مشير في شمال الوادي يخلع البدلة العسكرية ليترشح بإصرار لمنصب رئيس الجمهورية المصرية ومشير في جنوب الوادي يقدم رجلاً نحو ربع قرن جديد من البقاء في سدة الحكم ويؤخر الثانية للتراجع نحومربع التقاعد ! الأول يقود جيشاً غير مؤدلج ويحسب على التيار الوطني مسنوداً بالة إستثمارية ضاربة الجذورإرتبطت بالدولة العميقة التي تملك مايكرفونات و شاشات الإعلام المصري الساحرفي توجيه العقول والمقدرة على حشد الساحات التي اقصت بانقلاب مضاد إنقلاب الإخوان على ديمقراطية هشة حسبوا أنها جعلت منهم نهاية المطاف بالصناديق التي حسمت النتيجة لرئيس الضرورة الدكتور محمد مرسي نكاية من قوى الثورة في الفريق شفيق آخر رئيس وزراء في حكومة الرئيس مبارك وحزبه الحاكم الذي تبخر في نفخة ميدان التحرير ولكن غباره ظل عالقاً في حلوق كل الساحات ! السيسي التقط قفاز الذين سحبوا أصواتهم من صناديق مرسي و حطموا خزانات تمكين الأخوان التي شونوها في المقطم ليملؤها ويفرغوها نفوذاًعبر قنوات الربط مع قصر الإتحادية ! هو موقف مع مراعاة فروق الزمان والمكان وطبيعة الوان اللوحة يذكرنا بانحياز الجيش السوداني مع ثورة ابريل ، لكن سوار الذهب مهد الطريق للأخوان لسرقة الإنتخابات التي احرزوا فيها نتائج لم ترضي طموحاتهم العجولة ولم تسمن جوعهم للحكم ، فأختاروا أكل الكعكة محترقة من صاج مشروعهم الذي زادوا من ناره تحت أثافي فشلهم الثلاثي سياسياً وامنياً وإقتصادياً من خلال حكم آثر الجمع بين طيران الفكر في فضاءات الوهم وجري العسكر في ميادين الحروب بلا نهاية! مشير يكنس الأخوان في مصر مترشحاً ليجلس على سدة الحكم ولو عبر ديمقراطية مفصلة على مقاس المرحلة ، لان الواقع في عالم الإقليم وفقاً لعاقبة الثورات التي تفجرّت هنا وهناك يشي بأن التفصيل الجاهز المستورد لن يكون ملائماً لجسم غير متساوي الأعطاف إلا إذا خضع لفترات تخسيس إنتقالية مناسبة لتنقله كجسر من ترهل الشموليات الطويلة الى تماسك الديمقراطيات التي يحكمها الدستور التوافقي على برنامج الحاكم وليس حاكم البرنامج وشكل الحكم وفترة الولاية ! مصر بكل عراقة جيشها القومي في ظاهر مبناه ربما تختار سيسي وقاية من فوضى تهدد كيانها قبل أن تستفحل مصائبها التي خرجت بها الى حلفاء مقتدرين إقتصادياً على إسنادها حتى تقوي على القيام ! فهل ينجح قنطار بشيرنا بحزب يقتات من خشاش الدولة وبجيش سخره لخدمة نظامه في علاج ما صنعته يداه من خراب وقد مدهما واجفتين إحداهما للداخل المضطرب والآخرى للخارج المرتاب ! فايهما تفضل قاريء العزيز ، سيسي وقاية يحقن في ذراع الوطن درءاً للفوضى ، أم قنطار بشير يرفع شعار وداوها بالتي كانت هي الداءُ..! [email protected]