لم أكن من بين الذين التفوا حول مائدة إفطار إدارة الصحافة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. ولكن (ثمار) ودق ذاك الإفطار، أتتنا طازجة، ولذيذة.. وقيل أن أستاذنا حسين خوجلي، (فاسخ ورابط) وأين؟! في (عش الدبور)، وكأنه كان راكباً(ورا خالو الشريف).. أستاذنا حسين، وصف السياسيين أولي الرؤوس (القرعوبة) بأنهم (ما ناقشين أي حاجة)، وهو توصيف دقيق ومنطقي قياساً إلى مخرجات ومنتجات تلك الرؤوس التي أنزلت البلد بما فيه في جب الضياع، وأوكأت الفم. وأطلق أستاذنا حسين مبادرة، ليصممها رؤساء التحرير، ثم يعرضونها على الأحزاب السياسية والحركات المسلحة، فإن أفاءوا إلى أمر الوطن، فهذا ما كنا نبغي ويبغي الشعب، وإن ثنوا أعطافهم، فلا مندوحة من تجاوزهم جميعاً، ليتحزم الصحافيون ويقودوا الوطن إلى بر الأمان.. المشكلة يا أستاذ حسين، تكمن في: من هم رؤساء التحرير هؤلاء الذين تسند إليهم ظهرك؟ هل هم أولئك الذين (كرموا) أسامة عبد الله في إحتفال أقامته وصرفت عليه وزارة الكهرباء؟ أم أولئك الذين وقعوا على ميثاق الشرف الصحفي المملوء بالأخطاء اللغوية والثغرات القانونية، والسنارات التي تقبض الصحف من ياقاتها.. فإن كنت حقاً تنوي صياغة مثل هكذا مبادرة، فأرجو ألا تقصرها على رؤساء التحرير، لأنهم سيخذلوك حتماً وابتداء.. فاسند ظهرك إلى الصحافيين، لأن هذه مبادرة صحافة، وليست مبادرة رؤساء تحرير.. ذلك لأن الصحافيين متمردون لأجل الوطن، ومعظم رؤساء التحرير، هم تروس في ماكينة النظام الشمولي الراهن. والعهود الشمولية يا أستاذي، معلوم بالضرورة أنها تضرب الثقة بالنفس، أول ما تضرب، وعندما تموت الثقة بالنفس يتخلى الإنسان عن كثير من مواصفات ومقاييس العدالة، وحق المنافسة، والكرامة الإنسانية. نحن الآن أمام سلطة برأسين، الدين أحدهما، والسلاح هو الرأس الآخر، وكلاهما قاهر.. فالذين يستخدمون المساجد والفتاوى والإرهاب التشريعى لقهر خصومهم، لا يقلون خطورة عن الذين يحملون السلاح في وجوه الضعفاء. ولكي نجعل من هذا الضعيف قوياً، علينا كشف أفاعيل وأباطيل السياسيين الذين يبرعون في (الفهلوة)، ورؤوسهم خواء، وضمائرهم في حالة من غيبوبة (نقص السكر في الدم).. لكن هذا الكشف لا يمكن الوصول إليه حالياً.. والخطر الآن في الضمائر الموبوءة التي لا يرجى شفاؤها. إن الصحافة مؤهلة بكل المقاييس لقيادة البلاد، لسببين إثنين، أولهما، تأثيرها البالغ على الرأي العام، وخوف السلطات الثلاث الأخرى منها، حتى إنها تضع العراقيل في طريق الصحافة حتى لا تتمكن من أداء دورها، باعتبارها قرون استشعار الأمة، وإدراكها الحسي الفائق. والسبب الثاني: إن الصحافة تؤرخ وتوثق لكل ( زول بيحمل رسالة أمينة صادقة بعيد مداها) وأختم بأغنية الرائع المعتكف (أبو عركي البخيت مسؤولية)، فلربما تذكر من مات ضميره، أو دخل في غيبوبة، أو أصبح موبوءاً. كل زول بيحمل رسالة أمينة صادقة بعيد مداها يعرف التاريخ بيحسب كل خطواتو المشاها والحدود الفاصلة هي يبقي عندنا مسئولية اسمعوا مني الوصية نحن لازم نبني نعمل والعمل في حد زاتو للبيشعر مسئولية الكلام الداير أقولو علينا يا ثوار أمانة الوطن نعمل لعزو والقيم نحفظ مكانا نعلي رايات الحقيقة البحلى لينا نموت عشانا نحنا لييييه ما نموت عشانا ؟!!!!! ونقيف مع الاحرار نساند بي حياتنا وبي دمانا واللي ما بصون الوصية يبقي خان المسئولية أي زهرة جميلة زابلة إنتو مسؤولين تجاها وأي شمعة الريح طفاها كونوا انفاسا وضياها كل زول بحمل رسالة أمينة صادقة بعيد مداها يعرف التاريخ بيحسب كل خطواتو المشاها والحدود الفاصلة هي ؟يبقي عندنا مسئولية حب بلادك حب عيون أطفالك الحلوين وأعمل وغني أكتوبر صباح الرحمة بي أنواروا أقبل يغمر الكون بي شروقوا وللبعيد أفراحو توصل ونسمة الحرية منك للبلاد الطيبة ترحل لي شعوب حرة وأبية رافعة راية المسئولية