الصادق المهدي عرف باستعمال تعابير غريبة منذ سالف العصور والازمان حين جاء بتعبير السندكالية وتوسيع المواعين السياسية وكنا ايامها طلاباً وواصل الصادق المهدي تعابيره مثل(كلوا توركم وادو زولكم) وعشرات التعابير التي تضيق عنها هذه المساحة... ثم تفرد الصادق المهدي بانه رئيس الوزراء الذي يقيل حكومته ولا يستقيل هو... ومازال الصادق المهدي يأتي بما لم تسبقه عليه الاوائل. الصادق المهدي جاء بفكرة لا تجدي في عالم السياسة وهي فكرة جمع التوقيعات لاسقاط الانقاذ! لنفترض ان السيد الامام جمع ملايين التوقعات لمن سيقدمها؟ هل سيقدمها لرئيس الانقاذ؟ هل سيقدمها للمجلس الوطني؟ من سيعتمد تلك التوقيعات؟ وما هو الاثر الذي ستحدثه؟ ومن يشرف على جمعها؟ وما صفته؟ ومن خوله لذلك؟ او من اين اكتسب شرعيته؟ قبل ان اواصل اقف عند تحذير المؤتمر الوطني حزب الأمة القومي من خطورة الاستمرار فيما وصفه بملف اثارة الفوضى والدعوة لعدم الاستقرار بتمسكه ببرنامج جمع التوقيعات لتذكرة التحرير لاسقاط النظام، وطالب الوطني زعيم الأمة القومي الإمام الصادق المهدي باختزال توقيعاته للاحتفال مع قواعده موضحاً أن لدي المهدي مواقف فارقة في القضايا الوطنية تتطلب منه البعد عن اثارة الفوضى واستدرار العواطف لزعزعة الاستقرار باستمراره في برنامج تذكرة التحرير. وهنا نقول يمكن قطع الطريق امام زعيم حزب الامة وتوقيفه بتهمة اثارة الفوضى كما ذكر في تحذير المؤتمر الوطني... والمؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم. ونواصل مع عمار عبد الرحمن باشري أمين أمانة العمل الطوعي بالحزب في تصريحه ل «آخر لحظة» عن استعداد حزبه لجمع «10» مليون توقيع في مقابل مليون حزب الأمة القومي وقال ساخراً ما الفرق بعد ذلك. وفعلاً ما الفرق في ذلك؟ ان المؤتمر الوطني يمكن ان يجمع توقيعات تفوق توقيعات حزب الامة ولكن ما الفائدة من توقيعات حزب الامة او توقيعات المؤتمر الوطني؟ ان التوقيعات تتم في مراحل معينة ليس من بينها اسقاط حكومة... انها تدخل ضمن عمل النقابات والتنظيمات وليس ضمن العمل السياسي العام الذي يعرف ان طرق الوصول الى السلطة اما بالمقاومة او بالانقلابات او عبر طريق صندوق الانتخابات او الثورات الشعبية. ان الصادق المهدي أتي بفكرة جمع التوقيعات كمقابل لخطة المعارضة التي تنادي باسقاط النظام خلال مائة يوم، ولا نريد ان نتكلم عنها لاننا نريد الوقوف مع بدعة زعيم حزب الامة والتي تجعل الحزب في موقف لا يحسد عليه وستفقده الكثير بدلاً من ان تكسبه شعبية او جماهيرية فلا اعتقد ان التوقيعات ستسقط نظاماً او ستجد اهتماماً من أي جهة داخلية او خارجية... واضيف انها ستكون عرضة للطعن فيها بألف طريقة اولها التزوير. وأخيراً سؤال للسيد زعيم حزب الامة الصادق المهدي من خوله لجمع التوقيعات؟ وإذا رفض مواطن ما التوقيع فماذا سيحدث له؟ وهل هناك سن معينة لمن يوقع؟ وهل يطالب بإبراز الجنسية او الرقم الوطني؟ والله من وراء القصد [email protected]