لو كانوا يعلمون .. بأن الشعب نفد صبره .. وضاقت به الارض وما رهبت صدورهم لسماعه لحظة.. شعب صبر وصابر وجاهد حتى وصل حد الهلاك والفقر المدقع ، شعب اكتوى أوجاعه سنينا عددا متمسكا بحبل الصبر ،عسي ولعل أن يجد حبل الصبر ممدود ومقدر له صنيعه لأنه تحمل وتحمل الكثير ، شعب احس بالغبن والقهر وطفح كيله اضعاف اضعاف وفات الحد ،فبدل ما يجازى بالاحسن ، تهان كرامته وعزته وينداس وإذا تنفس وقال كلمته يجابه بالرصاص في القلب والرأس ، كأنه عدو من أمد بعيد ولكن الشعب الجسور قال كلمته ، ووقع من وحي بطولاته نهاية مسلسل طويل اسمه الانقاذ ، نظام لطخ كل فصول حلقاته بالدم واقصاء الاخرين ومحاربتهم بكل الطرق حتى ينفردوا بما لذ وطاب من نعم وخيرات السودان وبدووا بطمعهم تلك الخيرات ومرتكزات الانتاج في الزراعة والصناعة..الخ ، استأثروا بها لأنفسهم ومن مال الشعب اسسوا مشاريعهم وشركاتهم الاستثمارية في الامارات وماليزيا والصين و الاردن وغيرها من الدول، وصارت تجرى في ايديهم ملايين الدولارات ولم يجد المواطن المغلوب على امره، أدنى مسئولية أو اهتمام غير كل الاحن والمصائب والمتاهات. نظام حول السودان وجعله في وحل من الصراعات والقتن ، واستشري الفساد والمفسدين من علياءه وفاحت أرياحه اللعينة كل أرجاء القصر وكل من له علاقة وصل بالنظام من قريب أو بعيد ، ومنهجية اتباع غض الطرف عن السارق وكل معتدين المال العام واجبة طالما ولائه للنظام ، وتغلق دفاتره بأمر السلطان ، خوفاً من تشعبها إلى مدارات ومناحى مخفية. نظام هكذا حرى به أن يمشي يوما من الايام غير مأسوف عليه إلي الجحيم ومذبلة التاريخ. شباب وأطفال قدموا أنفسهم وأرواحهم مهراً عزيزا وغالياً ليهنأ غيرهم في رخاء وسلام ، استباح النظام برعونته الدماء الغضة التي ثأرت كالبركان في وجه الظلم لتقول كلمتها - لا - كفاية مهذلة ، سنوات من الوعود والتمنيات ولا شىء سوى الدمار والهلاك ، حتى وصل يقينهم بأن تلك الضعضعجة ليست كانت طحين أنما هي مجرد انقسامات وتشرذم ووفقدان أراضي عزيزة وحروب منتشرة ومستعرة في كل مكان. لوث النظام جلبابته دماء هؤلاء الشباب والاطفال ..أهلهم ينتظرونهم بفارق الصبر ليستوى عودهم ليكونوا سنداً وعوناً لهم في المستقبل. و سياسة رفع الدعم ليست وحدها السبب الرئيسى في اندلاع المظاهرات ، إنما كمية الغبن على مجمل الاوضاع لو كان يعلم النظام بأحوال شعبه .. كان على الاقل لا يبنى سعادته من نعش اجسادهم وكان المدافع الاول عن حقوقهم وتحقيق تطلعاتهم ولكن لا حياة لمن تنادي ، نظام نخر جسده الفساد والمفسدين وكثرة فيه المحسوبية والطائفية ، ولم يتقدم شبراً واحداً للامام لتطمين الشعب بأن حكومتهم رشيدة وتقوم بالعدالة على كل البشر وتحاسب المقصرين والمفسدين ولكن لم تنجح ولن تنجح ابدا طالما هناك خيار وفقوس. ظل هذا النظام يخبط يمنة ويسرى بفعل هذه المظاهرات الداوية وجعلته في خانة اليك وزي ما بقول المثل الشعبي ( ال تسوى بإيدك يغلب أجاويدك) حال ثباته أصبحت متأججة وبات شعوره مضطرب، تركوا اسرهم القصور إلي بيوت عادية حتى لا يتسني الوصول لهم .. ولكن هذه نظرة قليل النظر والتفكير .. لان اليوم لم تصل الجماهير .. غدا سوف تصل بكل بساطة وأريحية دافقة. لو كانوا يعلمون ويتحسبون لهذا اليوم منذ ربع قرن ، لما كان حال شعبهم هكذا ، منتشر في كل عواصم العالم ، هجروا أوطانهم بعدما ما اوصدوا امامه كل اسباب الرزق ، بقوة بطشهم ضيقوا عليهم كل شىء ومثل ما خنقو سوف يأتي يوماً ويخنقوا لو كانوا يعلمون ان الجزاء : سيكون من نفس العمل [email protected]