خط حزبه حزب الوسط الإسلامي!؟ فنحن نعرف أن الجميع يقول إنه حزب وسطي: عصام أحمد البشير والقرضاوي وغيرهم كٌثركذلك فهؤلاء يؤيدون الإخوان وكيزان السودان وإن قتلوا وذبحوا وأبادوا كل الشعوب فيقدمون لهم ما يبرر مجازرهم مما يشكك في حيادهم ووسطيتهم بل ودينهم نفسه وأنصار السٌنة لايستطيعون نقد الملكيات وأفعال الأمراء، ومصالحهم مقدمة على الحق والعدل ويتضح هذا جلياً في طرح قناة الجزيرة والجماعات الإخوانية وأنصار السٌنة وما شابههم من حركات تدعي الإسلام في ديار المسلمين فيبدو أن الوسطية خشم بيوت أيضاً. وفي معظم معاني إجابات يوسف الكودة كلها كانت تتضح غشاوة إخفاء ومواراة حقيقة ما حدث له مع الإنقاذ. فقد تم تسليمه منزل بالأقساط على البنك ولم يذكر أسباب لماذا وكيف تم ذلك وقال إن البنك يسمع الآن ولكنه لم يقل لماذا تم إيقافه بعد دفعه للقسط الأول!؟ وتم تسليفه عربة كذلك على أقساط من بنك الخرطوم وهو يسمع الآن كذلك ولكنه لم يقل كيف ولماذا وهل مازال يدفع أقساطها!؟ كما وأن أي شخص لايمكن أن يقول أن الإنقاذ كانت جيدة أو حتى مسلمة في بداياتها رغم الزعيق والصياح بالمشروع الإسلامي الحضاري والشعارات الإسلامية الرنانة لأنها بدأت متسلطة ومتكبرة وشوفونية و قاتلة ولكل ماهو جميل وأصيل في حياة الشعب السوداني فقد بدأت بالفصل والتشريد والتعذيب والقتل ومنذ أغسطس 89م فكيف وافق الكودة على الإنضمام ذلك بل وإتجه للإلتقاء معها سريعاً وضم كل جماعة أنصار السٌنة وإلا وهذا واضح أن الهدف كان مصلحي بحت وهذا ما حدث فقد تم تسليم جماعة أنصار السٌنة كوتات كبيرة من السٌكر التجاري في بداية التسعينات آنذاك وتوزيعه للأصحاب والأحباب عندما كان الناس يشربون الشاي في الشمالية جمبغلي بل حتى الشاي إختفى وصاربعض الشايقية يشربونه بغلي ورق البصل الأحمر والتمركان أنصار السٌنة يستمتعون بالكوتات التجارية. وهل قناة أم درمان تخص حسين خوجلي أم تابعة لبعض رأسمالية الجبهة أم للمؤتمرالشعبي وتم التسهيل لهم بشروط معينة!؟ وهل أي رأس مالي ورجل أعمال يمكنه فعل ذلك داخل سودان الإنقاذ ولماذا لم يفعلها حزب الأمة والحزب الإتحادي أو تحالف المعارضة مثلا أليس بهم رأسماليين!؟ وهل الجميع سواسية في التسهيلات سواء بنكية أو قناتية داخلية!؟ وهل أي شخص مقتدر يمكن أن يؤسس لقناة تلفزيونية أو قناة إذاعية في السودان!؟فهل هناك قوانين ولوائح دستورية تسمح وتساوي بين الجميع والمواطنة الحقة!؟ فهل الكودة وعفراء والقناة مع الشعب السوداني حقيقة ضد الإنقاذ وأساليبها أم مع التساهيل و الكوتات!؟ [email protected]