بينما كنت أتصفح فى مقالات الراكوبة تصفحت مقالاً بعنوان بيان من جبهة القوى الثورية الديمقراطية حول أحداث نيالا ففوجئت بصروة لرجل شبهته برجل أعرفه يحمل سلاحاً و يرتدى الزى الحربى للمقاتلين و و أثناء قرآتى لكلمات البيان بدأت أتيقن انه هو لما أكملت قرآة البيان فعلاً كان اسمه هناك , انه القائد صلاح أبو السرة.. فقلت فى نفسى سلم فاهك و تربت يداك يا صديق. التقيت ذلك الرجل منذ سنوات جمعتنا ليال شعرية و ندوات ثقافية و تبعاً لذلك العديد من مواقف الحياة اليومية. و كان للرجل فيها شأن المثقف المبدع المتطلع دائما الى عالم جميل ملى بالمحبة و الآمال المشرقة .. و لقد لفت نظرى فى الرجل صفات قل ما تجدها هذا الزمان فكرمه يفوق الحد فيعطى و لا يدرى ما تبقى عنده . شهامته تجعلك تشفق عليه فدائما يقال له انك تكلف نفسك ما فوق طاقتها لمساعدة الناس. صلاح أبو السرة رجل ذو طبع هادىء و حديث ذو شجون يجعلك تستمع لما يحتويه من أناقة الكلمات . ما علمته عن الرجل انه بطبيعته ثائر بكلماته و ادبه و فكره على (أخوان مسلمين السودان ) و هو مناضل مخلص لوطنه و لقضاياه .. لذلك عبرت بكلمة يسلم فاههك .. و لما تمعنت فى الصورة رأيت رجل يحمل السلاح برغم ما يتضح على وجهه من تقدم العمر قلت تربت يداك لقدرتك على حمل السلاح , و هذا ان دل انما يدل على أن الرجل الأديب المثقف ما زال مخلص لوطنه و لا يرتضى له الظلم من نظام جائر, لكنه أيقن تماماً ان هذا النظام المتسلط قد وجبت ازاحته بقوة السلاح و لعل الرؤيا ستتضح قريباً و ترون ان كان قواد الجبهة الثورية مثل هذا الرجل فان نجحوا فى اسقاط النظام فان البلاد ستكون فى ايدى أمينة و حينئذٍ لن يكون هذا (انقلاباً عسكرياً على الشرعية ) فسأسميه شخصياً أن هناك من هو اقوى منى و من شعبى أسترد لى حقوقى الضائعة من ديمقراطية و غيرها بالقوة. و انى لأرى فى هذه الأيام أن الديموقراطية صارت اسمها الجديد الشرعية و لقد عهدتها حكم الأغلبية و انى أرى فاذا كان الشعب هم أغلبية فاى شرعية هذه التى تعلقوها على كف الديموقراطية , لكن أعترف بأن تنظيم الأخوان المسلمين تنظيم مبدع خلاق يأتى بكلمات تدعم موقفه و تصبح مفردات شائعة على ألسنة الناس لكن بالله كفاية يا اخوان ويا كيزان استغلال عقائد الشعوب وايمانياتهم من أجل مصالحكم ,فلقد ضقنا ذرعاً بهذا الأمر , بالله كفاية و أرحلوا لا أسف عليكم و انى لأرى أن كلماتى التى أكتبها صارت مليئة بالغبن و الكراهية لهؤلاء الناس و لهذا التنظيم الكريه وانى لأرى نفسى منحاز الى قوات الجبهة الثورية و الى ازاحة هذا النظام بالعنف و بالسلاح فالغضب هو ما يحمل على العنف الا وما كان لهابيل ان يقتل اخاه هابيل . عذراً اخوانى فى الجبهة الثورية انى ما زلت أكتب لكن هذه قدرتى لكننى معكم قلباً وقالباً فالى الأمام و التحية لكم جميعاً الى الأمام القائد عبد العزيز الحلو الى الأمام القائد صلاح ابو السرة فأنا عن نفسى قد وكلتكم أن لى حق مستلب أعيدوه لى ان استطعتم. فيصل أوكاش [email protected]