1- ***- قام عددآ من رؤساء الصحف بزيارة للنائب الأول علي عثمان في منزله للتهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك، واستغل النائب الاول فرصة الزيارة فشن هجومآ شديدآ ولاذعآ علي الصحف المحلية واصفاً إياها بقصر النظر وتغليب المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن وعدم الاهتمام بقضايا البلاد الإستراتيجية. ولم ياتي هذا الهجوم من النائب الأول اعتباطآ او بمحض الصدف، ***- فقد كان علي عثمان ينتظر بفارغ الصبر متي يلتقي برؤساء الصحف ليفش فيهم غله المكبوت داخل صدره تجاه جهاز الأمن، وان تصل رسالته الهجومية الي المسؤوليين في الجهاز، وراح في هذه الزيارة ويصب جام غضبه علي حال الصحافة المزرية في البلاد-(والكلام لك ياجارة ) في جهاز الأمن!!- ،وكأن هذا العلي عثمان ماكان في يوم من الايام واحدآ من الذين حطموا ودمروا الأعلام والغوا قوميته. ***- ولم يكن هجومه الا بغرض محاولة سحب البساط من تحت "الدعوة الرمضانية" السابقة التي قدمها جهاز الأمن قبل ايام قليلة مضت لرؤساء الصحف وعددآ كبيرآ من الصحفيين لتناول طعام "افطار رمضاني" بمباني الجهاز، ولبوا الدعوة، والتقوا الصحفيين بكبار قادة الجهاز وتناقشوا وتحاوروا في "ونسة"بريئة"!! عن حال الاعلام في بلدآ لايتمتع فيه احدآ بالحرية والأمن والأمان. 2- ***- ان قصة العلاقة المتوترة للغاية بدأت مابين النائب الأول وجهاز الأمن، عندما اصدرعلي عثمان في شهر مايو الماضي من هذا العام قرارآ برفع الرقابة القبلية عن الصحافة في السودان. وعلي الفور قامت الحكومة في الخرطوم بتنفيذ القرار بوقف الرقابة اﻷمنية القبلية على كافة الصحف بالبﻼد. ***- ووجد القرار قبولآ وترحابآ كبيرآ خاصة في الاوساط الاعلامية، ووسط الصحفيين الذين اكتوا طويلآ بنار الحظر...وبقائمة الممنوعات ...ومصادرة الاعداد... واعتقالات الصحفيين بلا تهم محددة. 3- ***- ولكن جهاز الأمن كان عنده رأيآ مخالفآ في قرار النائب الاول برفع الرقابة القبلية عن الصحافة!!، ولم يعجبهم تدخل علي عثمان في الشأن الاعلامي، والذي هو شأنآ مملوكآ ومحتكرآ من قبل الجهاز منذ لحظة اذاعة (البيان العسكري رقم واحد)!!...بل وهو شأنآ - من وجهة نظر كبار قادة الأمن- لايستطيع حتي رئيس الجمهورية بجلالة قدره كرئيس للبلاد وكمشير ورئيس حزب حاكم وان يتدخل فيه، وقد سبق للبشير ان اصدر عدة قرارات جمهورية ملزمة تؤكد إلتزام الحكومة التزامآ كاملآ بحرية الصحافة وسلامة الصحفيين، ومع ذلك لم تنفذ القرارات بسبب جهاز الأمن الذي يقف عقبة في التنفيذ الفعلي!!...فمن هو هذا النائب الاول ويقوم برفع الرقابة بدون اذن مكتوب منا?!!! 4- ***- رفض جهاز الأمن الاعتراف بقرار النائب الأول برفع الرقابة عن الصحف جملة وتفصيلا، بل وراح يتحدي علي عثمان جهارآ نهارآ، وعلي الملأ، فقامت السلطات الأمنية بمنع نشر وبث قرار النائب الاول بالصحف وباقي الاجهزة الاعلامية!!... ***- وبعد ايام من قرار رفع الرقابة القبلية، وكنوع من ابراز العضلات قاموا رجال الأمن يوقف صحيفتي الانتباهة والمجهر السياسي في شهر مايو الماضي 2013!!...( والماعاجبوا حتي ولو كان النائب الاول يشرب من البحر)!! ***- وبعدها (عادت حليمة لعادتها القديمة)، وشهدت الشهور الماضية من هذا العام الكثير من الاخبار المحبطة عن حال الصحافة المتردي. 5- ***- تعرض علي عثمان لسخريات لاذعة ومرة وانتقادات حادة بعد ان (لحس قراره وتراجع عنه) ولم يدافع عنه ليثبته ويضمن بقاءه!!، شعر عثمان انه محتقر من قبل جهاز امنه، ولا يكن له احدآ فيه ولمكانته كنائب اول الاحترام والتقدير....والا مامعني هذا التصرف المزري والمتعمد?!!...وكتم مافي قلبه ااي حين... 6- ***- وجاءت فرصة زيارة رؤساء تحرير الصحف له للزيارة والمعايدة ليشن فيها هجومه المبطن على جهاز الأمن، وراح يقول ان الصحافة المحلية التي خضعت وطوال 24 عامآ لجهاز الأمن قد فشلت فشلآ ذريعآ في تأدية رسالتها الاعلامية، النائب الأول لم ينفِ تحميل بعض رؤساء التحرير الحكومة الجانب الأكبر من هذه المسؤولية برعايتها للصحافة العاجزة على حساب الصحافة المسؤولة وتقديمها لصحفيين انتهازين على آخرين وطنين!! ***- وراح علي عثمان وبقلب كسير ونفسية محبطة ويقول للرؤساء الذين جاءوا للزيارة والتهنئة فوجدوا العلقم: ( اكتبوا على لساني لقد فشلنا في الحكومة والحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في صناعة صحافة وإعلام ناجحين)!! بكري الصائغ [email protected]