تتميز الشخصية السودانية بعمق انسانى يتجلى عند الكثيرين فى الاختشاء والتعامل بحذر والابتعاد عن التجريح حتى لمن ساهمو فى اضفاء الرهق وتسببوا فى الازعاج للدرجة التى لم تمكن الشعب السودانى من تبنى حملة مقاطعة اجتماعية للكيزان باعتبارهم تسببوا فى اكبر كارثة سياسية واجتماعية وانسانيهم يعيشها انسان الوطن منذ مجئهم الغادر وحتى الان، فلا يمكن ان ترفض النظام بمنعزل عن منتسبية ومؤيديه ومن ساهموا فى بقائه ولا يمكن ان يتمدد رفضك الى تلك النفوس المآزومة وتتحلى بالصبر الذى يجعلهم يشاركوك حياتك الاجتماعية وكأن شى لم يكن . يحظى الكيزان بجلود تتجاوز (تخانتها) المعقول ولكن حملة المقاطعة تسهم فى اهتزاز نفسى يستحقه كل من ارتمى فى احضان نظامهم وهم الذين اذاقونا ويلات ما يعتريهم من حقد وغبينة. من المشاهد التى تزعجنى فى الشارع السودانى كمية الابتسامات والمجاملات التى يحظى بها رجل الشرطة وهو من الادوات الصديئة التى استعملتها السلطة فى ردع مخالفيها بل كل من تتلذذ فى ارهاقه من جماهير الشعب السودانى بمختلف شرائحه الاجتماعية ودونك الممارسات اللعينة التى يمارسها رجل الشرطة فى الاسواق وفض التظاهرات والمسيرات المطلبية ،، حيث لا مبرر منطقى يجعل من رجل الشرطة كغيره ممن لم تتلوث اياديهم بدماء الابرياء ناهيك من الرعب الذى يسيطر على الكثير بمجدر ظهور رجل الشرطة واكثر خصوصية لو تزامن المرور مع ارتفاع الاصوات ولو كانت نقاشا رياضيا. لا ينكر احد الحقد الذى يتعامل به رجل الشرطة مع المواطن ولكن الاسترخاء والارتهان قد ساهم بشكل كبيرة فى خلق حالة استعلاء متوهمة فى مخيلة الشرطى اكتملت بها شخصية الكثيرين منهم ودفعتهم لمزيدا من القهر استغلالاً للقانون المنحاز بلا اخلاق واطمئناناً من شارع لاتسفزه كل الوقاحات التى ترتدى بزتها العسكرية . ختاما بذات القدر الذى يجعل الانسانية تتملل من المنبوذين حولها وتجعل بينها وينهم مسافات شاسعة وتنزوى فى التواصل مع من تلوثت اياديهم وامتدت نحو جيوب الناس نهبا او اتجاه الرقاب ضربا مبرحاً حرى بنا ان نتخذ ذات المواقف والمسافات حيال من دخلوا موسوعة الجريمة السياسية والانسانية من اوسع ابوابها وادخلونا والوطن فى حالة تستدعى النحيب وصيوانات تمتد على ربوع الوطن . [email protected]