( أن نبتسم لضعفنا وخيباتنا وجراحنا ، أن نرى الحقيقة دون أن تخيفنا بشاعة ملامحها إذن نحن في مزرعة الحيوان) ! (جورج أوروين) حكى في (مزرعة الحيوان) عن ذاك اليوم الذي انقلب فية الرعاءُ على مُلك وسلطان الرّاعي . قطيع البهائم الأنعام المتمردة أضحت سيدة قصر مليكها الإنسان ،على كل صرح شيدهُ وعمرهُ وكل أرض له ربت ،نمت وحصدت . حسيراُ أسفاً ضرب السيد الأنسان بِيد وعتامير خيانة وغدر كل ذات ذيل ثغت عند قدميه تجتر نعمة علفه ، وذي نابٍ نابحٍ هز ذيلاً راقصاً فأنفه مطمورةٌ في رواسي فضل زاده الدَّهين . مرارة الأسى في حلقه تزداد علقماً برفسةِ المدلَّل الصاهل ، الممشطِ عرفاً ومحتذي الفضة أظلافاً ، المدهون أفخاذاً وسيقاناً بذات يد سيده المربِّتة التي رفسها ثم قضمها . فارق السيد مستدبراً مُلك يمينه ،آنفاً نزال بنات آوى، مشيَّعاً بنفيرِ صخبِ أبواق المحتفلين بالنّصر الرخيص وسمفونيةٌ غجريةٌ من ثغاء ونباحٍ وصهيلٍ وخوار ومواء، إيقاعها دكُّ وخبط الحوافر والأظلاف والمخالب . هتاف حاديهم (سقط القيصرُ ذو الساقين) والحياةٌ (لكل ذوات الأربع) أكوابُ نخب الإنتصارِ دارت على غير شفاهٍ ترتشف ، فذا منقار وذاك خرطومٌ وتلك ذات نابٍ معكوفٍ ماص . الليلُ أرخى سدوله ولابد من مفارقة الأقفاص والحظائر والإصطبلات والأوكار إلى مخدع السيد الوثير فلدى غير العاقلِ يستوي الحصير والسرير . فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير السيد هوى فوادُه إلى عشيرة العقل مطمئناً فما شكى حالاً ولا مستشعراً ألم رفس الحوافر ولا نشب الأنياب والأظافر. لم تنازع أجفانه النعاس فانسبلت عجلى على ناظرية تسابق أحلام نوم عميقِ يرتل فيه شيخٌ مهيبً في رسم ملك نوراي يقين وعد الحق عز وجل:- (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وغاية وعيده عز وجل :- (فأين تذهبون) فلما كان لكل تمام دور نقصان ، فعشيرة السيد من ذوي العقول والنُّهى باتت ليلتها تلك ، تحصي ، تجمع كل رسن، ولجام ، بطان ومهماز ولا بد من (الضنُّاب) لإسراج كل نافر غير أدوب ، متمرد وغادرِ والسياط حاضرة ٌ على كل قاربِ مكتنز مترهل . قالوا:- السيد استرح وصل ليلتك بقيلولتك فأن كان العجم ذوو الأربعة هؤلاء هم السفهاء فوالله ليس فيهم ولا منهم (ابن الورد) ولا (الشنفرى) بل هم فينا ومنَّا رهطاً. وان كانوا ناراً ، فنار الخائنين الغادرين تأكل بعضها . اليوم نأتيك بهم مسروجين ملجومين وأدبارهم ليست في مأمن والسياط تسوق خطاهم (المشكولة) . ولكن أيها السيد انتبه؟ من أين لهذه ( الحُمر) المتمردة الغادرة بقية من عقل التكليف حتى تجرؤ على فعل يقوم على تدبير وتفكير وخطة إجرام محسوبة ومرتبة مرعية بعقل مجرم مدبر مانالت هي منه قطميراً؟! نعم انها (مستنفرةٌ) . إنه ( قسورتها ) من جلدةِ ما نحسبه الإنسان فهو يتمطى بيننا على ساقين مرحاً . تمددَ على الأرض المجاورة لك ، حائزاً متجبراً على مناكبها ، رعى أرتال البهائم فكسوف الشمس من ثائر نقع أظلافها. زرع َوحصدَ وطمرَ ليوم كريهة في رعيته – الندرة- فغلاءٌ ينهشهم وثراء يغمره . إشترى ضعاف النفوس من السَّرقة والخائنين ولاعقي الأحذية (القمَّامين) رهطاً وبطانة ارتزاق وعصابة غدر وخيانة ، فالطريق السالك البيِّن عندهم هو الحرام وأمَّا الحلال فدربه سخف إفلاطوني ليسوا هم من رعايا جزيرته . استقوى فيهم فنادوه (القوي) . ولدى أنياب رتلٍ من الضباع البرية المتوحشة الناهشه إستأمن، فعوته (الأمين) . ما أغناه ما أحصى وعدَّ وحشد عن أن يزداد في أرضك طمعاً في مد رقعتها له بعد تخريبها . سنلجم ونسرج غدا أزلام حاشيته الدابة . ولابد من تسميم جيفها ليهلك آكل لحم أخيه وضباعه !!!!!! (محمد الفاتح مصطفي) ( من أصدقاء الإنتياهه) [email protected]