كم عدد أساتذة الجامعات السودانية؟؟ بالتأكيد لا أقل من عشرين ألفاً في مختلف التخصصات.. كم عدد المهنيين من مهندسين وأطباء ومحامين ومعلمين وزراعيين وبياطرة واقتصاديين إلى آخر القائمة الطويلة من المهن المتخصصة.. بكل يقين عدة ملايين.. كم عدد المستنيرين من الشعب السوداني؟ بكل يقين كله إلا من أبى.. أين كل هذا الهدير السوداني ؟؟ لماذا أخليت الساحة لبضع مئات من الحزبيين حاكمين ومعارضين ليقرروا مصيرنا.. لم يعد في الوقت فسحة من الأمل لانتظار محاسن الصدف.. طالما نحن الشعب من يدفع ثمن الفواتير الباهظة التي يستهلكها السادة الساسة.. من المحتم أن يصنع الشعب أجندته التي يرغم الأحزب على الانصياع لها.. أن يتحرك الشعب من موقع (المفعول به) المستكين.. إلى الفاعل المستديم الذي يجبر الجميع على أجندة وطنية حتمية.. البند الأول في أجندة الشعب السوداني.. هو الحرية.. بلا رتوش أو تذويق أو تضييع الوقت و(تشتيت الكرة).. الحرية بنفس المعنى الذي ورد في القرآن والسنة النبوية.. حتى لا نضيع الوقت في البحث عن معنى أو (موديل!!) مناسب.. حرية الضمير.. أن يفكر كل سوداني بكامل قواه العقلية في كل الاتجاهات والمساحات.. ويعبر عن فكره بكامل رشده وإرادته.. وأن يتحمل أي مسؤولية جنائية أو مدنية عن الفكر أو الرأي الذي ينطق أو يجهر به.. إذا توافرت الحرية.. توفر كل شئ.. من الإبرة إلى الصاروخ.. لأن الحرية ترفع ثمن الإنسان.. بالقيمة المضافة إليه من كرامة وعزة .. الحرية هي الأضواء الكاشفة..التي تطرد الفساد.. أفضل بيئة للفساد الظلام الدامس.. أن لايرى الشعب من عبث بخطوط طيرانه وباعها في الظلام.. ومن يقتات من مصالح الشعب في سلسلة لا تنتهي من قصص الفساد المرعبة التي لم تظهر حتى الآن للسطح.. الطريق الوحيد لمكافحة الفساد هو إضاءة أركان الملعب الكبير.. السودان... إشاعة الحريات وترك السلطة الرابعة تدافع عن مصالح الشعب وتحميه.. هل يحتاج ذلك إلى أحزاب ومؤتمرات وجلسات واتفاقات.. بل لا يحتاج حتى إلى قانون.. فالدستور الحالي (دستور عام 2005) فيه أوسع وأروع (حقوق) مكفولة لكل إنسان.. لماذا نضيع الوقت؟؟ إلا إذا كان إضاعة الوقت يخدم أهداف الساسة. (58) عاماً منذ الاستقلال كافية جداً لكل هذا التجريب العبثي.. وحان الوقت ليصبح الشعب سيد نفسه.. (سيد نفسك.. مين أسيادك).. يحكمه من يحكمه لا يهم.. فقط تظل السيادة للشعب.. هو الذي يصنع قراره ومصيره ومستقبله.. هو الذي يقرر من وكيف يحكم.. هو الذي بكامل حريته يطيح بمن لا يريده و يرفع من يثق فيه.. لم يتبق من الوقت شئ.. إن لم يصنع الشعب أجندته اليوم قبل الغد.. فستصنع (الكوارث) له تلك الأجندة.. [email protected] اليوم التالي